كتلة المالكي تقدم تنازلات «اللحظة الأخيرة».. والأنظار تتجه إلى طالباني العائد لكردستان اليوم

بارزاني وعلاوي يؤكدان خيار سحب الثقة وينتظران في أربيل وصول وفد من التيار الصدري

TT

مع انتهاء المهلة التي حددها المجتمعون في النجف لقيادة التحالف الوطني بالاستبدال برئيس الوزراء الحالي نوري المالكي غيره من قادة التحالف، بدأت كتلتا التحالف الكردستاني والقائمة العراقية (سينضم إليهما لاحقا وفد من التيار الصدري) اجتماعات مكثفة في أربيل لبلورة خطاب سياسي موحد يركز على سحب الثقة من حكومة المالكي، وتنتظر الكتل الثلاث عودة الرئيس العراقي جلال طالباني إلى السليمانية اليوم لعرض موقفهم النهائي من الأزمة لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.

وترأس مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي اجتماعا لكتلتي التحالف الكردستاني و«العراقية» بمصيف صلاح الدين أمس بحضور نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وبرهم صالح والملا بختيار عن الاتحاد الوطني وفاضل ميراني وآزاد برواري عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، لبحث آخر المستجدات على صعيد الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكد أوميد صباح المتحدث باسم رئاسة إقليم كردستان أن «الاجتماع ركز على التداول بالمقررات التي تم التوصل إليها في اجتماعي أربيل والنجف، ودراسة جميع الخيارات المتاحة أمام القيادات العراقية للخروج من الأزمة السياسية الحالية بما فيها خيار سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو الخيار الذي تم التأكيد عليه في اجتماعي أربيل والنجف». وأضاف أن «الاجتماع بحث أيضا أهمية عقد تحالفات وطنية على مستوى العراق من أجل ترسيخ أسس النظام الديمقراطي والالتزام بالدستور وعدم السماح بانتهاج سياسات فردية كما يحدث الآن في العراق». وكشف صباح أن «الاجتماعات والمشاورات الحالية ستتسع خلال اليومين المقبلين، حيث سيصل وفد من التيار الصدري إلى أربيل للانضمام إلى كتلتي التحالف الكردستاني و(العراقية) للبحث في خطوات وخيارات تنهي الأزمة الحالية».

وتتوجه الأنظار حاليا إلى عودة الرئيس طالباني إلى السليمانية اليوم لطرح مقترح سحب الثقة من حكومة المالكي عليه، حيث أكدت مصادر قيادية أن «الاجتماعات الحالية بين الكتل الثلاث ستنتقل إلى السليمانية حال عودة الرئيس طالباني لوضعه في إطار المشهد الحالي، وتأكيد رغبة تلك الكتل على مسألة سحب الثقة من المالكي بوصفه خيارا وحيدا للخروج من الأزمة، بصفة أن الرئيس طالباني له الحق الدستوري في تقديم طلب إلى البرلمان لبحث موضوع سحب الثقة من الحكومة».

إلى ذلك، أكد عباس البياتي، القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه المالكي، في تصريح للموقع الإعلامي للاتحاد الوطني الكردستاني استعداد كتلته «لبذل المزيد من الجهود لتجاوز الأزمة السياسية»، مشيرا إلى حصول تفاهمات بين الكتل، و«ظهور خارطة طريق جديدة من خلال تبادل الأوراق». وبين البياتي أن «هذه الخارطة ستعطي لكل طرف سياسي حقه، وستتحول إلى واقع عملي في الأسبوع المقبل». لكن المتحدث باسم رئاسة الإقليم امتنع عن التعليق على هذا التصريح الذي يعد تنازلا في اللحظة الأخيرة من المالكي، قائلا: «لن أعلق على تصريحات مسؤولين وقيادات بالكتلة المذكورة، حيث يفترض أن نتلقى مثل هذه التعهدات بشكل رسمي وليس عبر تصريحات».