ناجيات من مجزرة الحولة يؤكدن أن من هاجمهن هم شبيحة الأسد

الخارجية السورية: أنان في دمشق اليوم.. وأنباء عن رفض استقبال القدوة

TT

في أول تصريح رسمي حول مجزرة الحولة، وبعد يومين من وقوعها، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي بشكل قاطع مسؤولية قوات النظام عن المجزرة، مدينا ما سماه «الاستسهال في اتهام القوات الحكومية السورية»، في حين أكدت شهادات الناجيات من المجزرة، أن من هاجمهن هم شبيحة الأسد، لتضيف شهادتهن مزيدا من التأكيدات حول قيام النظام بالمذبحة.

واتهم مقدسي في مؤتمر صحافي أمس «مجموعات إرهابية مسلحة» بارتكاب المجزرة، وقال إنه دعا للمؤتمر بسبب «تسونامي الأكاذيب» التي انهالت على الحكومة السورية. وعرض الرواية الرسمية لما حصل بالقول: «نهار الجمعة تجمع مئات المسلحين ومعهم أسلحة كبيرة وثقيلة، منها الهاون، والجديد كان استخدام صواريخ مضادة للدروع ضد القوات النظامية». وأضاف أن هؤلاء «اتجهوا إلى منطقة في الحولة هي خارج المناطق التي حصلت فيها مجازر، وتمت مهاجمة المراكز العسكرية السورية التي تتمركز فيها قوات حفظ النظام والأمن، واستشهد نحو 3 عناصر من قوات حفظ النظام، بالإضافة إلى جرح الكثيرين. وكان هناك جثث متفحمة من هول ما حصل والأسلحة المستخدمة». وتابع أنه بالإضافة لمجزرة قرية تلدو، كان هناك مجزرة في قرية الشومرية، حيث تم إحراق منازل وقتل مواطنين.

ونفى المقدسي نفيا قاطعا «دخول أي دبابة إلى المكان»، وقال إن «الجيش السوري والقوات السورية كانت بحالة دفاع عن النفس، وانتهى الاشتباك بحدود الساعة 11 ليلا»، مشددا على أن الدولة السورية مسؤولة «عن حماية المدنيين وفق الدستور»، وأن بلاده «تحتفظ بحق الدفاع عن مواطنيها». وقال إنه «تم تشكيل لجنة عسكرية قضائية للتحقيق بهذا الموضوع والنتائج ستظهر خلال 3 أيام»، مضيفا: «لدينا معلومات استخباراتية دقيقة حول هذا الموضوع المخطط له». وعن «قدوم إرهابيين من تلبيسة والرستن والقصير»، مشيرا إلى أن «طريقة القتل الوحشي واضحة، وهناك قتل لأطفال ونساء وشيوخ في بيوتهم وإطلاق نار في الرأس.. وهذا ليس من مناقبية الجيش السوري البطل ومعروف من يأتي من الجبال والمخابئ».

من جهة ثانية، أشار مقدسي إلى أن «وزير الخارجية وليد المعلم اتصل بالمبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان الذي سيصل إلى سوريا اليوم»، معتبرا أن «ما حصل ليس من مصلحة الدولة السورية». وقال «نحن لا نتاجر بدماء أبنائنا، ولا يمكن تبرير حمل السلاح ضد هيبة الدولة مهما كان المبرر السياسي»، لافتا إلى ما وصفه بـ«التزامن المريب» في الهجمات بالتوازي مع زيارة كوفي أنان إلى سوريا وموعد انعقاد جلسة مجلس الأمن، معتبرا أنه «ضرب للعملية السياسية».

وجاء الرد السوري الرسمي بعد اتهام وسائل الإعلام الرسمية تنظيم القاعدة بارتكاب «مجزرتين مروعتين بحق عدد من العائلات في بلدتي الشومرية وتل دو بريف حمص وقامت بأعمال تخريب واسعة»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). ولكن الشهادات الميدانية الأخرى، ومن بينها ما قاله أليكس تومسون، مراسل شبكة القناة الرابعة الإخبارية البريطانية، ترجح قيام القوات النظامية السورية بالمجزرة، حيث قال تومسون، الذي دخل إلى الحولة بصحبة وفد من مراقبي الأمم المتحدة، إن «القوات النظامية للجيش السوري تنتشر داخل المدينة بشكل كبير، ولا يمكن أن يكون غيرهم من ارتكب المجزرة»، موضحا أن «أقرب بلدة يوجد فيها الجيش الحر هي الرستن، وهو ما يعني استحالة قيامه بتلك العملية».

وفي غضون ذلك، وردا على الروايات الرسمية، بث ناشطون في الحولة مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت تسجل مقابلات مع نساء مصابات قلن إنهن نجين من المجزرة. وقالت إحداهن: «هجم على منازلنا شبيحة وقوات أمن وجيش بلباس مموه وحاصرونا كالغنم في المنازل وأطلقوا النار علينا.. قتلوا والدي وأخي وأمي، هاجموا حاراتنا وحارة السد والجيش الحر أنقذنا».

وردا على ما قاله مقدسي بأن مجموعات إرهابية هي من قامت بالمجزرة، قالت السيدة: «قتلونا العلوية ومجموعات النظام الإرهابية». وتظهر المقاطع طفلة بعمل شهرين قتل كل أفراد عائلتها، وقال رجل آخر: «لا يوجد في العالم عصابة أوقح وأكثر إجراما من عصابة الأسد».

سيدة أخرى قالت إنها «متزوجة حديثا وكانوا سيقتلونها، ولم يكن معنا شيء والذي هاجمنا شبيحة الأسد». سيدة ثالثة قالت إنها نجت بعد تعرضها لضرب عنيف وظنوا أنها ماتت، وأقسمت أن «الشبيحة من قرية الشرقلية وكانوا يلبسون ملابس الجيش، وحاصروهم وقتلوا 12 شخصا، قتلوا زوجها بعد ضربه على رأسه بأعقاب البنادق، وأن ابنتها الصغيرة (عشر سنوات) اختبأت في الفراش وهي الوحيدة التي نجت».

وأعلن مقدسي عن وصول المبعوث العربي - الدولي كوفي أنان إلى دمشق اليوم.. بينما أكدت مصادر بجامعة الدول العربية أن سوريا اعترضت على استقبال وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة، نائب أنان، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الجانب السوري أفاد بأن اعتراضه على القدوة ليس شخصيا، ولكنه يرجع إلى أن دمشق لا تريد التعامل مع الجامعة العربية.