قوات النظام السوري تحاصر حي الميدان وجنوب غربي العاصمة

المظاهرات عمت المناطق تضامنا مع الحولة.. واشتباكات في حماه وريف دمشق

مظاهرات ببلدة معرة حرمة في إدلب أمس تنديدا بالمجازر الجماعية في سوريا (يوتيوب)
TT

تصاعدت وتيرة العنف في سوريا أمس، عشية زيارة المبعوث الدولي كوفي أنان المكلف بحل الأزمة السورية، موقعة 26 شهيدا سقط معظمهم في حمص ودمشق برصاص قوات الأمن، بينهم طفلان سقطا في إدلب وعشرة أشخاص في حمص، بينما شهدت مناطق سوريا اشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر.. وتصاعد توتر الأوضاع الأمنية أمس في العاصمة دمشق، لدى فرض قوات الأمن والجيش النظامي حصارا كاملا على حي الميدان، والهجوم على تشييع خرج هناك.

وفي حين استحوذت مجزرة الحولة على المشهد في الشارع السوري، حيث خرجت مظاهرات في معظم المناطق السورية مستنكرة المجزرة المروعة التي وقعت أول من أمس، ومعلنة تضامنها مع بلدة الحولة، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 10 أشخاص في حمص، بينهم عائلة مؤلفة من أب و5 من أولاده، ومقتل ثمانية أشخاص في دمشق وريفها، وسقوط خمسة قتلى في محافظة حماه بينهم سيدة، بالإضافة إلى مقتل طفلين في محافظة إدلب، وشخص واحد في محافظة درعا.

وذكر المرصد السوي لحقوق الإنسان، أن «عدة أحياء في حماه شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المعارضة التي تقاتل النظام السوري مترافقة مع سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة في أحياء بساتين حي الظاهرية ومشاع وادي الجوز مصدرها آليات القوات النظامية»، بينما أفادت الهيئة العامة السورية بقتل عشرة سوريين بمدينة حماه بينهم سبعة تمت تصفيتهم إثر محاولتهم الانشقاق عن القوات النظامية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محافظة حماه، التي تواصل فيها الإضراب لليوم الثاني على التوالي، شهدت إحراق عدد كبير من المنازل في مشاع وادي الجوز جراء إطلاق النار الكثيف من قوات الجيش النظامي، مما أدى إلى نزوح جماعي للعائلات إلى حي الضاهرية. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى «سماع إطلاق نار في مدينه حماه من طرف جسر المزارب، إضافة إلى انقطاع خدمة الاتصالات الجوالة والإنترنت عن بعض المناطق، واحتشاد الأمن والشبيحة على مدخل حي الأربعين وسماع أصوات هدير الدبابات وتأهب عسكري كبير، يبدو أنه تجهيز لاقتحام حماه».

وأضافت أن أحياء جنوب الملعب والأندلس تعرضوا لإطلاق نار كثيف من المجمع الطبي في الحاضر، كما أطلقت زخات من الرصاص على حي خطاب أطلقت من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة من رحبة خطاب.

من جهتها، أعلنت تنسيقيات الثورة السورية، أن «اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام جرت في المكنة الزراعية على طريق السلمية». وأشارت إلى أن حي الأربعين جرت محاصرته من قبل قوات النظام وسط مخاوف من اقتحامه وارتكاب مجازر جديدة، وناشد الأهالي المراقبين للتوجه إلى هناك فورا»، مشيرة إلى «استشهاد الشاب خالد زينو جراء القصف على مشاع الأربعين». وتعرض جبل شحشبو لقصف عنيف، واقتحمت قرية الكريم في سهل الغاب حيث سقط ثلاثة جرحى بينهم رجل مسن. من جهة ثانية، تواصل القصف على أحياء في محافظة حمص أمس، إذ أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة الرستن تعرضت بلدات الرستن وتلبيسة والزعفرانة في المحافظة لقصف عنيف بشكل عشوائي بقذائف الهاون والمدفعية، بلغت مداها عند الفجر، حيث سقطت 30 قذيفة خلال ربع ساعة، وسط الاستمرار في قطع الكهرباء والماء عن المدينة.

