إسرائيل تزعم كشف «خلايا» نشطة في السجون.. وتواصل سياسة العزل والاعتقال الإداري

الشاباك والأسرى يقولون إن اتفاق إنهاء الإضراب قد يلغى

اشكنازي
TT

لمح جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عن إمكانية التراجع عن الاتفاق مع الأسرى الفلسطينيين، الذي انتهى بموجبه إضراب عن الطعام لنحو 1600 منهم قبل أسبوعين. وزعم الشاباك أنه اكتشف «خلية» داخل السجون كانت تخطط لاختطاف مدني إسرائيلي لغرض المساومة على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين. وبحسب مصادر في الشاباك، فإن التحقيقات التي أجراها الجهاز، تشير إلى أن الخلية شكلت داخل سجن «شيكما» في عسقلان حيث قضى عدد من أعضاء الخلية محكومياتهم. وتضم الخلية نشطاء من منطقة الخليل وقطاع غزة ويقودها، كما نشر الشاباك، محمد عمور من خان يونس وهو ناشط في كتائب المجاهدين التي انبثقت عن كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح.

وحذرت المصادر من أن اكتشاف هذه الخلية قد يؤدي إلى إلغاء التسهيلات أو بعضها في ظروف اعتقال الأسرى.

وكان جهاز الشاباك، قد اتفق مع قيادة الأسرى المضربين، قبل أسبوعين على وقف إضرابهم الذي استمر 28 يوما، على أن يتم إخراج جميع الأسرى من العزل الانفرادي، وتقديم لوائح اتهام بحق المعتقلين إداريا أو أن يتم إطلاق سراحهم مع انتهاء حكمهم الإداري، والموافقة على زيارات أهالي غزة لأبنائهم في السجون، وإنهاء تطبيق ما يسمى بقانون شاليط الذي فرض بعد أسر المقاومة الجندي الأسير جلعاد شاليط، وتحسين وضع الأسرى في السجون وإعادة الحياة في السجون إلى ما كانت عليه قبل عام 2000، مقابل تعهد الأسرى بعدم العمل ضد أمن «الدولة» انطلاقا من السجون والمعتقلات.

ويقول جهاز الشاباك الآن إن الأسرى أخلوا بأحد بنود الاتفاق ما يسمح بالتراجع عن بنوده الأخرى.

وجاء هذا الاتهام في وقت يتهم الفلسطينيون فيه الشاباك بعدم الالتزام ببنود الاتفاق أصلا، عبر إبقاء أسرى في العزل الانفرادي، واستئناف الاعتقال الإداري لبعضهم، وعدم إعطاء موافقة على إطلاق سراح آخرين تنتهي محكومياتهم بالإداري قريبا، وتقديم عروض غير مقبولة فيما يخص زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة.

وقالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين، أمس، إن الأسير محمود السرسك الذي يقبع في مستشفى سجن الرملة مستمر في إضرابه عن الطعام المستمر منذ 19 مارس (آذار) الماضي، ويطالب بقرار بالإفراج عنه بتاريخ الأول من يوليو (تموز) القادم، حتى يضمن عدم تجديد الاعتقال الإداري له. وأضافت الوزارة أن وضع السرسك الصحي ازداد سوءا عن السابق وأصبح يصاب بحالات إغماء يومية بمعدل 3 مرات وأصبح يعاني من هبوط بالسكر والضغط وانخفاض بالحركة ونقص في أكسجين الدم.

والسرسك، 25 عاما، يتحدر من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وهو أحد لاعبي المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم، واعتقلته سلطات الاحتلال في 2009. وهو في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي بالضفة الغربية، ولم يحاكم.

ويواصل أسير ثان وهو أكرم الريخاوي المحكوم بالسجن 9 سنوات، إضرابه مع السرسك منذ 47 يوما، ويطالب بتسليمه ملفه الطبي كونه مصابا بأمراض مختلفة.

كما بدأ اليوم، الأسير ضرار السيسي، الذي اختطف من أوكرانيا، العام الماضي، إضرابا جزئيا عن الطعام، بسبب استمرار حجزه في العزل الانفرادي. وقال أبو سيسي: إنه قرر التوقف عن تناول الأدوية، احتجاجا على عدم إخراجه من العزل الانفرادي، حيث يتناول 5 أنواع من الأدوية للمعدة والقلب والضغط إضافة للبخاخ. وبشأن زيارة أهالي القطاع لأبنائهم المعتقلين، فقد تعقد الموقف بعدما عرضت إدارة مصلحة السجون ترتيب زيارات لأسرى قطاع غزة كل شهرين ولمدة نصف ساعة.

ورفض الأسرى الاقتراح، وقال الأسير جمال الرجوب ممثل أسرى سجن رامون «إن أسرى قطاع غزة رفضوا العرض واعتبروه محاولة من إسرائيل للتنصل من الاتفاق الذي يقضي بتنظيم زيارات لأسرى القطاع على غرار أسرى الضفة الغربية كل شهر مرتين ولمدة 45 دقيقة».

وفوق ذلك، فقد سجلت حالات استفزازية فيها تنصل للاتفاق، من بينها مهاجمة أقسام الأسرى وتفتيشها، والتهديد بإعادة تفتيش الأسرى بشكل عار أثناء التفتيشات للغرف والأقسام.

وعقب وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع على التطورات، قائلا: «إن الأسرى يراقبون ما يجري، وفي حال استمرار إسرائيل بالالتفاف على الاتفاق سيؤدي ذلك إلى إعادة استئناف الخطوات الاحتجاجية».