صعدت إيران أمس من مواقفها «الاستفزازية» إزاء دول الخليج العربي من خلال إعلانها عن تغطية جزيرة أبو موسى الإماراتية التي تحتلها طهران مع جزيرتي طنب الكبرى والصغرى منذ عام 1971 بشبكتها للهاتف الجوال «إيرانسيل»، مؤكدة نيتها توسيع التغطية لتشمل باقي الجزر «الإيرانية»، ولم يقتصر التصعيد الإيراني على الإمارات بل شمل السعودية والبحرين أيضا، حيث نفت وزارة الخارجية الإيرانية ضلوعها في خلية الإرهاب البحرينية، مجددة هجومها على مشروع الاتحاد الخليجي المقترح. وفي غضون ذلك زعم الحرس الثوري الإيراني اعتقال «جاسوس» يعمل لصالح استخبارات دولة عربية دون الكشف عن اسمها.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا) عن المدير العام لشركة «إيرانسيل» للهاتف الجوال علي رضا قلمبر دزفولي تدشين مرسلة شبكة «إيرانسيل» للاتصالات في جزيرة أبو موسي ف 23 مايو (أيار) الحالي وأنه تم تغطية الجزيرة بالشبكة. وقال: إن «مستخدمي (إيرانسيل) ف جزيرة أبو موسي سيتلقون هذه الرسالة عندما يفتحون هاتفهم الجوال: أهلا وسهلا بكم ف جزيرة أبو موس الإيرانية إلى الأبد وشركة (إيرانسيل) تتمن لكم طيب الإقامة ف هذه الجزيرة»، بحسب إرنا.
وأشار إلى أن شركة «إيرانسيل»، قدمت تخفيضات بنسبة 25% لمستخدميها ف الجزيرة، وأضاف أن شركته غطت سابقا جزر خارك وقشم وكيش ولاوان ولارك وهرمز وسيري وهنكام، وأدرجت عل جدول أعمالها توسيع تغطية خدماتها ف باقي الجزر الإيرانية.
وفي غضون ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست اتهام البحرين لبلاده بالتخطيط لانقلاب، وتخطيط «خلية إرهابية» نسف الجسر الذي يربط بين البحرين والسعودية.
وقال مهمان باراست «لقد أعلنا مرارا أننا لا نتدخل بالشؤون الداخلية للبحرين، وأن جذور الأزمة تعود إلى عدم الاهتمام بمطالب الشعب في ذلك البلد»، وأضاف أن «حكام البحرين وبدلا من أن يحلوا المشكلة الداخلية للبلاد بشكل جذري، يعملون على تفاقم الأزمة من خلال ممارساتهم اللامدروسة».
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعد يوم واحد من صدور أحكام بسجن 6 بحرينيين 15 عاما بتهمة الانضمام لـ«خلية إرهابية» في البحرين بتهم التخابر مع الحرس الثوري الإيراني والتخطيط لتفجير جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالسعودية، ومبنى وزارة الداخلية البحرينية، والسفارة السعودية في المنامة.
وزعم مهمان باراست أن «موضوع قمع الشعب والتدخل العسكري والأمني للدول المجاورة كالسعودية، وطرح مشاريع من قبيل ضم البحرين إلى السعودية، هي إجراءات غير مدروسة من وجهة نظرنا، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة وتعميقها، وأن معاناة المنطقة من وضع كهذا لا يصب في مصلحة أحد»، حسب وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية.
وجاء ذلك بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني اعتقال «جاسوس يعمل لصالح استخبارات دولة عربية أثناء اقترابه من الطائرة المروحية الخاصة بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد».
وأفادت وكالة فارس الإيرانية أمس أن الحرس الثوري أصدر بيانا في وقت متأخر من مساء الأحد قال فيه «اعتقلت القوات في مدينة سبزاور شخصا هويته معروفة له علاقة باستخبارات دولة عربية»، وأضاف البيان «أثناء التحقيقات اعترف الشخص المعتقل بصلاته بمواطني دولة عربية ونقله معلومات حساسة إليهم»، كما أشارت الوكالة إلى أن الجاسوس كان بحوزته أجهزة لإرسال المعلومات. وأضاف البيان أن الجاسوس تسلل إلى منطقة الهبوط المحمية للطائرة المروحية الخاصة بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلال زيارته الأخيرة لمدينة سبزوار بمحافظة خراسان رضوي شرق البلاد عندما تم التعرف عليه واعتقاله.