وأضافت الهيئة أن مدينة القصير تعرضت «لإطلاق نار من كافة الحواجز الموجودة في المدينة»، بينما أشارت لجان التنسيق المحلية في حمص إلى أن استشهاد هاني فهد الخالدي برصاص قناصة النظام، كما تعرضت قرى غرب العاصي لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة، بالإضافة إلى أتعرض المدينة لطلاق رصاص متقطع من قبل حاجزي البلدي والكنيسة.

وفي الحولة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية، إنه «تم العثور على عائلة بأكملها مكونة من 6 أشخاص، هم الأب وأولاده، مذبوحين، في حين تم اختطاف الأم من قبل شبيحة النظام»، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية في الحولة أن القصف تجدد على المدينة، وتعرضت لإطلاق نار كثيف من جهة الدوار وحاجز مؤسسة المياه، وتحولت المساجد إلى مشافي ميدانية.

وتردد أنباء عن هجوم قوات الأمن على حي الناصرية في مدينة تلدو، وعن «مجزرة جديدة ترتكب بحق المدنيين مترافقة مع حملة حرق وتخريب وتهجير للسكان»، وسط سماع دوي انفجارات ناتج عن قصف عنيف تعرضت له الأحياء.

وفي محافظة ريف دمشق، شل إضراب عام في معظم أحياء المحافظة مظاهر الحياة الطبيعية، بينما استشهد رياض حمود (16 عاما) في حي يلدا خلال إطلاق قوات الأمن الرصاص على متظاهرين، كما استشهد علاء الحول (24 عاما)، في إطلاق الرصاص العشوائي على داريا ليلة السبت/ الأحد.

وقالت تنسيقيات الثورة في المحافظة إن انفجارات هزت مدينة دوما التي شهدت تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى دوار بدران، كما تردد دوي انفجار في المعضمية، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في عدة مناطق من الغوطة الشرقية من مسرابا إلى حرستا وسقبا وحمورية وعربين. هذا، واقتحمت القوات النظامية منطقة العب وسط إطلاق نار كثيف وقصف عنيف على منطقة جسر مسرابا، كما اقتحمت زملكا بالدبابات والمصفحات وناقلات الجند من جهة عربين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من «الكتائب المقاتلة المعارضة» في مدينة حرستا، مشيرا إلى أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة. كما شهدت منطقة ريف دمشق اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت/ الأحد وفجر الأحد «بين الكتائب المعارضة المقاتلة والقوات النظامية السورية».

وفي العاصمة دمشق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف انفجار سيارة للأمن على طريق المحلق الجنوبي بمنطقة المزة، مما أسفر عن إصابة بعض عناصر الأمن بجروح. وذكرت تنسيقيات الثورة الثورية في دمشق، أن «قوات الأمن والشرطة أطلقوا النار لتفريق معتصمين أمام مشفى الطلياني في منطقة الجسر الأبيض»، مشيرة إلى «سقوط جرحى في التشييع في حي الميدان، حيث استمر حصار المنطقة بعد مداهمتها صباحا بالمدرعات واستهداف أحد المنازل بقذيفتين ورشاشات بي كي سي، مما أدى إلى استشهاد أربعة من سكانه وإصابة آخرين مع انقطاع كامل لجميع وسائل الاتصالات عن المنطقة».

وأضافت التنسيقيات أن «قوات الأمن في حي برزة اعتقلت أصحاب المحال التجارية وسرقت محتوياتها في حارة الحمام وطلعة شمشم، وشنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية في حارة الحمام والسويداء».

