الرئيس اليمني يتعهد بإنجاز المبادرة الخليجية.. والجيش يطوق معقل «القاعدة» في «جعار»

مسيرات مليونية في تعز في ذكرى «المحرقة».. ومطالبات بمحاكمة المتورطين في صنعاء

TT

أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عزمه على إنجاز متطلبات المبادرة الخليجية والمضي حتى تحقيق كافة الأهداف، جاء ذلك في وقت فشلت حكومة الوفاق الوطني أمس في إقرار قانون «العدالة الانتقالية»، بينما شهدت محافظة تعز مظاهرات وصفت بالمليونية في الذكرى الأولى لاقتحام قوات الأمن لساحة الحرية في تعز، مما تسبب في مقتل العشرات وجرح المئات.

وتعهد الرئيس اليمني بتجاوز كل المعيقات في سبيل تنفيذ المبادرة الخليجية. وقال «سنمضي بكل قوة حتى تحقيق الأهداف المنشودة والوصول باليمن إلى بر الأمان، وبحول الله وقوته سنتجاوز العقبات والصعوبات مثلما تجاوزناها في الماضي القريب».

وردا على الأطراف التي تدعو إلى إحداث تغيرات في حكومة الوفاق الوطني أو تغيير رئيس الوزراء محمد باسندوة، قال هادي: «إن حكومة الوفاق الوطني لا تمثل أحزابا أو مراكز قوى، بل هي تمثل اليمن وهي وفاقية ولا بد من مراعاة ذلك». وأضاف هادي خلال لقائه عددا من العلماء اليمنيين، في مقدمتهم الشيخ عبد المجيد الزنداني في صنعاء أمس، عزمه المضي للوصول باليمن إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف المنشودة وتجاوز العقبات والصعوبات.

واستعرض الرئيس اليمني المرحلة الثانية من تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي 2014 والتعاون الإقليمي والدولي من أجل إخراج البلاد من الظروف الصعبة والأزمة الراهنة وانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

وأشار هادي إلى خسائر اليمن اليومية جراء الاختلالات الأمنية في البلاد، وقال: «اليمن منذ أشهر تخسر كل يوم خمسة عشر مليون دولار».

إلى ذلك، قال مسؤول عسكري يمني أمس إن القوات اليمنية استولت على مواقع خاضعة لسيطرة المتمردين على مشارف مدينة جعار بجنوب اليمن وإنها تمضي قدما في هجوم تدعمه الولايات المتحدة لاجتثاث المتشددين الإسلاميين من البلاد. وأضاف المسؤول أن عشرة متشددين على الأقل لاقوا حتفهم في القتال المندلع منذ ليل الاثنين على مسافة تبعد كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات من مدينة جعار. وقال لـ«رويترز»: «ستساعدنا السيطرة على تلك المنطقة على استعادة السيطرة على مدينة جعار». وأضاف: «هدفنا هو التوغل داخل المدينة». وقال مقيمون بجعار إن إمدادات الغذاء تشح وإن كثيرين غير قادرين على الفرار من المدينة بسبب القصف الشديد.

وفي السياق ذاته، قال شهود عيان في محافظة أبين إن 3 جنود، على الأقل، قتلوا في هجوم نفذه مسلحون متشددون يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، وقالت المصادر إن الهجوم وقع بالقرب من مدينة جعار التي تحاول القوات الحكومية اليمنية، منذ أيام، اقتحامها وتطهيرها من المسلحين المتشددين الذين يسيطرون عليها وعلى مدن وبلدات أخرى منذ أكثر من عام. وجاء هجوم «القاعدة» على قافلة للجيش اليمني بعد ساعات على مقتل 12 مسلحا من عناصرها في غارتين جويتين: الأولى في منطقة «ولد ربيع» في محافظة البيضاء بوسط البلاد، والأخرى في ضواحي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وبين قتلى غارة المكلا، زعيم «القاعدة» في مديرية عزان بمحافظة شبوة التي كانت السيارة قادمة منها، صالح عبد الخالق، في الوقت الذي تستمر المعارك الضارية بين قوات الجيش المسنودة بمسلحي اللجان الشعبية، وعناصر «القاعدة» في عدة جبهات بمحافظة أبين، أبرزها مدينتا زنجبار وجعار. وفي شأن آخر، تعثرت حكومة الوفاق الوطني اليمنية، أمس، في إقرار مشروع «قانون العدالة الانتقالية»، بعد جدل واسع النطاق بشأن مشروع القانون، الأمر الذي استدعى إحالته إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في اليمن.

وقال مصدر في مجلس الوزراء اليمني لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن هويته، إن خلافات دارت في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي ووصفها بأنها كانت «حادة» وإن الجلسة «كانت عاصفة وجرى خلالها تبادل اتهامات وتلويح البعض ضد الآخر بالضرب عبر قناني المياه والأكواب فوق الطاولة»، الأمر الذي اضطر المجلس إلى رفع مشروع القانون إلى هادي وباسندوة. وأشار المصدر الخاص إلى أن الاختلافات حول مشروع القانون تركزت حول تسميته والمدة المحددة وصلاحيات الهيئة المستقلة التي ستنفذه، حيث يعتقد البعض أن هذه الصلاحيات عبارة عن «سلطة مطلقة، لأنها تشريعية وقضائية وأكثر من سلطة في إطار هيئة»، بحسب المصادر، وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن فريقا داخل حكومة الوفاق الوطني اعترض على مشروع القانون انطلاقا من أن مؤتمر الحوار الوطني، الذي لم يتم تحديد موعد زمني لانعقاده والذي نصت عليه المبادرة الخليجية، هو المعني بموضوع العدالة الانتقالية، إضافة إلى الخلاف بشأن المدة التي يشملها مشروع القانون والتي تبدأ من عام 1978، حين تولى صالح الحكم، في وقت يطالب مؤيدو الرئيس السابق في الحكومة بأن يشمل المشروع فترة بدء الاحتجاجات ضد النظام مع مطلع عام 2011، فقط. وفي موضوع آخر، شهدت محافظة تعز، أمس، مظاهرات ومسيرات وصفت بالمليونية، وذلك في ذكرى ما توصف بـ«محرقة الحقد الأسود»، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف «ساحة الحرية» في تعز وإحراق خيام المعتصمين من قبل من يعتقد أنهم من أنصار صالح، وهو الحادث الذي قضى فيه عشرات القتلى ومئات الجرحى، ولم تعلن الحكومة اليمنية، حتى اللحظة، نتائج التحقيقات بشأنه، وفي صنعاء خرجت مسيرات حاشدة، عصر أمس، وهي تهتف لمحافظة تعز وترفع شعارات تطالب بمحاكمة المتورطين في «المحرقة»، على حد وصفهم.