نائب وزير الخارجية السعودي: بناء السلام والوئام والاستقرار العالمي ودعم الحضارات والثقافات من أهم ثوابت المملكة

خلال مشاركته في منتدى إسطنبول لشركاء تحالف الحضارات

TT

أكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي أن أهم ثوابت سياسة بلاده هي «بناء السلام والوئام والاستقرار العالمي، والابتعاد عن اللجوء للقوة والعنف لحل الخلافات التي تنشأ بين الدول» وشدد على أن السعودية تؤيد وتدعم دور الأمم المتحدة في تحالف الحضارات، وأنها تتطلع إلى أن يسود التفاهم والحوار القائم على الاحترام المتبادل بين الشعوب والحضارات كافة، انطلاقا من القيم والأخلاق الإنسانية والتنوع الغني للحضارات والثقافات.

وكان الأمير عبد العزيز بن عبد الله شارك نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في منتدى إسطنبول لشركاء تحالف الحضارات الذي افتتحه أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات وممثلي الدول، حيث أعلن عن تبرع السعودية بمليون دولار لدعم وتعزيز شركاء تحالف الحضارات.

وأكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله في الكلمة التي ألقاها في المنتدى أن العلاقة بين الحضارات المختلفة بصفة عامة يشوبها تدني مستوى الثقة بين أطرافها، وعزا ذلك إلى ظروف تاريخية وسياسية واجتماعية متعددة، «الأمر الذي أوجد عقبة في وجه أي حوار حضاري بنّاء ومتكافئ بينها حيث لا تزال الصور النمطية لدى الشعوب عن الحضارات الأخرى سلبية في بعض جوانبها، مما يتطلب منا جميعا حكومات ومنظمات ومؤسسات دولية ومجتمعا مدنيا تكثيف الجهود للتخفيف من كيل الاتهامات لبعضنا البعض حتى لا تتسع الفجوة الثقافية والحضارية بين الأطراف كافة».

وقال نائب وزير الخارجية «إن من أهم ثوابت سياسة المملكة العربية السعودية بناء السلام والوئام والاستقرار العالمي، والابتعاد عن اللجوء للقوة والعنف لحل الخلافات التي تنشأ بين الدول، لذا فإن المملكة تؤيد وتدعم دور الأمم المتحدة في تحالف الحضارات، الذي يقوم على أهداف نبيلة تتمثل في تعزيز ثقافة السلام بين الشعوب والحضارات، والاحترام المتبادل لخصوصية الأمم والشعوب ولتنوعها الثقافي».

موضحا أنه في هذا الإطار فقد بادر خادم الحرمين الشريفين إيمانا بهذه القيم بإطلاق مبادرة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات، وأكدتها رعايته لمؤتمر العلماء المسلمين في مكة المكرمة لتأصيل مبدأ الحوار، ثم رعايته بمشاركة ملك إسبانيا ورئيس وزرائها ونخبة من الشخصيات العالمية مؤتمرا عالميا للحوار في مدريد في 16 يوليو (تموز) 2008م، تبعه عقد اجتماع رفيع المستوى للجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها 63 عام 2008م، موضحا أن المملكة العربية السعودية وقعت مع النمسا وإسبانيا اتفاقية تأسيس مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، «الذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتشجيع الاحترام والتفاهم والتعاون المشترك بين الشعوب، ودعم العدل والسلام، والتصدي لسوء استخدام الدين لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع والإقصاء، وتعزيز الاحترام والمحافظة على قدسية المواقع والرموز الدينية، ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات»، وقال «نأمل من هذا المنبر تعاون منتدى الأمم المتحدة لأصدقاء تحالف الحضارات مع المركز حتى يتمكن من القيام بأنشطته وبرامجه بعد افتتاحه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم».

وقال الأمير عبد العزيز بن عبد الله «إن المملكة العربية السعودية تتطلع إلى أن يسود التفاهم والحوار القائم على الاحترام المتبادل بين الشعوب والحضارات كافة، انطلاقا من قيمنا وأخلاقنا الإنسانية والتنوع الغني لحضاراتنا وثقافاتنا، وانطلاقا من التزام المملكة العربية السعودية بأهداف هذه الرسالة السامية التي يقوم بها أصدقاء تحالف الحضارات بالأمم المتحدة في مختلف المجالات، فإنه يسرني أن أعلن عن تبرع المملكة بمبلغ مليون دولار لدعم وتعزيز شركاء تحالف الحضارات».