رئيس «الشاباك»: حماس أخطر على إسرائيل من حزب الله

اعتقال 28 خلية مسلحة خططت لخطف جنود نصفها تابع للحركة الإسلامية

رئيس «الشاباك» يورام كوهين خلال اجتماع لجنة الأمن أمس (رويترز)
TT

أطلق رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك)، يورام كوهين، أمس، تصريحات في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، قال فيها إن حركة المقاومة الإسلامية حماس باتت أخطر على إسرائيل من حزب الله اللبناني. وأضاف أنه على الرغم من الهدوء الأمني السائد في الضفة الغربية اليوم، فإن حماس تحاول إعادة «عمليات الإرهاب». وكشف أن قواته اعتقلت خلال السنة الأخيرة 2000 فلسطيني، بينهم نحو 200 معتقل إداري، وأن من بين هؤلاء توجد 28 خلية منظمة خططت لخطف جنود ومواطنين إسرائيليين، 18 منها تابعة لحركة حماس.

وفسر كوهين أقواله عن خطر حماس فقال إن حزب الله يمتلك كميات كبيرة من الصواريخ النوعية، لكنه لا يمتلك قدرات فعلية على تنفيذ عمليات ضد إسرائيل مثل حركة حماس. وأضاف أن «السنة الأخيرة شهدت «توجها متصاعدا» نحو تنفيذ عمليات من دون استخدام وسائل قتالية نارية، مما يدل على قدرات متصاعدة عند هذه الحركة، أيضا في الضفة الغربية». وقال إن حركة حماس هي المنظمة المهيمنة على النشاط العسكري اليوم، بادعاء أن «50 في المائة من الإرهاب في الضفة الغربية هو نتيجة نشاط هذه الحركة»، على حد تعبيره. وقال أيضا إن بعضا من الأسرى الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم في إطار صفقة تبادل الأسرى عادوا إلى نشاطهم السابق. وبحسبه فإن الحديث الآن عن عدد محدود جدا.

ورفض رئيس «الشاباك» الإشادة بنشاط حركة حماس في قطاع غزة «مع أنها تحاول منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتصطدم بسبب ذلك مع تنظيمات أصغر منها». وقال إنها تفعل ذلك بدافع الحرص على مصالحها، حيث إنها معنية باستمرار حكمها في القطاع، وهي تعرف أن هذا الحكم لا يمكن أن يستمر مع إطلاق الصواريخ. وأعرب عن تأييده لتوجيه ضربة عسكرية، وقال إن «عدم عرقلة الإرهاب في قطاع غزة اليوم سيؤدي في المستقبل إلى مواجهة الإرهاب نفسه بحجم أكبر».

وحذر رئيس الشاباك من التسلح القائم في قطاع غزة. وبحسبه فإنه «توجد لدى الشاباك مئات الأهداف النوعية في كل أنحاء قطاع غزة استنادا إلى معلومات استخبارية نوعية. وعندما يحين الوقت سيكون بالإمكان قصفها جوا وبرا». وأضاف أن قطاع غزة يشكل تحديا عمليا واستخباريا جديا، خاصة منذ خروج قوات الاحتلال من القطاع. وادعى أن القطاع يشكل «مخزنا عملاقا للوسائل القتالية، وأن بحوزة حركة حماس نحو 8 آلاف صاروخ يتراوح مداها ما بين 4 و40 كيلومترا. وهناك أنباء عن صواريخ يزيد مداها عن ذلك.. ويوجد لدى حماس نحو 15 ألف ناشط عسكري». وأضاف كوهين أن «بعض القدرات التنفيذية لحركة حماس أفضل بكثير من تلك الموجودة لدى حزب الله»، وقال أيضا إنه يوجد لدى حركة الجهاد الإسلامي نحو 5 آلاف مقاتل.

وأشار إلى أن ليبيا تشكل «بوابة جديدة إلى جهنم، ويتضمن ذلك تهريب كميات كبيرة من صواريخ الكتف والصواريخ النوعية الأخرى إلى قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى وجود فائض من الوسائل القتالية المتطورة بكميات أدت إلى انخفاض أسعارها». وقال أيضا إن قدرات الإنتاج العسكرية تتطور في قطاع غزة، وتشمل إنتاج الصواريخ وتطويرها لكي يصل مداها إلى منطقة المركز. وبحسبه فإن «الهدف ليس احتلال إسرائيل وإنما خلق قدرات ردع ضدها».

وعبر كوهين عن الرضا عن «التعاون مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية». وقال «إن التنسيق الأمني مع السلطة جيد، لكنه يتأثر بالأجواء في الشارع والإعلام والرأي العام والوضع الاقتصادي». وأضاف أن عناصر السلطة الفلسطينية الذين يعملون ضد «شبكات الإرهاب» يقومون بالتهدئة والتحذير، لكنهم بشكل عام لا يعتقلون ولا يقدمون للمحاكمة. وتابع أنه «مع ذلك وفي حال إطلاق إنذار معين من قبل إسرائيل فإن عناصر السلطة يتصرفون، وذلك لأن الأمر يخدم مصالحهم أيضا»، على حد تعبيره.

وقال كوهين إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، مثل رئيس حكومته، سلام فياض، لا يؤيد العنف، لكن، وفي السياق السياسي، فإن الطريق الذي اختاره أبو مازن (إصراره على ألا يعود إلى المفاوضات إلا بعد تجميد البناء الاستيطاني وتوجهه إلى الأمم المتحدة) يمس أساسا بمصالح السلطة الفلسطينية ويسبب لها أضرارا أكثر من الفوائد، سواء في الضفة أو في قطاع غزة. وشكك كوهين في احتمال تحقيق المصالحة الفلسطينية وتحسين العلاقات بين رام الله وغزة.