لاريجاني.. مهندس المفاوضات النووية مع الغرب

استدعى الرئيس في البرلمان لأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية

TT

ينتمي علي لاريجاني، الذي انتخبه مجلس الشورى الإيراني رئيسا له، إلى التيار المحافظ الأكثر تشددا في إيران، ويعد من أكثر المنتقدين لسياسة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فهو زعيم الكتلة المناوئة له، التي تصف نفسها باسم «الأصوليين»، وفي المقابل، يعد من أشد الموالين للمرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي.

وقد استدعى لاريجاني لأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية أحمدي نجاد في البرلمان، للرد على استجواب نواب أبدوا استياءهم من أدائه، واتهموه بإهدار موارد الدولة، فيما يتصل بإعانات تقدمها الحكومة، وذلك في الرابع عشر من شهر مارس (آذار) الماضي.

شغل علي لاريجاني كثيرا من المناصب المهمة في الدولة باعتباره أهلا للثقة، فقد بدأ مشواره السياسي في منتصف الثمانينات كوزير للثقافة في حكومة الرئيس السابق أكبر هاشمي رافسنجاني. كما تولى في الفترة من 1997 إلى 2004 رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني.

وفي عام 2005، ترشح لاريجاني في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها أحمدي نجاد، حيث كان لاريجاني في المركز السادس حينذاك متحصلا على 5.94 في المائة من الأصوات. وعلى الرغم من ذلك يتوقع كثير من المراقبون أن يدخل لاريجاني انتخابات الرئاسة العام المقبل 2013 ويفوز بمنصب الرئيس.

يعد لاريجاني، مهندس الملف النووي في إيران، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات مع القوى الكبرى، منذ أن تقلد منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بين عامي 2005 و2007، حيث تم تكليفه بالمفاوضات مع القوى الغربية حول الملف النووي.

وعلى الرغم من دعمه القوي لاستمرار المشروع النووي الإيراني، مهما تكلف الأمر، والضغوط الدولية بشأنه، يعتبر لاريجاني من أكثر الشخصيات الإيرانية الرسمية استعدادا للتوصل لحلول مقارنة بأحمدي نجاد، والوجه الأكثر قبولا لدى الغرب. وفي جلسة لمجلس الشورى الإسلامي في الثاني والعشرين من شهر مايو (أيار) الحالي، أكد لاريجاني أن «إيران تنتهج أسلوب الحل من خلال مفاوضات عادلة وجادة، وستواصل خيار المفاوضات مع الدول الست الكبرى على الرغم من اعتماد بعض هذه الدول أسلوب الازدواجية في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني».

جدير بالذكر أن لاريجاني من مواليد 1958 في مدينة النجف جنوب العراق، وكان والده يعمل محاميا، وهو شقيق آية الله صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية في إيران، وشقيق محمد جواد لاريجاني، مستشار لدى السلطة القضائية لمسائل حقوق الإنسان.

وقد درس لاريجاني في جامعة طهران وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الغربية، كما حصل كذلك على بكالوريوس بتقدير ممتاز في الرياضيات والإعلام من جامعة شريف.

*وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»