بعد 109 أيام، قرر السجين البحريني عبد الهادي الخواجة وقف إضرابه عن الطعام أمس، معتبرا أنه أوصل رسالته إلى العالم بتسليط الضوء على قضيته. وكان قد حكم على الخواجة أمام محاكم السلامة الوطنية بالمؤبد في فترة سابقة قبل أن تقرر الحكومة البحرينية إعادة النظر في القضايا التي جرت في فترة تطبيق السلامة الوطنية، وخلال هذه الفترة تجري إعادة محاكمة الخواجة مع نحو 20 متهما في ما يعرف بخلية قلب نظام الحكم في البحرين أمام محكمة الاستئناف العليا، وسيمثل اليوم مع متهمين في ذات القضية أمام محكمة الاستئناف العليا.
وأشار مقربون من الخواجة إلى أن الاستمرار في الإضراب لم يعد مجديا بسبب الرعاية الطبية التي يتلقاها والتي أبقت عليه حيا خلال فترة الإضراب الطويلة.
من جانب آخر، أخلت المحكمة الجنائية الصغرى سبيل الناشط الحقوقي نبيل رجب، مع كفالة قدرها 300 دينار بحريني ومنعه من مغادرة البلاد إلى حين الانتهاء من محاكمته في قضيتين تتعلقان بالتحريض على مسيرة من دون إخطار الأجهزة الأمنية، وحدوث مواجهات أمنية بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية نتج عنها إصابات جراء الاستجابة لهذه الدعوة.
أمام ذلك قال الدكتور علي البوعينين النائب العام في مملكة البحرين، لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار الخواجة وقف إضرابه عن الطعام قرار شخصي، وشدد على أن محاكمة الخلية التي ينتمي لها الخواجة تجري وفق القانون البحريني، وأضاف «إضرابه عن الطعام اتخذه بنفسه وتراجع عنه بنفسه».
وأضاف البوعينين أن الخواجه حضر إلى المحكمة في 22 مايو (أيار) الجاري وسمع قضاة المحكمة دفاعه عن نفسه، وسيتم في الجلسة المقبلة (اليوم) الاستماع إلى أقوال الدفاع عن المتهمين.
وشدد النائب العام على أن التهم الموجهة إلى الناشط نبيل رجب ليست قضايا تتعلق بالتعبير عن الرأي وإنما تندرج تحت مفهوم التحريض على المسيرات حيث نجم عنها إصابات بسبب مصادمات بين المشاركين والأجهزة الأمنية، وتم القبض على نبيل رجب نتيجة هذه المخالفات، واعتبر البوعينين أن قرار إخلاء سبيل رجب قرار قضائي يجب احترامه وتنفيذه.
من جانب آخر، قالت خديجة الموسوي لـ«الشرق الأوسط»، إن زوجها لم يتلق ضمانات أو أي وعود بشأن القضية التي يجري إعادة مقاضاته على أساسها، وأضافت أنها وأفرادا من أسرته التقوه أول من أمس، وأوضحت أنها تلقت أمس بيانا يؤكد فيه قراره بإنهاء عملية الإضراب.
وأشارت الموسوي إلى أن زوجها سيكون خلال الفترة المقبلة تحت إشراف طبيب من وزارة الداخلية البحرينية، واعتبرت الموسوي أن الفريق الطبي المشرف على الخواجة أثر على فعالية إضرابه عن الطعام عبر تغذيته إجباريا في حالات الخطر التي مر بها خلال فترة الإضراب.
بدوره، أكد المحامي محمد الجشي أن موكله عندما بدأ الإضراب لم يكن يهدف إلى أي مكاسب شخصية بقدر ما كان يرغب في تسليط الضوء على قضية المعتقلين في السجون البحرينية. وقال الجشي إن إضراب موكله نجح في إيصال الرسالة إلى العالم.
أمام ذلك نفى خليل مرزوق مساعد الأمين العام لجمعية الوفاق، أن تكون هناك أي صفقة سياسية بين الحكومة والمعارضة بشأن وقف إضراب الخواجة أو إطلاق الناشط الحقوقي نبيل رجب، وقال مرزوق إن قرار الخواجة بالإضراب عن الطعام والتوقف عنه هو قرار شخصي.