بيروت تستنجد بالجامعة العربية لحل أزمة المختطفين اللبنانيين في سوريا

مصادر على خط الوساطات: عمار داديخي يحتجزهم

TT

تأخذ قضية اللبنانيين الـ11 المختطفين في سوريا منذ نحو أسبوع منحى دراماتيكيا بعد انقطاع المعلومات حول مصيرهم، وفشل أكثر من وساطة بين الخاطفين والدولتين التركية واللبنانية، كان آخرها الوساطة التي قادها حزب الأحرار السوري.

ولعل استنجاد الدولة اللبنانية، من خلال وزير خارجيتها عدنان منصور، بجامعة الدول العربية لطلب التدخل لإنهاء الأزمة، يؤكد أن الأمور تعقدت لدرجة باتت تستدعي تدخل فرقاء جدد على خط الوساطات القائمة مع الخاطفين.

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» على المعنيين بشكل مباشر بالقضية، الذين هم على تواصل مع الخاطفين، أكد هؤلاء أن آخر المعلومات تفيد بأن «اللبنانيين الـ11 لا يزالون أحياء، وأن كتيبة عمار داديخي هي التي تحتجزهم في ريف حلب، وبالتحديد في المنطقة الحدودية السورية - التركية».

وتقول المصادر إن «هذه الكتيبة لا تتبع الجيش السوري الحر، وهي كتيبة مقاتلة معارضة متطرفة، كما أن داديخي أبلغنا أنه يرفض تسليمهم حاليا، وأنه لن يخلي سبيلهم إلا إذا تمكن من إحراز إنجازات بسياق عملية التبادل التي يسعى إليها».

وفيما شدد نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، على أن الوساطات لا تزال قائمة للإفراج عنهم، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنهم لا يزالون في سوريا ولم يدخلوا الأراضي التركية، نافيا المعلومات التي تحدثت عن إعدامهم.

بدورها، كشفت مصادر الجيش السوري الحر عن أنها حاولت في وقت سابق تحرير المخطوفين اللبنانيين بعدما تم تحديد مكانهم، إلا أنها فشلت بعدما اضطرت للاشتباك مع عناصر للجيش السوري أثناء توجهها إلى المكان الذي تم تحديده. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «المعلومات التي تمكنا من الحصول عليها مؤخرا تفيد بأنهم حاليا في مكان آمن في تركيا لا تعرفه السلطات التركية».

وعلق المعارض السوري هيثم المالح على عملية اختطاف اللبنانيين، لافتا إلى أنها «ما كانت لتتم لو لم يكن هؤلاء قياديين في حزب الله، ولو لم يتم ضبط أجهزة تشويش ومناظير بحوزتهم»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أخذ رأيي بالموضوع وأبديت وجهة نظري القائلة بعدم إطلاق سراحهم». وإذ دعا المالح حزب الله «لكف يده عن الشعب السوري والتوقف عن إرسال المقاتلين لدعم النظام بمجازره»، توقع أن يطول موضوع إطلاق سراحهم.

في هذا الوقت، أعلن رئيس حزب الأحرار السوري الشيخ إبراهيم الزعبي عن «إنهاء مهمته كوسيط في عملية الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين». وطمأن الزعبي بأن «المخطوفين كانوا في صحة جيدة في آخر اتصال له مع الجهة الخاطفة»، مشيرا إلى «ظهور شخصية عربية تدخلت بشكل مباشر مع الجهة الخاطفة، بدأت تغدق عليهم العروض ليذهب الطابع الإنساني للقضية وندخل بعروض سياسية سيكون اللبنانيون المختطفون الطرف المتضرر منها»، وأضاف: «المسألة باتت تأخذ طابعا سياسيا أكثر منه أمنيا».

بدوره رد الناطق باسم حزب «الأحرار» السوري في لبنان، الشيخ بلال دقماق: «الانسحاب من المفاوضات لتحرير المخطوفين اللبنانيين في سوريا لعدم جدية الحكومة اللبنانية في التعاطي مع القضية، وعدم جدية الخاطفين في المرحلة الأخيرة».

وكان موقع «روسيا اليوم» نقل في وقت سابق عن صفحة «ائتلاف شباب الثورة في حمص ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، خبرا مفاده أنه تم إعدام المختطفين اللبنانيين الـ11 في سوريا. وجاء في البيان أن «سرية المجاهد عمار داديخي في مدينة إعزاز بريف حلب قامت بإعدام كل الأسرى اللبنانيين»، نافيا أن يكون هؤلاء المختطفون زوارا أو حجاجا.. وإنما هم «ضباط من قسم الاستخبارات لحزب الله كانوا في مهمة تدريب وتنظيم في ريف حلب ولم يكونوا بصحبة نساء»، مع أن كل وسائل الإعلام العربية كانت قد بثت تقارير عن وصول النساء اللاتي كن بصحبة المختطفين إلى مطار بيروت عقب وقوع الحادثة. وأكد البيان أن هؤلاء اعترفوا بانتسابهم إلى حزب الله، وأن إعدامهم تم في اليوم الثاني من اعتقالهم.

يذكر أن حزب الله كان قد نفى في بيان صادر عنه أن يكون ابن شقيقة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، أو أي من أقاربه، في عداد اللبنانيين المخطوفين في سوريا.