أزمة سياسية في نيبال بعد فشل صياغة دستور جديد

انسحاب 3 أحزاب من الحكومة الائتلافية.. ودعوة لانتخابات في نوفمبر

TT

انسحبت ثلاثة أحزاب من الحكومة الائتلافية التي يقودها الماويون في نيبال أمس مع دخول البلاد في أزمة بعد أن دعا رئيس الوزراء إلى إجراء الانتخابات عقب الإخفاق في الاتفاق على دستور جديد لإنهاء سنوات من عدم الاستقرار. وكان قد تم حل الجمعية التأسيسية التي انتخبت في عام 2008 الأحد الماضي بعد فشلها في صياغة دستور جديد.

وقالت كالبانا شاكيا وهي في طريقها إلى عملها بعد سماع هذه الأنباء عبر التلفزيون: «إنها لفكرة جيدة أن تم حل الجمعية التأسيسية.. فلماذا تكون لدينا هيئة لا تستطيع استكمال مهمتها في عدة أعوام؟».

وانتهت المهلة الأخيرة للجمعية من أجل صياغة الدستور، في الوقت الذي لم تتمكن فيه الأحزاب السياسية من حل خلافاتها حول الشكل الذي يأخذه النظام الاتحادي في الدولة متعددة الأعراق التي تقع في منطقة جبال الهيمالايا.

وكان قد تم تمديد فترة عمل الجمعية التأسيسية التي تمتد لعامين أربع مرات منذ عام 2008، بعد عامين من انتهاء الحرب الأهلية التي دامت عقدا من الزمان مع المتمردين الماويين.

ودعا رئيس الوزراء النيبالي بابورام باتاراي إلى انتخاب جمعية تأسيسية جديدة يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

غير أن هذا القرار لقي معارضة من بعض الأحزاب السياسية، وبينها حزب رئيس الوزراء نفسه.

وقال الزعيم الماوي موهان بايديا: «إن قرار إجراء انتخابات جديدة غير دستوري، نظرا لأن الحكومة ليس لها أي شرعية مع حل الجمعية التأسيسية». وأضاف: «يجب على رئيس الوزراء الاستقالة لتمهيد الطريق أمام (تشكيل) حكومة وطنية». وخرج متظاهرون إلى الشوارع في بعض المناطق بالبلاد، وأحرقوا دمى لرئيس الوزراء.

ودعا الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الموحد في نيبال وحزب المؤتمر النيبالي وحزب جبهة مادهيسي، رئيس البلاد إلى حل الحكومة.

وقال المحلل السياسي تيرثا كويرالا: «تمثلت المشكلة الرئيسية في أن الأحزاب لم تكن واضحة بشأن عمل الجمعية التأسيسية». وأضاف: «الفشل في صياغة الدستور هو فشل للإدارة السياسية».

يذكر أن السياسيين المتنافسين لم يستطيعوا الاتفاق على كيفية ترسيم الولايات الاتحادية وما إذا كانت ستقوم على أساس الأعراق. لكن هذه الخلافات السياسية قد تفجر شهورا من احتجاجات الشوارع وأعمال عنف في واحدة من أفقر دول العالم الواقعة في جبال الهيمالايا بين الهند والصين. وظلت قوات الأمن في العاصمة كاتماندو في حالة «تأهب عالية» بعد الاشتباكات التي وقعت بين محتجين ورجال شرطة في مطلع الأسبوع وأصيب فيها أكثر من 12 شخصا. وساد الهدوء شوارع العاصمة أول من أمس، وهو عطلة، لكن المحتجين نزلوا إلى الشوارع في مناطق من جنوب البلاد للتعبير عن غضبهم من استمرار الأزمة.