مسؤول إيراني يتراجع عن تصريحاته حول التخصيب بنسبة 20%

إيران ترى أن العقوبات تعرض المحادثات النووية للخطر

أبو قتادة
TT

تراجع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس عن تصريحات لم يستبعد فيها أول من أمس تنازلات من إيران حول تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، متهما وسائل إعلام إيرانية بإساءة تفسير تصريحه.

وقال رامين مهمان باراست إن «التصريحات المنسوبة إليّ ليست دقيقة، وعلى وسائل الإعلام الانتباه عندما تتعامل مع تصريحات (...) لأن أخطاءها يمكن أن تتسبب في حصول سوء تفاهم». وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ووكالة «مهر» نشرتا تصريحات للمتحدث أشار فيها إلى إمكانية تخلي إيران عن التخصيب بنسبة 20 في المائة في إطار اتفاق محتمل مع البلدان الغربية الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني. وقال مهمان باراست «إذا (اتفقت) الدول الغربية على أن برنامجنا للتخصيب بنسبة 20 في المائة هو سلمي وطلبت منا العدول عنه، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستفكر في طلبها». وقد اعتبرت هذه التصريحات تراجعا طفيفا عن تصريحات متشددة أدلى بها من قبل رئيس البرنامج النووي فريدون عباسي دواني، الذي أكد أنه ليس لديه «أي سبب» يبرر تخلي إيران عن هذا التخصيب.

وردا على سؤال حول وقف التخصيب بنسبة 20 في المائة، قال مهمان باراست إن «أنشطتنا النووية تجري في إطار حقوقنا، ويجب الاعتراف بكل نشاط يجرى في هذا الإطار». وأضاف «أكدنا دائما ضرورة الاعتراف بحقنا في امتلاك دورة الوقود النووي (...) وأننا لن نتخلى عنه»، معيدا بذلك تأكيد الموقف التقليدي لإيران، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. كما حذرت إيران الدول الغربية أمس من أن الضغط عليها بالعقوبات مع استمرار المحادثات النووية سيهدد فرص التوصل لاتفاق. وقال رامين مهمان باراست إن «أسلوب الضغط هذا (بفرض عقوبات) بالتزامن مع المفاوضات.. لن يجدي. يجب على هذه الدول (الغربية) عدم الدخول في مفاوضات بمثل هذه الأوهام والتفسيرات الخاطئة». ويبدأ سريان قانون أميركي يستهدف صناعة النفط الإيرانية في 28 يونيو (حزيران)، بعد أيام معدودة من الجولة التالية من المحادثات بين إيران والقوى العالمية في موسكو. ومن المقرر أن تفرض دول الاتحاد الأوروبي حظرا شاملا على واردات النفط الخام الإيراني في يوليو (تموز). وقال دبلوماسيون أوروبيون إن هذا الموقف لن يتغير إلى أن تتخذ إيران خطوات ملموسة.

وخلال جولة المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في العاصمة العراقية بغداد، ضغطت إيران من أجل رفع العقوبات عن قطاعي النفط والبنوك كلفتة حسن نوايا. لكن وبعد ساعات من اختتام محادثات بغداد قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن المسار المزدوج بفرض العقوبات وإجراء المحادثات سيظل قائما، وأضافت «ما زال هناك الكثير من العمل». ومن بين المطالب المهمة للمفاوضين الإيرانيين في بغداد صدور بيان واضح من القوى العالمية يقر بحق إيران في ممارسة أنشطة كل خطوات دورة الوقود النووي من الإنتاج وإعداد الوقود إلى تحميله وإدارة التخلص منه أو إعادة معالجته.

ومن جانبه، أكد الرئيس الألماني الجديد يواكيم غاوك في القدس أمس أن ألمانيا «قلقة جدا» من البرنامج النووي الإيراني الذي لا يهدد الشرق الأوسط فحسب؛ بل يشكل خطرا أيضا على أوروبا.

وقال غاوك بعد لقائه بنظيره الإسرائيلي شيمعون بيريس: «أنا قلق للغاية من البرنامج النووي الإيراني، فهو لا يشكل خطرا ملموسا على إسرائيل فحسب؛ بل على المنطقة بأكملها، وحتى علينا أيضا في أوروبا».