الأطلسي يفقد 4 من جنوده.. وأنباء عن تسببه في مقتل أسرة من 8 أفراد في أفغانستان

تسمم 45 طالبة بعد هجوم بالغازات على مدرسة أفغانية.. وطالبان تنفي صلتها

TT

أعلنت القوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (إيساف) في بيان، أمس، مقتل أربعة من جنودها في تفجيرات في جنوب البلاد، حيث تنشط حركة التمرد بشكل كبير. وقال البيان إن الجنود «قتلوا في هجمات متفرقة بعبوات يدوية الصنع». من دون أن يذكر أي تفاصيل عن جنسيات القتلى. وبذلك ترتفع حصيلة خسائر الحلف في أفغانستان هذه السنة إلى 169 قتيلا، ومنذ غزو البلاد في 2001 إلى 3016 قتيلا، حسب إحصائية أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية، استنادا إلى أرقام نشرها موقع «آيكاجواليتيز».

وجاء هذا فيما قال مسؤول أفغاني أمس إن أسرة من ثمانية أفراد قتلت في هجوم جوي لقوات الأطلسي بإقليم باكتيا شرق أفغانستان. وقال روح الله سامون، المتحدث باسم حاكم الإقليم، لوكالة الأنباء الألمانية: «لقي رجل وزوجته وأبناؤهما الستة حتفهم إثر قصف منزلهم في مقاطعة جارد سيراي». وأضاف أنه لم يتضح بعد من الذي كان هدفا للهجوم. وقال مسؤول من الناتو إنه يجري البحث بشأن المزاعم حول مقتل مدنيين.

وقال الميجور مارتين كريتون، المتحدث باسم قوات الناتو: «طبقا لتقاريرنا الأولية، تعرضت قوة المساعدة الأمنية الدولية البرية (إيساف) لهجوم من أعداد كبيرة من المتمردين في المقاطعة في وقت متأخر في باكتيا، أمس.. وردت القوات البرية بإطلاق نار وطلبت أيضا دعما جويا وصلها». وأوضح كريتون أنها كانت عملية مشتركة مع الجيش الأفغاني، ولكن لم تسفر عن سقوط قتلى من الجنود. وقال إنه «حتى الآن، يبحث مسؤولو (إيساف) لتحديد ما إذا كانت هناك أي صلة بين العملية التي جرت الليلة الماضية، وما زعم من مقتل مدنيين». وقال: «نحاول تفادي إيذاء المدنيين الأفغان أو تخريب المنشآت المدنية في كل عملياتنا. إننا نشارك فقط بطائرة عندما يوجد المتمردون في المنطقة».

والمدنيون هم أول ضحايا النزاع بين «إيساف» والقوات الموالية للحكومة من جهة، ومتمردي حركة طالبان من جهة ثانية. وحتى 2011 قتل أكثر من ثلاثة آلاف مدني في النزاع وعدد مماثل من جنود «إيساف» في أفغانستان منذ أكثر من 10 سنوات.

وفي قندز (أفغانستان)، قال مسؤول أفغاني إن 45 طالبة أفغانية أصبن بالتسمم أمس عندما أطلق غاز سام في مدرستهن شمال أفغانستان، وهو ثاني هجوم من نوعه على المدرسة في غضون أسبوع. وقال جان محمد نبي زادا، وهو مسؤول تعليمي، لوكالة الأنباء الألمانية إن الحادث وقع في مدرسة «بيبي هاجيرا العليا للفتيات» في مدينة «طالقان» عاصمة إقليم قندز. وأضاف أن الضحايا نقلن إلى المستشفى، وأنحى باللائمة على حركة طالبان في الهجوم المروع.

ومع هذا، رفضت طالبان في بيان لها أمس أي صلة لها «بالأنشطة المناهضة للعملية التعليمية»، قائلة إن القوات الأجنبية وحكومة كابل هي من تقف وراء «الحرب النفسية لتشويه» حركة طالبان. وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، في بيان له: «لا نعارض أبدا التعليم.. نريد معاقبة الجناة الذين أحرقوا المدارس وسمموا الطلبة، وفقا للشريعة الإسلامية».

يذكر أن هجوم أمس هو الثاني من نوعه في المدرسة نفسها خلال أسبوع، والثالث في الإقليم في غضون شهر. وأصيبت 130 فتاة وثلاث معلمات يوم الخميس الماضي بالتسمم بعد تسرب غاز سام غامض مماثل في المدرسة. واتهمت وكالة الاستخبارات الأفغانية في الأسبوع الماضي حركة طالبان بزيادة هجماتها في البلاد، خاصة على مدارس الفتيات. ولم يسمح للفتيات بارتياد المدارس خلال فترة حكم طالبان من عام 1996 وحتى عام 2001. وقال وزير التعليم الأفغاني فاروق وارداك في وقت سابق هذا الشهر إن ما لا يقل عن 550 مدرسة أغلقت بسبب انعدام الأمن، مما يؤثر على أكثر من 300 ألف طالب في 11 إقليما لا يزال النشاط المسلح قويا فيها.

إلى ذلك، اعتبرت ميشيل أليو ماري، وزيرة الخارجية الفرنسية ووزيرة الدفاع سابقا، أمس، أن انسحاب ألفي جندي فرنسي من أفغانستان أواخر 2012 أمر «بالغ الخطورة». وقالت الوزيرة السابقة: «إذا ما تم ذلك فإن الخطر الحقيقي هو أن تأتي بعد ذلك طالبان لمهاجمتنا؛ علما منهم أن جنودنا من دون سلاح أو شبه مسلحين». وكانت أليو ماري النائبة عن منطقة البيرينيه الأطلسية (جنوب غرب) تتحدث أثناء اجتماع عام في غيتاري في إطار حملتها للانتخابات التشريعية. وأضافت: «عندما قال (الرئيس الفرنسي) فرنسوا هولاند قبل بضعة أشهر إنه لن يبقى أي عسكري فرنسي على الأرض الأفغانية في 31 ديسمبر (كانون الأول) كان ذلك (هراء)». وتابعت: «الآن يجد نفسه في تناقض حقيقي. قال ذلك ولا يريد الرجوع عن رأيه، وقد أدرك أنه أمر مستحيل ماديا، فهو قرار.. غير محسوب جيدا.. يبدو لي بالغ الخطورة». وكان الرئيس الفرنسي السابق نيك ولا ساركوزي «متفقا مع حلفائنا» لسحب 800 جندي في أواخر عام 2012 الجاري وترك آخرين لـ«حماية أولئك الذين ليسوا مقاتلين، أي المدربين الذين سيفككون المعدات». وقد قام هولاند بزيارة مقتصبة الى أفغانستان هذا الأسبوع حيث التقى مع نظيره الافغاني حميد كارزاي وبحث مستقبل تواجد القوات الاجنبية. وأكد هولاند خلال زيارته وعده الانتخابي بسحب أكثر من ضعف عدد القوات عن ما كان مقررا من قبل سلفه، أي ألفي جندي مع نهاية 2012 من أصل 3550 جنديا فرنسيا منتشرين في أفغانستان.