حملة شفيق تعتبر حرق مقرها إرهابا للشعب قبل حسم انتخابات الرئاسة

تشديد الإجراءات الأمنية على مواقعها في القاهرة والمحافظات

منشورات المرشح الرئاسي أحمد شفيق على الأرض بعد مداهمة مقره الانتخابي في الجيزة ومحاولة إحراقه ليلة أول من أمس (أ.ب)
TT

قالت حملة الفريق أحمد شفيق المنافس على موقع رئاسة مصر أمام الإخواني الدكتور محمد مرسي، إن حرق مقرها الرئيسي بمنطقة الدقي في الجيزة المجاورة للقاهرة الليلة قبل الماضية، محاولة من بعض القوى والتيارات المنافسة لإرهاب الشعب ومنعه من المشاركة في التصويت في جولة الإعادة المقرر إجراؤها يومي 16 و17 الشهر المقبل. وقال الدكتور محمد قطري، منسق حملة شفيق، إن انتخاب دولة المرشد عودة لعصور الديكتاتورية.

وأعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة يوم أول من أمس وجاء شفيق تاليا لمرسي وحصل على 23.2 في المائة من الأصوات، مما أغضب المناوئين له.

ويتكون مقر شفيق الانتخابي من عدة طوابق، وتعرض للحصار من المتظاهرين مساء أول من أمس، قبل أن يضرموا فيه النيران. وقال أحد الشهود إن النار اشتعلت في غرفة بالطابق الأرضي، قبل أن يهرع رجال إطفاء للسيطرة عليها وإخمادها. وكانت الشوارع القريبة من ميدان «فيني» الذي يقع فيه المقر مغطاة بأوراق الدعاية الانتخابية.

وأضاف مصدر أمني أن القوات التي وصلت بعد أقل من نصف ساعة من وقوع الحريق، تمكنت من إلقاء القبض على بعض المشتبه فيهم، قائلا إن اثنين منهم على الأقل ينتميان إلى أحزاب سياسية ليبس من بينها حزب جماعة الإخوان.

وكان شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، قبل أن تطيح بنظام مبارك احتجاجات مليونية. واستمر شفيق في منصبه لفترة بعد خروج مبارك من السلطة. ووقعت في عهد شفيق ما يعرف بـ«موقعة الجمل»، قبل تخلي مبارك عن سلطاته بتسعة أيام. ويحاكم في قضية الجمل رموز من النظام السابق، متهمون بتدبير هجوم باستخدام بلطجية وإبل وخيول لفض مظاهرات التحرير بالقوة يوم 2 فبراير (شباط) العام الماضي، قتل فيها نحو 11 متظاهرا وإصابة نحو ألفين آخرين.

وأوضح الدكتور قطري في تصريحات خاصة أن قيام مجموعة من الأشخاص بالاعتداء على مقر الحملة وإضرام النار فيه الليلة قبل الماضية محاولة لتخويف الشعب من عدم المشاركة في انتخابات الإعادة، مشيرا إلى أن تلك الممارسات تصب في مصلحة مرشح «الإخوان» المنافس لشفيق في جولة الإعادة.

وأضرم عشرات من المجهولين، يعتقد أنهم من النشطاء السياسيين، النار في المقر الرئيسي لحملة شفيق، بعد ساعات من إعلان النتائج الرسمية للجولة الأولى بدخول شفيق للمنافسة على منصب الرئيس مع مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي.

وقال قطري إن الحريق لم ينتج عنه أي خسائر بشرية، مشيرا إلى أن النيران اشتعلت في الحديقة الخلفية للمقر الانتخابي، وتم إحراق لافتات قماشية وورقية للدعاية الانتخابية بجانب سرقة عدد من الشاشات وأجهزة الكومبيوتر الخاصة بحملة شفيق. وقال قطري إن رد الفعل للحادث جاء عكسيا ولصالح شفيق، لأن الشعب المصري أصبح أمام خيارين؛ إما الاتجاه إلى دولة عصرية ديمقراطية أو لدولة المرشد و«الإخوان» التي قال إنها «ستعيدنا إلى الوراء».

وأضاف قطري قائلا للشعب المصري: «العدو أمامكم والبحر خلفكم، ولا يصح أن نستبدل حسني مبارك بالمرشد، لأن هذا سيعيدنا إلى عصور الديكتاتورية».

ورفض منسق حملة شفيق توجيه الاتهام إلى أي قوى سياسية قائمة، قائلا: «رغم أن (الإخوان) لهم سوابق في الحرق» فإنهم لم يقدموا أي بلاغات ولم يتهموا أي جهة لأن النيابة العامة تباشر التحقيق بمعرفتها، وألقت القبض على اثنين (من الناشطين)، نافيا أن يكون للحادث أي تأثير على نشاط حملة شفيق، وقال إن لديهم مقرات كثيرة يباشرون منها أعمالهم، منها 6 مقرات في أماكن مختلفة بالقاهرة.

ويقول مؤيدو شفيق إنه يستطيع إعادة الاستقرار والطمأنينة للوضع الاقتصادي المضطرب، وترسيخ الأمن الذي تضرر منذ اندلاع الاحتجاجات ضد مبارك العام الماضي، حتى الآن.

ويعتبر كثير من نشطاء المعارضة وجماعة الإخوان الفريق شفيق رمزا من رموز حكم الرئيس السابق. وقالت مصادر أمنية إنه بدأ منذ الليلة قبل الماضية زيادة الإجراءات الأمنية حول المقرات الانتخابية لشفيق في القاهرة وعدد من المحافظات. وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول مقر حملات شفيق بالإسماعيلية وبورسعيد والسويس. وأضافت المصادر أنه لا يوجد أي تهديد مباشر لمقر الحملة وأن الإجراءات الأمنية إجراءات احترازية لضمان سلامة المقر، خاصة بعد أن تظاهر المئات من أبناء المحافظات الثلاث مساء الاثنين للتأكيد على رفض وجود شفيق في سباق الانتخابات.

وقالت مصادر سياسية أمس إن حملة شفيق تواجه انتقادات من قوى سياسية بسبب اتصالاتها بشباب الثورة وشباب إسلاميين، في محاولة لخلق اصطفاف انتخابي لصالحه قبل جولة الإعادة. وكشف محمود عطية، منسق ائتلاف «مصر فوق الجميع»، الداعم لشفيق، إن مجموعة من شباب حزب النور السلفي، من محافظة المنيا جنوب البلاد، انضموا، إلى جانب عدد من ائتلافات شباب الثورة، لحملة شفيق في جولة الإعادة.

واعتبر محمد فتحي، أحد شباب حزب النور بمحافظة المنيا المنضمين لحملة شفيق، أن دعمهم للرجل جاء بعد أن ترك حزب النور لهم حرية الاختيار في جولة الإعادة. لكن، يبدو أن قيادات حزب النور لا تعلم بما تحدّث به فتحي، حيث قال الدكتور يسري حماد، المتحدث باسم الحزب، إنه لا يوجد شباب من الحزب يدعمون شفيق، وقال: «ليس لدينا خيارات في جولة الإعادة، فالخيار الوحيد هو دعم الدكتور محمد مرسي حتى ولو لم نعلن ذلك صراحة».

يشار إلى أنه من المقرر أن يبدأ تصويت المصريين بالخارج في جولة الإعادة اعتبارا من يوم الأحد المقبل 3 يونيو وحتى السبت 9 يونيو.