اليمن: الحوثيون يوافقون على المشاركة في الحوار الوطني بشروط

مظاهرات غاضبة لعسكريين مؤيدين للثورة في مدينة تعز بجنوب البلاد

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في لجنة الاتصال الخاصة بالحوار الوطني في اليمن أن الحوثيين وضعوا عددا من الشروط للمشاركة في الحوار الوطني الذي لم يتم تحديد موعد له حتى اللحظة، على الرغم من إعلان اللجنة موافقة الحوثيين على المشاركة في الحوار.

وقال مصدر في اللجنة، رفض الكشف عن هويته، إنهم التقوا بزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في مدينة صعدة، عاصمة محافظة صعدة، أمس، وإن نقاشا مطولا دار بين أعضاء اللجنة والحوثي وفريقه بشأن القضايا التي ستناقش على طاولة الحوار، وإن الحوثيين تقدموا بعدد غير قليل من الاستفسارات. وأضاف المصدر: «رددنا عليهم بشأن ما طرح من شروط بأنها من مهام اللجنة التحضيرية للمؤتمر وليست من مهام لجنة الاتصال».

وفي ما يتعلق بموقف «الحراك الجنوبي» من المشاركة في الحوار الوطني، قال المصدر إن فريقا يوجد حاليا في محافظة عدن من أجل التواصل مع فصائل الحراك الجنوبي. غير أنه لم يؤكد، حتى اللحظة، استعداد الأطراف السياسية الجنوبية المشاركة في المؤتمر.

وأعلنت السلطات الرسمية اليمنية أمس أن جماعة الحوثي المتمردة في محافظة صعدة وافقت على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وقال بيان صادر عن لجنة الاتصال، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الحوثيين وافقوا على «المشاركة في حوار جاد قائم على أسس سليمة تحل مشكلات البلد وتحقق أهداف الثورة الشعبية السلمية». وأضاف البيان: «اتفق الجميع خلال اللقاء على ضرورة تهيئة الأجواء الملائمة لإنجاح الحوار الوطني».

وشكل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الـ6 من مايو (أيار) الماضي لجنة للاتصال بالأطراف اليمنية المختلفة للتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نصت على انعقاده المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في اليمن. وأبد جميع الأطراف اليمنية موافقتهم على المشاركة في المؤتمر باستثناء جماعة الحوثي وفصائل الحراك الجنوبي، والأخيرة تعد، بحسب المراقبين، العقبة الكأداء أمام استكمال التحضيرات لعقد المؤتمر، حيث تعارض معظم الفصائل الحراكية الجنوبية المشاركة في أي حوار لا يتضمن تقرير مصير الجنوب بما يسمونه «فك الارتباط» أو «استعادة الدولة» أو الانفصال، في حين تطرح فصائل أخرى مطالب مسبقة تتعلق بمسألة الفيدرالية بين إقليمين، شمالي وجنوبي.

على صعيد آخر، شهدت مدينة تعز في جنوب البلاد مظاهرات غاضبة لعسكريين مؤيدين للثورة قاموا بقطع شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة وهددوا بتحويله إلى ساحة اعتصام أخرى، ويطالب المتظاهرون بمستحقاتهم المالية التي لم يتسلموها منذ أشهر كثيرة. وقد قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق العسكريين المتظاهرين، في الوقت الذي قام فيه عسكريون آخرون مؤيدون للثورة بقطع طريق تعز - عدن في منطقة دمنة خدير احتجاجا على قمع مظاهرات زملائهم في مدينة تعز.

وفي الوقت الذي تشهد فيه هذه المحافظة، التي كانت من أوائل المدن التي خرج سكانها للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حالة من الانفلات الأمني وانتشار مكثف للمسلحين في الشوارع، تفيد بعض التقارير بأن محافظ تعز، رجل الأعمال الشاب شوقي هائل، أقال مدير أمن المحافظة بسبب حالة الانفلات، غير أن وزارة الداخلية اليمنية لم تؤكد مثل هذا الخبر.