المعارضة السورية: تصريحات لافروف لا تعكس تبدلا في موقف روسيا

حبو لـ«الشرق الأوسط»: النظام مسؤول وحده عن العنف.. والدروبي: الشعب لن ينسى الموقف الروسي

TT

لم تجد قوى المعارضة السورية في المواقف الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس أي تبدل أو تغيير في الموقف الروسي من الأزمة السورية، تحديدا لناحية تحميله النظام السوري والمعارضة على حد سواء مسؤولية مجزرة الحولة، وتأكيده أن من «يحكم سوريا ليس الأهم» بالنسبة لبلاده، وأن «الهدف الأكثر إلحاحا هو وقف قتل المدنيين».

وعبر ماجد حبو، عضو المجلس التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية السورية، لـ«الشرق الأوسط» عن أسفه لأن «الموقف الروسي لا يزال هو نفسه ويراوح عند المبدأ الذي انطلق منه منذ بداية الثورة السورية»، وقال: «بمجرد أن نصت خطة أنان على وقف العنف من الطرفين (النظام والمعارضة)، فهذا يعني تحميل العنف للجانبين واعتباره بمثابة مسؤولية مشتركة». وأكد حبو رفض أي اتهامات للمعارضة، مشددا على أن «النظام السوري هو المسؤول السياسي الأول عن كل ما يجري من عنف وجرائم ومجازر في سوريا».

وكان لافروف أشار إلى أنه «من الواضح أن مسؤولية سقوط ضحايا بين المدنيين ومنهم عشرات النساء والأطفال تقع على عاتق الطرفين»، موضحا أن «الحديث يدور عن المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون، لكنها كانت محاصرة من قبل القوات الحكومية».

من ناحيته، تحدث عضو المجلس الوطني السوري ملهم الدروبي لـ«الشرق الأوسط» عن «تحول طفيف في موقف روسيا، التي بدأت تعي أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية ارتكاب الجرائم، رغم تحميلها المعارضة جزءا من المسؤولية»، مؤكدا في الوقت عينه أنه يستحيل أن يكون للمعارضة أي دور إطلاقا في سفك دماء المدنيين.

وقال الدروبي، الذي يمثل جماعة «الإخوان المسلمين» في المجلس الوطني، إن «مفتاح الحل للأزمة السورية قد يكون في موسكو، التي نريدها أن تلعب دورا فاعلا يضمن لها مصالحها في سوريا، وأن تكون وسيطا للحل الذي يبدأ بانتقال سلمي للسلطة وينتهي برحيل الأسد، بما يحقن دماء المدنيين والأطفال الأبرياء».

وتعليقا على التسريبات حول مفاوضات أميركية روسية لحل أزمة سوريا وفق النموذج اليمني، أشار حبو إلى أن «مبادرة أميركية روسية تم التداول بها بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ولافروف تقضي بالانتقال السلمي للسلطة»، مؤكدا في الوقت عينه أن الأمر «لا يزال في إطار التسريبات الإعلامية، وانطلاقا من ذلك يمكن الاستنتاج أن الموقف الروسي لا يزال في المربع الأول».

بينما قال الدروبي إن «أي تدخل من جانب روسيا أو سواها لحل الأزمة السورية مرحب به، لأن المعارضة لم تعد تحتمل سفك دماء السوريين اليومي»، مضيفا: «إذا استمرت روسيا في دعمها للأسد، فإننا نقول للافروف إن ذاكرة شعبنا لا تنسى من وقف إلى جانبه؛ ومن تخلى عنه».