الدوحة تشيع ضحايا حريق «فيلاجيو» وتفتح تحقيقا في الحادث

جميع المتوفين من الوافدين

والدا التوائم الثلاثة الذين توفوا في حريق مجمع «فيلاجيو» أثناء تجمع لتأبين الضحايا أمس وهما يحملان دميتين خاصتين لأطفالهما (أ.ف.ب)
TT

بينما يعم الذهول أرجاء الدوحة إثر حادث الحريق الأليم الذي وقع في مجمع «فيلاجيو» التجاري وراح ضحيته 19 أغلبهم أطفال، بدأت التحقيقات في ملابسات المأساة حول معايير الأمن والسلامة والكشف عن المتسببين. وعقد مؤتمر صحافي مشترك في الدوحة لوزير الدولة لشؤون الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الصحة العامة عبد الله بن خالد القحطاني لنقاش تداعيات الحريق المروع أول من أمس. واستعرض آل ثاني تفاصيل الحادث كما أوردت وكالة أنباء قطر (قنا)، مؤكدا أن غرفة العمليات بمركز القيادة الوطني قد استجابت للبلاغ وقامت «بفزعة» لتبلغ الأجهزة الأمنية المكلفة بعدها «بدقيقة فقط». وأضاف وزير الداخلية أن الاستجابة «كانت سريعة جدا حيث قام أفراد الشرطة والدفاع المدني باستكشاف مكان الحريق»، وبعدها تركزت جهودهم على إخلاء المكان وإنقاذ أرواح الأطفال وإخماد الحريق. وتحدث الشيخ عبد الله عن الخطة البديلة التي تم اتخاذها لدخول الحضانة من السطح بعد احتراق السلم المؤدي للداخل مما أدى إلى خسائر بشرية بين صفوف رجال الدفاع المدني. وأثنى الوزير على دور رجال الدفاع المدني وقال: «رجال الدفاع المدني ورجال البحث والإنقاذ قاموا بعمل بطولي وضحوا بأنفسهم».

ومن جانبه شكل أمس الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب أمير قطر ولي العهد لجنة للتحقيق في الحادث برئاسة هيئة الرقابة الإدارية والشفافية لكشف ملابسات الحادث وأوجه القصور وإجراءات الأمن والسلامة المتبعة في المجمع وذلك تمهيدا لمحاسبة المتسببين والمعالجة مستقبلا، فيما تم إغلاق المجمع التجاري حتى إشعار آخر.

ومن جهته، أعلن وزير الصحة أن من بين الضحايا الـ19 في الحادث 13 طفلا يحملون جنسيات مختلفة من بينهم 3 توائم من نيوزيلندا وأربعة أطفال من إسبانيا وطفلة من فرنسا وطفلة من كندا وطفل من مصر وآخر من جنوب أفريقيا وطفل صيني وأميركية من أصل عربي. فيما كان من بين الضحايا 3 فلبينيات ومدرسة من جنوب أفريقيا، وعنصر أمن مغربي وآخر إيراني.

وودعت عائلات الضحايا أبناءها أمس في جنازتين جماعيتين للمسلمين والمسحيين فيما سيتم تسفير قسم منهم إلى بلدانهم بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. حيث تمت جنازة المسلمين في جامع مسيمر قبل أن يدفنوا في مقبرة مجاورة. وتقدم المشيعون وزير الدولة للداخلية وقيادات الدفاع المدني وأفراد من الجاليات الجنوب أفريقية والمغربية والإيرانية. أما المغربي فسيتم تسفير جثته للمغرب بالإضافة إلى غير المسلمين حيث تتم إجراءات نقل الجثث. وقد أم الصلاة على المتوفين وزير الدولة الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني.

وفتح الحادث بابا واسعا على إجراءات الأمن والسلامة المتبعة في قطر خصوصا في ظل ما تشهده من نمو مذهل وارتفاع في المباني والأبراج واستعدادها لاستقبال كأس العالم لكرة القدم في عام 2022. ويذكر أن عدد سكان قطر 1.7 مليون نسمة، غالبيتهم من الوافدين.