«القبلية».. مفتاح الوصول إلى كرسي الرئاسة

معركة ساخنة منتظرة بين القبائل الصعيدية والتيار الإسلامي

مواطن مصري يمر بجانب لوحة جدارية ضخمة تعبر عن انتخابات الرئاسة 2012، وصورة معبرة لأم مصرية تترحم على ابنها الذي قتل في أحدث الثورة المصرية (رويترز)
TT

تأبى القبلية والعصبية في صعيد مصر أن تتزحزح عن مكانتها التي احتلتها طوال السنوات السابقة، وتصر على أن يكون لها دور فعال ومؤثر في انتخابات الرئاسة المصرية، فالقبلية المتحكمة في الكتل التصويتية ظهرت بوادرها في الجولة الأولى للانتخابات، وها هي تستعد لتطل برأسها من جديد مع جولة الإعادة.

فمع الإعلان عن أن طرفي الجولة الثانية هما الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى، قرر كل منهما التركيز وبشدة على صعيد مصر، لإيمانهما الكامل بأن كلمة النهاية يمكن أن توضع هنا عن طريق القبائل والعائلات.

فصعيد مصر، كما يشير الدكتور محمد علي، مدرس علم الاجتماع، يسهل السيطرة على آلاف الأصوات به، فمجرد آخذ وعد من زعيم قبيلة أو عائلة يضمن للمرشح الحصول على آلاف الأصوات دون عناء أو تعب، حيث يتكفل بتوجيه عائلته وقبيلته لصالح مرشح معين. ويشير علي إلى أن جميع مرشحي الرئاسة ركزوا بشدة على صعيد مصر في زياراتهم وجولاتهم الانتخابية، فلم يتخلف عن الحضور أي مرشح منهم، في حين خصص بعضهم يومين وثلاثة لكل محافظة لاقتناعه التام بقوة الكتلة التصويتية التي يضمها الصعيد، والتي إن تم كسب ودها وتعاطفها فسيكون لها دور هام في ترجيح كفته.

وخلال الجولة الأولى اتضح بشكل كبير انحياز قبائل وعائلات بعينها لبعض المرشحين، فقد وقفت قبيلة الهوارة بمحافظة قنا مع المرشح عمرو موسى، في حين وقفت قبيلة العرب وجانب كبير من قبيلة الأشراف مع الفريق أحمد شفيق، وقد أكد ذلك الأرقام التي حصل عليها الفريق أحمد شفيق وحصوله على الترتيب الأول بمحافظة الأقصر والترتيب الثاني بمعظم محافظات الصعيد.

ويشير الناشط السياسي ياسين فكري إلى أن صعيد مصر سوف يشهد حاليا معركة ساخنة بين القبائل الصعيدية والتيار الإسلامي، حيث أعلنت بعض العائلات والقبائل الصعيدية انحيازها للفريق أحمد شفيق بعد الوعود التي أطلقها، وعلى رأسها إسقاط ديون الفلاحين ببنوك التنمية والاهتمام بالفلاح ورفع سعر طن القصب، بالإضافة إلى تحيز نواب الحزب الوطني المنحل له وإعلانهم الوقوف بعائلاتهم وقبائلهم في صفه، وهم يأملون من خلاله استعادة مقاعدهم من أعضاء التيار الإسلامي، الذي أذاقهم هزيمة قاسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وبحسب فكري، فجماعة الإخوان المسلمين تحاول الاتحاد مع كل أطياف التيار الإسلامي للوقوف ضد القبلية والعصبية بصعيد مصر، التي منعتهم في الجولة الأولى من أخذ حريتهم الكاملة في دعم مرشحهم.

بدوره يوضح الدكتور حمدي عبد الله، أستاذ علم الاجتماع بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بقنا، أن الصعيد أصبح ذا اتجاهين، الأول فلول والثاني ثورة، لكن للأسف الاتجاه الأول ينمو ويزداد بكثافة مع عمليات الحشد التي تتم الآن من قبل رموز العائلات والقبائل لمناصرة شفيق في جولة الإعادة، ولو خرج الصعيد بكثافة سوف تحسم الانتخابات مبكرا لصالحه.

ويضيف عبد الله بأن النظام السابق جعل من القبلية أداة أساسية لكسب المعارك الانتخابية، فهي سلاح قوي وفعال في الانتخابات، إضافة إلى رغبة رموز القبائل في استمرار هذا النظام لاعتمادهم عليه في إنهاء الكثير من المصالح التي لا يمكن إنجازاها من دونهم.