سليمان: الجيش هو العمود الفقري للمؤسسات وله علينا واجب الدعم والحماية السياسية

رفض أن يكون لبنان ساحة صراع أو قاعدة تخريب على سوريا

TT

دافع الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن الجيش اللبناني في وجه الحملات التي يتعرض لها، بعد حادثتي إطلاق نار على حواجزه أدت إلى مقتل 3 أشخاص، مؤكدا «الرهان على دور الجيش رغم الظروف الاستثنائية ودقة المهمة، وبقدر ما يعمل الجيش بقدر ما يخطئ، والمواطنون يخطئون والجيش ليس بحاجة إلى محامي دفاع، فقيادته حكيمة وسياسة التضحية والوفاء ثابتة وهي للجميع وبالتوافق».

وفي كلمة ألقاها أمام ضباط قيادة الجيش، الذين التقاهم في وزارة الدفاع الوطني في حضور وزير الدفاع الوطني فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي وأركان القيادة والضباط، قال: «إذا حصل خطأ (في إشارة لمقتل الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب في عكار وقتل شاب ثالث الأحد الماضي في البترون في شمال بيروت)، يتم التحقيق وتطبق القوانين ويؤخذ بالخواطر وفقا للتقاليد والعادات، وفي الجيش ثواب وعقاب، والقضاء له الكلمة الفصل». وأضاف «والخطأ لا يعبر عن سلوك عام للجيش وللقيادة، ولا يحتمل التجني عليه ولا يجب أن تكون نتيجته أبدا تهديد الاستقرار والأمن».

وإذ لفت سليمان إلى أن «عكار هي الجيش والجيش هو عكار»، شدد على «وجوب ألا ندع المؤامرة تأخذ في زمن السلم ما لم تستطع أخذه في زمن الحرب»، معتبرا أنه «واجب الجيش حماية الاختلاف والتعدد، وضربه مدخل للفتن والمؤامرات والفوضى، ولا يستطيع أحد وضع الجيش في مواجهة أي طائفة أو جماعة أو فئة، فقراره موحد يجسد المشاركة».

وخاطب رئيس الجمهورية قيادة الجيش والضباط قائلا: «رغم تجرؤ البعض على الجيش فإن الرد الوحيد هو الجرأة في الصمود داخل قناعاتكم في مواجهة الفتنة المقنعة ومن خلال عدم إدخال السياسة في الجيش وعدم إدخال المحاصصة كما يريدون في الإدارة، فالجيش هو العمود الفقري للمؤسسات، وله علينا واجب الدعم والحماية السياسية والمعنوية، والحكومة تدعمه كالشعب، ورئيس البلاد يدعمه ويطلب من الجميع الإقتداء به، والدعم هو أيضا بالإفساح للجيش لتطبيق قناعاته خلال تنفيذ القرار السياسي، فهو جيش للوطن وليس للنظام».

وتوجه سليمان لضباط القيادة «إذا توزع اللبنانيون محاور، وبقيتم أنتم المحور الأساسي، فإن آفاق الحلول ستدور حولكم، فقرارنا واضح وهو تلازم الأمن والحرية ولا حاجة لفرض أي شكل من أشكال حالة الطوارئ في أي بقعة». رافضا في الوقت نفسه أن «يكون لبنان ساحة صراع أو قاعدة تخريب على سوريا والدول العربية».

وتطرق الرئيس سليمان إلى موضوع الحوار، مؤكدا أنه «ليس حوارا للحوار أو لإعادة تعريف العقيدة، فالعدو معروف، وجهة السلاح كذلك، بل التطبيق على قاعدة القوى الشرعية العسكرية استنادا إلى نموذج (حادثة) العديسة (المواجهة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي صيف عام 2010)، والاستفادة من كل قدرات القوى الأهلية التي تولت راية المقاومة». وتابع سليمان «لسنا في وارد تبديل موقع لبنان الإقليمي الواقع على خط التماس مع القضايا العربية وأولها القضية الفلسطينية، فرهاننا يبقى على الجيش في حماية الربيع اللبناني الذي يتجلى في تأكيد نموذج العيش الواحد على حدي الخطر والحرية».