نيجيرفان بارزاني: العقلية الفاشية ما زالت موجودة.. وتهدد حاضر العراق ومستقبله

في كلمة له بمراسم إعادة دفن رفات المئات من ضحايا حملات الأنفال

جانب من مراسم إعادة دفن رفات المئات من ضحايا الأنفال في جمجمال بكردستان العراق أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حذر رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني من تهاوي التجربة الديمقراطية في العراق جراء تمسك بعض القيادات العراقية بالعقلية الفاشية للنظام السابق، مشيرا إلى أن «هذه العقلية تظهر وتتجسد بين حين وآخر في مواقف بعض القيادات العراقية». وأكد أنه «فضلا عن وجود تهديدات للشعب الكردي باستخدام الدبابات والطائرات والمدافع، فإن هناك إصرارا لدى البعض على العودة إلى ممارسة سياسة الإبادة، وهذه التهديدات والمخاطر لا تواجه الشعب الكردي فحسب، بل إن جميع المكونات العراقية معرضة في المستقبل لتهديد أصحاب هذه العقليات الإقصائية القديمة، وليس مستبعدا أن يأتي حاكم حاقد يفتح أبواب جهنم على الجميع».

جاء ذلك في كلمة ألقاها بارزاني في مراسم إعادة دفن رفات 730 من ضحايا عملية الأنفال تحت نصب «الأنفال» بقضاء جمجمال بحضور رسمي وشعبي كبير، بعد أن أثبتت الفحوصات المختبرية أن معظم هؤلاء الضحايا هم من سكان منطقتي جمجمال وقادر كرم التابعتين لإدارة كرميان.

واستهل رئيس حكومة كردستان كلمته بالتأكيد على أن «قتل هؤلاء الضحايا بعمليات الأنفال السيئة الصيت جاء لمجرد كونهم أكرادا، وهذا بحد ذاته دليل واضح على أن تلك العمليات كانت تهدف إلى إبادة الشعب الكردي، وللأسف، فإن الأنظمة العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية لم تأت للشعب الكردي سوى بالمزيد من الأحزان والآلام، وأصرت تلك الأنظمة خاصة النظام الديكتاتوري السابق أن يتجرع الشعب الكردي هذه الأحزان، ولكن الكرد وجميع الشعوب المظلومة والمتطلعة إلى الحرية أثبتوا أن النصر دائما لإرادة الأحرار، والسقوط سيكون من نصيب الديكتاتوريات». وأضاف: «بعد سقوط النظام السابق ظهرت المقابر الجماعية الواحدة تلو الأخرى لتثبت للعالم مدى وحشية ذلك النظام وعقليته الإجرامية والشوفينية التي تعامل بها مع الشعب الكردي، ولذلك، فإن الدروس المستخلصة من تلك الجرائم تدفعنا اليوم إلى التمسك بحقوقنا المشروعة، ومن هنا نؤكد إصرارنا على ضرورة أن تقوم الحكومة العراقية الحالية بتطبيق أحكام المحكمة الجنائية حول عمليات الأنفال وأن تقدم التعويضات العادلة لأسر الضحايا».

وأشار بارزاني إلى أن «عددا من المتهمين بجريمة الأنفال قد أدينوا ونالوا جزاءهم العادل باعتبارهم مخططين ومنفذين لتلك الجريمة، ولكن المجرم الأساسي بهذه العملية هو العقلية الفاشية التي عادت الوجود الكردي، وهذه العقلية تظهر وتتجسد بين حين وآخر لدى البعض من القيادات العراقية وتشكل مخاطر حقيقية على حاضرنا ومستقبلنا، وما دام هناك أشخاص ومجموعات تتنكر اليوم لوجود الشعب الكردي وتسعى لمصادرة حقوقه الدستورية، فليس مستبعدا أن تتكرر سياسات الإبادة الجماعية مرة أخرى في العراق». ووجه بارزاني اتهامات إلى أطراف لم يسمها بالسعي لانتهاج سياسات النظام السابق نفسها، وقال: «هناك أطراف سياسية حاليا بالعراق تبذل قصارى جهدها للإبقاء على آثار السياسات العنصرية للنظام السابق، مثل التعريب وإبقاء المناطق المنتزعة من كردستان تحت سيطرة المركز.