«العسكري» يدعو لإنجاح التجربة الديمقراطية في انتخاب رئيس للبلاد

ترقب حذر لأنصار الخاسرين.. وصباحي يطالب بسلمية الاحتجاجات

TT

بعد ليلة من المظاهرات الصاخبة الرافضة لنتيجة الجولة الأولى من الانتخابات المصريين، خيم الهدوء الحذر على الميادين الرئيسية في عدة مدن مصرية أمس، في وقت دعا فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الشعب إلى إنجاح الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات الرئاسة بين المرشح المحسوب على النظام السابق الفريق أحمد شفيق، والمرشح الإخواني الدكتور محمد مرسي، المقرر إجراؤها يومي 16 و17 الشهر المقبل.

وبدت الميادين التي امتلأت بمتظاهرين غاضبين من نتيجة الجولة الانتخابية الأولى، خاصة في القاهرة والإسكندرية، خالية من المحتجين الذين اتهموا اللجنة العليا لانتخابات الرئاسية بتزوير النتيجة، وهو أمر نفته اللجنة في حينه، قائلة إن المرشحين الخاسرين لم يحصلوا على الأصوات التي تؤهل أيا منهم لخوض جولة الإعادة.

وخسر الجولة الأولى من الانتخابات كل من القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وعمرو موسى، وحمدين صباحي الذي صعد بشكل مفاجئ بحصد الأصوات، وجاء ترتيبه ثالثا وعلق عليه كثير من المصريين الأمل كحل للخروج من أزمة ترشيح الإخواني مرسي أو المرشح المحسوب على النظام السابق، شفيق، لكن الإجراءات القانونية، وفقا للجنة الرئاسية العليا، تحتم عليها إجراء الانتخابات بين أعلى اثنين حصلا على الأصوات.

وقال الناشط محمد حسين من حملة صباحي: «كلنا (أنصار المرشحين الخاسرين) ركزنا على التوحد لمواجهة صعود مرسي أو شفيق للرئاسة». وأضاف حسين: «إذا خرج شفيق من السباق سيحل حمدين مكانه في جولة الإعادة».

ورغم حالة الهدوء، قال شهود عيان إن أعدادا قليلة من المحتجين استمروا في التجمهر في ميدان التحرير بالقاهرة وفي عدة ميادين أخرى بالمحافظات، حيث تم تنظيم حلقات نقاشية وتنظيم حركة المرور في تلك الميادين. وفي ميدان التحرير، طاف العشرات من أنصار صباحي الميدان. وقال عبد الله الناجي من أنصار المرشح خالد علي: «نطالب بتطبيق قانون العزل السياسي.. نطالب بوقف الانتخابات وإعادتها من جديد»، رافعين شعارات منها «يسقط حكم العسكر»، و«محمد مرسي باطل». والتقى صباحي الليلة قبل الماضية قيادات من حملته وعددا من الشخصيات والرموز الوطنية وقيادات من شباب الثورة، وقال إن حملته رصدت الكثير من المخالفات والتجاوزات في العملية الانتخابية وتقدمت بطعون للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، «لكن تم رفضها دون إبداء أسباب واضحة»، رافضا الإعلان عن دعم أي من المرشحين في جولة الإعادة.

وأشار صباحي إلى أن المصريين أصبحوا يواجهون «كابوسين»، هما خطر الاستبداد الديني وخطر إعادة إنتاج نظام مبارك، قائلا إنه لم يدع أحدا للتظاهر أو الاحتشاد، ولا يملك أن يدعوهم للانفضاض، داعيا المتظاهرين للالتزام بالسلمية ورفض العنف.

ومن جانبه، قال المجلس العسكري الذي تولى إدارة البلد منذ تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن سلطاته مطلع العام الماضي، إن إجراء الانتخابات وإنجاح التجربة الديمقراطية في اختيار الرئيس، في شهر يونيو (حزيران)، يمكن أن يحول هذا الشهر إلى شهر انتصارات، بعد أن ظل معلقا في ذاكرة المصريين لعقود كشهر تعرضت فيه البلاد لـ«هزيمة مريرة» من إسرائيل.

واجتاحت إسرائيل سيناء في شهر يونيو عام 1967، واحتلتها إلى أن تمكن المصريون من تحريرها في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973. وقالت صفحة المجلس العسكري على «فيس بوك»: «شهر يونيو من كل عام يحمل الذكرى المريرة لهزيمة 5 يونيو 1967.. الهزيمة أعقبها انتصار في شهر أكتوبر 1973 بالعبور العظيم، فأصبح شهر أكتوبر يحمل كل المعاني الجميلة للشعب المصري يتغنى بها في كل مناسباته.. والآن جاءت الفرصة الذهبية لهذا الوطن الغالي كي يمحو من تاريخه أحزان يونيو ويحولها إلى انتصار يونيو وأحلام يونيو».

وشددت صفحة المجلس العسكري على وقوف «العسكري» على «مسافة واحدة من الجميع، وهذا كان عهدنا ونحن له حافظون»، موجها كلمة إلى المرشحين الاثنين للرئاسة بقوله: «خاطبوا الشعب بجميع طوائفه واشرحوا برامجكم بوضوح وشفافية.. استشعروا مشاكل المصريين الحقيقية وحاولوا علاجها.. طمئنوا الشعب على مستقبله ومستقبل شبابه من خلال خطط واضحة المعالم.. طمئنوه على أمنه واستقراره.. لنرتقي بلغة حوارنا حتى يفهم الشعب الأهداف الحقيقية المطلوب تحقيقها».

كما وجهت صفحة العسكري للشعب المصري كلمة قالت فيها إنه «لا عودة للوراء، ما مضى قد مضى، وقد دفع الجميع ثمنه.. لنتناقش بهدوء ومن دون عصبية في اختياراتنا القادمة، ولنجبر المرشحين على الوضوح والشفافية في برامجهم.. نحن شعب لن يقبل الوعود البراقة التي تتحول إلى سراب، ولكننا سنستشعر مدى الصدق في الحديث».

وقالت صفحة المجلس العسكري: «نحن نريد دولة قوية راسخة الأركان، رئيسها هو شعبها، تنطلق نحو المستقبل وآفاقه ببرامج علمية مدروسة لها مدة زمنية محددة، نقف فيها خلف رئيسنا ونسانده لتحقيقها.. إن نجح فقد أوفى، وإن أخفق فليرحل»، داعية القوى السياسية إلى الرفق بالشعب، قائلة: «ليكن هدفكم خلال هذه المرحلة مساعدته ومساندته في اتخاذ قراره».