قوات الأمن السورية تواصل حملاتها العسكرية.. وإضراب عام حدادا على ضحايا الحولة

اشتباكات عنيفة بحمص وحماه.. ومدير المرصد السوري: مشاركة التجار إضعاف للنظام

صورة من موقع أوغاريت لقطع طريق مطار دمشق الدولي أمس
TT

بينما واصلت القوات السورية حملاتها العسكرية العنيفة على عدد من المدن من أبرزها حمص وحماه، وجددت القصف على بلدة تلدو في منطقة الحولة وشنت حملة اعتقال واسعة طالت العشرات، التزم عدد كبير من المدن والبلدات السورية أمس بالإضراب العام حدادا على ضحايا مجزرة الحولة التي حمّلت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة مسؤوليتها للنظام السوري، الذي قال بدوره إن مجموعات مسلحة قامت بارتكاب المجزرة وقتل المدنيين. وكان لافتا أمس التزام أحياء وأسواق عدة في مدينة دمشق بالإضراب العام، مما دفع قوات الأمن السورية إلى إجبار أصحاب المحال التجارية على فتحها عنوة.

وقال أحد الناشطين الميدانيين في لجان التنسيق المحلية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «عددا من تجار دمشق الذين يساندون النظام بدأوا يتململون في الفترة الأخيرة ويقفل بعضهم أبواب مؤسساته»، مؤكدا أن «الوضع الاقتصادي يصبح ضاغطا بشكل تدريجي على النظام، باعتبار أن التجار يشكلون نواة الاقتصاد السوري».

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «أسواقا عدة في دمشق أقفلت محالها، وبعضها للمرة الأولى على غرار سوق الحريقة»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية فتحت عنوة أبواب بعض المحال، إلا أن الحركة في الأسواق بقيت خجولة جدا». وعوّل عبد الرحمن على «أهميّة مشاركة الأسواق في الإضرابات العامة أو العصيان المدني باعتبار أن النظام السوري يعتبر التجار من أبرز الداعمين لاقتصاده».

وأشار المرصد السوري في تقريره اليومي إلى أن «أحياء عسالي والقدم شهدتا حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات النظامية، أسفرت عن اعتقال مجموعة من الشبان»، لافتا إلى خروج مظاهرة في سوق أبو حبل قمعتها القوات النظامية واعتقلت 3 شبان. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن إضراب عام شل الحركة التجارية في الكسوة وأحياء دف الشوك والشاغور والميدان ونهر عيشة.

كما شهد حي المزة خروج مظاهرات مناهضة للنظام في منطقتي الإخلاص والمصطفى، وسط انتشار أمني كثيف. كما خرجت مظاهرات مماثلة في معظم المدن السورية منها يبرود وعقربا والسيدة زينب وبيبلا بريف دمشق، وفي الحميدية بدير الزور، تضامنا مع المدن المحاصرة.

وكانت لجان التنسيق التي أشارت إلى استمرار عمليات النظام العسكرية ضد عدد من المناطق السورية، قد أفادت عن مقتل 46 شخصا حتى عصر أمس. وأعلن ناشطون ميدانيون أن «الجيش السوري قصف وطوّق مدينة الحولة في حمص وسط استغاثات من أهالي المدينة التي لا تزال تشيع ضحايا المجزرة التي شهدتها يوم الجمعة الفائت».

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن استهداف قوات النظام قرية البويضة الشرقية في مدينة القصير في حمص في وقت مبكر من صباح أمس، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات.

في موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن عملياتها العسكرية في ريف دمشق، حيث تعرضت مدينة يبرود لقصف بالدبابات على وقع دوي انفجارات عدة وإطلاق رصاص كثيف بعد انتهاء زيارة لجنة وفد المراقبين الدوليين إليها. وفي بيت سحم، اقتحمت قوات الأمن البلدة وسط إطلاق نار كثيف جدا وحملة اعتقالات عشوائية، ترافقت مع تكسير للمحال المشاركة في الإضراب العام.

وتعرضت قطنا لاقتحام مماثل، تخلله حرق عدد من المنازل. وذكر المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة وقعت في منطقتي الحلالة والبساتين بين مقاتلين من الكتائب المعارضة والقوات النظامية السورية، إثر اقتحام الأخيرة للمنطقة».

وكان وفد من المراقبين الدوليين وصل أمس إلى كفرنبل في محافظة إدلب، فيما شهدت معرة النعمان اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وأخرى منشقة، أدت إلى جرح عدد من عناصر الجيش النظامي ومقتل مدني واحدا على الأقل.

وفي بلدة السجر في دير الزور، أفادت «لجان التنسيق» عن ارتكاب قوات الأمن السورية لـ«مجزرة جديدة، حيث ألقت بجثث 13 شخصا في قرية طيب الفال، وهي مكبلة وتبدو عليها آثار التعذيب».

أما في حلب، فقد تضاربت المعلومات عن مقتل نحو 30 جنديا نظاميا. وقال أحد الناشطين الميدانيين في الأتارب، الواقعة في ريف حلب الغربي، قرب الحدود التركية، إن «اشتباكات وقعت بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر، تخللها تفجير عدد من المدرعات والآليات العسكرية».

وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «المرصد السوري لم يحصل على معطيات دقيقة، لكن المؤكد أن اشتباكات ليلية دارت في الأتارب، أدت إلى مقتل عدد من الجنود النظاميين قال ناشطون إن عددهم نحو العشرين، لكن لا معطيات دقيقة لدينا».

وكان المرصد السوري قد أشار إلى «تعرض الأتارب لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف بعد انسحاب القوات النظامية إثر اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء»، مشيرا إلى أن «مروحيات حلقت في سماء البلدة، بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق رصاص في مناطق عدة في ريف حلب».

وفي مدينة السلمية في حماه، خرجت مظاهرة حاشدة لدى زيارة وفد من المراقبين الدوليين للمدينة، فيما عززت قوات الأمن السورية من وجودها في محيط حي الأربعين.

وفي مدينة الرقة، قتل ضابط برتبة ملازم أول ومساعده إثر اشتباكات مع عناصر من «الجيش الحر» هاجموا دورية أمنية قرب مبنى فرع الأمن الجنائي. وفي درعا البلد، ذكر ناشطون أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا بنيران قوات الأمن، كما تعرضت داعل لإطلاق نار كثيف من الحواجز المنتشرة بالقرب منها.