المحكمة العليا في بريطانيا تبت غدا في قضية مؤسس «ويكيليكس»

لوضع حد لمسلسل قضائي دام نحو 18 شهرا

TT

تبت المحكمة العليا، وهي أعلى هيئة قضائية بريطانية، غدا الأربعاء في قضية ترحيل جوليان أسانج، وبذلك تضع حدا لمسلسل قضائي دام نحو 18 شهرا في المملكة المتحدة، ولن يبقى أمام مؤسس موقع «ويكيليكس» أي طعن آخر سوى القضاء الأوروبي.

ومنذ أن أوقف في ديسمبر (كانون الأول) 2010 في لندن وأودع قيد الإقامة الجبرية في بريطانيا، حاول الأسترالي بكل الوسائل الإفلات من مذكرة توقيف أصدرتها السويد بحقه في قضية اغتصاب واعتداء جنسي، دافعا ببراءته.

وفي هذه المعركة الطويلة كانت المحكمة العليا آخر ورقة بين يديه في المملكة المتحدة، وفي فبراير (شباط) 2011 وافق القضاء البريطاني على طلب ستوكهولم، فاتجه أسانج حينها إلى المحكمة العليا التي رفضت أيضا طعنه بعد الاستئناف.

وسيبت مصيره الأربعاء خلال جلسة قصيرة تقتصر على عشر دقائق تبدأ في الساعة 09:15 (08:15 تغ) في لندن.

وعلى الرغم من أن شهرة هذا الأربعيني تراجعت خلال إقامته الجبرية، يتوقع أن تجذب هذه المرحلة الأخيرة عددا كبيرا من الفضوليين وأنصار أسانج والصحافيين، وستبث مباشرة على الإنترنت.

وإذا وافقت المحكمة فإن جوليان أسانج سيسلم إلى السويد في ظرف عشرة أيام، لكنه يستطيع أيضا الطعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ.

وسيكون أمام هذه المحكمة حينها 14 يوما لتوافق على الملف أو ترفضه، حسب النيابة البريطانية، فإذا وافقت على النظر فيه فستعلق عملية التسليم وتستمر الإقامة الجبرية في انتظار قرار قضاة ستراسبورغ في الجوهر.

وقد استغرقت المحكمة العليا التي استمعت لكل الأطراف مطلع فبراير، أربعة أشهر للبت في هذا الملف الشائك.

وخلال الجلسة حذرت ممثلة السويد القضاة من انعكاسات «رفض» تسليم أسانج الذي قالت إنه قد يكون قرارا يطعن في قوانين مذكرات التوقيف في ثمانية بلدان أوروبية على الأقل.

من جانبهم حاول محامو أسانج إقناع المحكمة بعدم قانونية الطلب السويدي، مؤكدين أن صدور المذكرة عن مدع يمثل الدولة لا يشكل أي ضمانة «لاستقلاليته وحياده».

وقد أكد أسانج دائما أن العلاقة الجنسية التي أقامها مع المرأتين اللتين تتهمانه في السويد كانت طوعية، بينما يقول أنصاره إن مؤامرة استهدفته للانتقام من نشر موقع «ويكيليكس» في 2010 مئات آلاف البرقيات الدبلوماسية السرية التي هزت واشنطن والدبلوماسية العالمية. كما يخشون أن يكون تسليمه إلى السويد مقدمة لتسليمه لاحقا إلى الولايات المتحدة.

وحاول أسانج خلال فترة توقيفه المستمرة منذ 540 يوما، بما فيها إيداعه قيد الإقامة الجبرية في بادئ الأمر في منزل أحد أصدقائه في الريف الإنجليزي ومن ثم في مكان سري، عدم السقوط في النسيان، وذلك على الرغم من الصعوبات المالية التي يواجهها موقعه الذي اضطر إلى التوقف عن البث لفترة ما.

لكن الأسترالي المثير للجدل تمكن مؤخرا من إنتاج عدد من البرامج التلفزيونية من إطلاق سلسلة مقابلات تلفزيونية أجراها من مكان إقامته الجبرية مع «سياسيين مرموقين ومفكرين وثوريين من العالم أجمع». ونجح في لفت الانتباه إليه فعلا في البرنامج الأول الذي بثته في منتصف أبريل (نيسان) قناة «آر تي» التلفزيونية الروسية الموالية للكرملين وعلى الإنترنت.