وفي نهر عيشة، هاجمت قوات الأمن والشبيحة المشيعين في الحي وتطلق وابل من الرصاص باتجاههم وسط انقطاع كامل للاتصالات في المنطقة. أما في ريف درعا، فنفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم أسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين. وأعلنت تنسيقيات الثورة استشهاد الجندي محمد حسين العواد على يد قوات النظام. وجرت في منطقة جاسم مداهمة منزل ماجد إسماعيل الحلقي (65 سنة) زوج عمة وزير الصحة وضربه وإهانته واعتقاله مع ابنه إسماعيل الحلقي ومداهمة منزل عمته الثانية أم علاء واعتقال ابنيها محمد حسن الحلقي وبدر حسن الحلقي وأربعة من أقاربه، حيث ضربوا ضربا مبرحا، كما اقتحمت قوات الأمن قرية عدوان من قبل قوات النظام مع حملة تخريب وحرق للممتلكات الخاصة.

وذكرت أن أهالي خربة غزالة «رفضوا خروج المراقبين الدوليين وطالبوهم بالبقاء في البلدة، بعد أن عاين المراقبون قصف المنازل من قبل جيش النظام». وأشارت إلى أن قوات الأمن في منطقة نصيب، شنت حملة دهم واعتقالات وتخريب للمنازل والممتلكات وحرق للدراجات النارية. وفي محافظة إدلب، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة خان شيخون تعرضت لقصف بالآليات الثقيلة من قبل قوات الجيش السوري، مشيرة إلى «سقوط شهيدين وعدد من الجرحى»، بينما «استشهد طفل ثالث نتيجة قصف قوات الجيش السوري المستمر على المدينة وهو الطفل محمد أراكيل البالغ من العمر 14 عاما». وأضافت أن قوات من الجيش السوري اقتحم قرية في جبل الزاوية بالدبابات والسيارات العسكرية أقامت بتنفيذ حملة دهم وتفتيش وحرق للمنازل والمحال التجارية واعتقال عدد من الأشخاص.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش السوري «شيع من مشافي تشرين وحلب ودير الزور العسكرية جثامين 16 شهيدا من عناصر الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في دمشق ودرعا والحسكة وحلب ودير الزور». إلى ذلك، تكثفت المظاهرات المتضامنة مع قرية الحولة أمس في عدة مناطق سوريا، توزعت في أحياء حلب، دير الزور، القامشلي، الحسكة والرقة.

من جهة ثانية، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة «واصلت جولاتها أمس في الأحياء والمناطق المختلفة ففي ريف دمشق زارت وفود المراقبين الدوليين مدن الكسوة ودوما وداريا واطلعت على الأوضاع فيها». وذكرت الوكالة المراقبين «تفقدوا في داريا مستودعا للأسمدة الكيماوية مخصصا لخدمة مزارعي المنطقة تعرض للسرقة ليلا من المجموعات الإرهابية المسلحة بعد الاعتداء على حارسه وتقدر الكمية المسروقة بـ11 طنا، حيث يستخدمها الإرهابيون في صناعة العبوات الناسفة».

وأشارت إلى أن وفدا من المراقبين الدوليين «زار دوار السباهي وحي الأربعين بمدينة حماه وبلدة مورك في ريفها كما زار وفد آخر في مدينة حمص حيي السلطانية وجوبر وفرع منظمة الهلال الأحمر كما زار بلدة الحولة بريف المحافظة».

وأضافت أنه «في محافظة دير الزور زار وفد من المراقبين الدوليين قرى وبلدات الحسينية وسفيرة تحتاني والجيعة والحصان والصعوة وفي محافظة درعا زار وفد من المراقبين بعض أحياء المدينة واطلع على الأوضاع فيها».

وأشارت إلى أن محافظ حلب الدكتور موفق خلوف «استقبل وفدا من المراقبين الدوليين يضم ثمانية ضباط من جنسيات مختلفة ودعاهم إلى ضرورة نقل الحقائق بدقة وموضوعية، وخاصة أن بعض القنوات الفضائية المغرضة تسعى لتشويهها ونقل صورة غير حقيقية عن الأوضاع في سوريا».