لأول مرة منذ الاحتلال عام 1967: رفع العلم الإسرائيلي في باحة الأقصى

مفتي القدس اعتبر الخطوة استفزازية لمشاعر ملايين المسلمين في العالم

TT

ندد رجال دين فلسطينيون بحادثة رفع جنود إسرائيليين العلم الإسرائيلي أمام قبة الصخرة المشرفة في مدينة القدس، لأول مرة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ووصفوا ذلك بالاستفزازي والخطير.

وفوجئ حراس المسجد الأقصى ورواده، أمس، بمجموعة كبيرة من الجنود الإسرائيليين يقتحمون باحات المسجد ويهتفون «جبل الهيكل» ويرفعون علما إسرائيليا كبيرا قرب قبة الصخرة. واشتبك حراس الأقصى مع الجنود يدويا، كما هب المصلون لإنزال العلم، قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية لفض الاشتباكات. وقدمت الأوقاف الإسلامية شكوى رسمية لشرطة القدس، وأبلغت المسؤولين الأردنيين بالحادثة.

وحسب اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل الذي وقع عام 1994، فإن الولاية على المسجد الأقصى وقبة الصخرة والأماكن المقدسة في القدس، تعود للأردن.

وتشرف الأردن على أي مقدسات وتنسق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذا الشأن. وقال مدير أوقاف القدس التابعة للأردن، الشيخ عزام الخطيب إن نحو 180 جنديا إسرائيليا دخلوا إلى باحة الأقصى ضمن الزيارات التي تنظمها الشرطة عادة للأجانب، وقاموا برفع العلم الإسرائيلي بالقرب من قبة الصخرة. واعتبر الخطيب العمل استفزازيا وغير مسبوق وقال إنه يبعث على القلق. كما أدان مفتي القدس الشيخ محمد حسين رفع العلم الإسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى، وقال إنها «خطوة استفزازية لمشاعر ملايين المسلمين في العالم».

واعتبر مفتي القدس أن هذه الخطوة تعبر عن تفاقم الأخطار التي تهدد وجود المسجد الأقصى وبقاءه في حوزة المسلمين.

ويتعرض الأقصى منذ فترة طويلة لهجمات متفرقة من مستوطنين ومتطرفين، يقتحمون ساحاته ويؤدون طقوسا دينية تلمودية، ويعدون بإقامة الهيكل مكانه.

وقال المفتي «إن سلطات الاحتلال ماضية في انتهاكها لحرمة هذا المسجد وتشديد الحصار عليه بهدف تحقيق غاياتها الآثمة فيه». ودعا المفتي، «الأمة وشعوبها والقوى المؤثرة فيها إلى القيام بجهود فاعلة من أجل إنقاذ القدس ومسجدها الأقصى مما يتهددهما ويحاك لهما، فالخطب جلل، والخطر داهم، والعدو لدود ومتربص، فلا بد من عمل جاد قبل ألا ينفع الندم». ومن جهتها، عقبت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري على ما جرى بقولها «في نطاق وخلال زيارة مجموعة من أفراد الشرطة للحرم الشريف، صباح اليوم الاثنين قام بعض منهم برفع علم صغير لدولة إسرائيل فقط». وتابعت الناطقة «مما حدا مسؤولي الشرطة في المكان بالقيام بإخراجهم في الحال من المكان مع التنويه إلى أنه من المزمع اتخاذ إجراءات تأديبية انضباطية شديدة بحقهم في وقت لاحق».

وأشارت إلى أن «الزيارات الصباحية لساحات الحرم الشريف لغير المسلمين من الأجانب السياح وغيرهم، تمت وانتهت اليوم وفقا لنظامها العادي والروتيني ومن دون تسجيل أية حوادث تذكر ما عدا هذه الواقعة المذكورة».