أنان يجدد دعوته لوقف إراقة الدماء.. وغليون يطالب بـ«تنحي الأسد فورا» لإنقاذ المبادرة

النجار لـ«الشرق الأوسط» ـ: الخطة لن تقدم شيئا دون مظلة دولية تحت الفصل السابع

أحد المراقبين الدوليين يشير إلى مكان اصابة احدى سيارات الأمم المتحدة بشظايا قذيفة أمام أحد الفنادق أمس (رويترز)
TT

شدد الرئيس المستقيل للمجلس الوطني السوري، برهان غليون، على أن «تفاهما دوليا لتنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد فورا هو السبيل الوحيد لإنقاذ خطة (المبعوث الأممي إلى دمشق) كوفي أنان والحل السياسي، وإلا فإن الوضع مقبل على انفجار يهدد كل المنطقة».

ودعا غليون، في اتصال مع وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيلي، إلى «ضرورة تحرك المجتمع الدولي سريعا لأجل وضع حد للمجازر، سواء بالعمل مع روسيا لتجاوز الانقسام الدولي في مجلس الأمن، أو من خلال تجمع (أصدقاء سوريا)».

وبالتزامن مع ازدياد الضغط الدولي على سوريا، من خلال إقدام عدد من الدول الغربية على طرد السفراء السوريين من أراضيها، جدد أنان، أمس، دعوته من عمان إلى «تضافر الجهود والتعاون مع مختلف الجهات والدول لمواجهة الوضع وإيجاد طرق لإنهاء ووقف القتل في سوريا»، مشددا، وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية الأردنية، على «أهمية الوقف الفوري لإراقة الدماء والعنف الدائر في سوريا».

ووصف أنان، الذي انتقل من دمشق إلى الأردن حيث التقى وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، القضية السورية بأنها «قضية معقدة». وقال: «نحن نعمل بجد ونبذل قصارى جهدنا لإيجاد حل لهذه الأزمة ووقف معاناة الشعب السوري»، مؤكدا «أهمية إعطاء الأولوية للشعب السوري وحمايته في مختلف المباحثات والجهود التي تبذل لهذه الغاية».

في موازاة ذلك، أعرب عضو المجلس الوطني ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن «خطة أنان التي حظيت بمباركة عربية وروسية ودولية، قد أعطيت الوقت الكافي من قبل المعارضة السورية، لكن الوقائع أظهرت أن الخطة كانت من دون ذراع وبقيت كلاما على الورق»، معتبرا أن «حقيقة الأمر أن النظام السوري أثبت أن أي خطة لن تشكل رادعا له ما لم تتضمن أي ضوابط قانونية».

وشدد النجار على أن «خطة أنان – من دون مظلة دولية أو بقرار يصدر تحت الفصل السابع - لن تقدم شيئا»، مجددا الإشارة إلى أن «الخطة التي تبنتها روسيا وأعطيت الوقت الكافي، أظهرت أن حرص روسيا على بقاء نظام الأسد أكثر من حرصها على وقف الانتهاكات بحق المدنيين».

وقال إن «(مجزرة الحولة) شكلت تحولا في مسار الثورة السورية فضح كذب النظام ووضع روسيا أمام سؤال عن إنجازات الهدنة»، مؤكدا أن «النظام السوري فاقد للشرعية وغير آبه بمصلحة البلد، وهو أشبه بالضرس المنخور منذ 15 شهرا، وحان وقت اقتلاعه».

وأعرب عضو المجلس التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية السورية، مأمون خليفة، لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن «الضغط الدولي على النظام السوري من خلال طرد السفراء، وإن كان إيجابيا، إلا أنه ليس كافيا ولا يساعد كثيرا إذا ما قارناه بالموقف النهائي لأنان»، معتبرا أن «أنان ترك الباب مواربا للنظام كما لو أنه يتيح له مهلة إضافية لسحق الثورة السورية».

وشدد خليفة على أنه «حتى اللحظة لا يزال النظام السوري يوظف نتائج مبادرة أنان لكسر الثورة، بينما استمرارها رهن بالتغيير في مواقف الدول الغربية»، معتبرا أن «موقف روسيا لا يزال ثابتا لصالح النظام، وهي نكثت بالوعود التي كانت قد قطعتها خلال زيارة من هيئة التنسيق إليها».

وأوضح أن «المطلوب من المجتمع الدولي اليوم اتخاذ مواقف حاسمة تدعم الثورة السلمية ولا تترك مجالا لاستمرار النظام في قمع الشعب والثوار»، موضحا معارضة هيئة التنسيق «لأي تحرك يقود إلى «فكفكة» الدولة السورية». وأضاف: «موقفنا هذا لا يعني أننا لا نريد أن تتدخل دول لدعم الثورة بما يحافظ على وحدة التراب السوري، أي أننا لا نختلف كثيرا عن الداعين لدور دولي ضاغط من دون أن يعني ذلك تدخلا أجنبيا».

وبدورها، رأت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» في الداخل، أمس، أن نظام الرئيس بشار الأسد «لا ينفع معه إلا القوة»، معتبرة أن «المجازر التي يقوم بها النظام واستخدامه للعنف المفرط دليل على قرب انتهائه».

وقال العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين، المتحدث باسم القيادة المشتركة لـ«الجيش الحر» في الداخل، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن نظام الأسد «لا ينفع معه إلا القوة، ولو كان لديه استعداد للاستجابة لخطة (المبعوث الدولي) كوفي أنان، لاستجاب من البداية». وأضاف في اتصال عبر «سكايب»: «النظام لم يطبق حتى الآن حتى البند الأول من خطة أنان (الذي يقضي بوقف إطلاق النار)، فكيف نتوقع أن يطبق البنود الـ5 الباقية؟» التي تنص على السماح بإدخال مساعدات إنسانية والسماح بالتظاهر السلمي والإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات والسماح بدخول الصحافيين والبدء بحوار سياسي حول مرحلة انتقالية.

واعتبر سعد الدين أن «المجازر التي يقوم بها النظام واستخدامه للعنف المفرط دليل على قرب انتهائه»، مضيفا: «رهاننا في إسقاط النظام هو على القوة الذاتية للشعب السوري، لكن تدخل المجتمع الدولي من شأنه أن يحول دون انتشار الانفلات الأمني الذي قد لا يقف عند حدود سوريا بل يتعداها إلى الشرق الأوسط».