الأحمد: بدأنا لأول مرة تطبيق اتفاق المصالحة على الأرض

أبو مرزوق: الحكومة ستعلن في 20 يونيو

TT

اعتبر عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس وفد المصالحة مع حركة حماس، اللقاءات التي اختتمت في القاهرة الليلة قبل الماضية، بمثابة آخر المحاولات لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، داعيا الشعب الفلسطيني مجددا إلى ثورة شعبية ضد الطرف الذي قد يعوق هذه المصالحة وإنهاء الانقسام الذي مر عليه حتى الآن خمس سنوات. لكن الأحمد وهو رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من القاهرة قبل أن يغادرها عائدا إلى عمان، قال إن «لقاءات القاهرة كانت المرة الأولى التي بدأنا فيها بخطوات عملية لا نظرية.. بدأنا بتطبيق ما وقعنا عليه».

في غضون ذلك، أكد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس ما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها أمس بتحديد موعد 20 يونيو (حزيران) الحالي، موعدا للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس.

وأما نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق وهو رئيس وفدها في لقاءات المصالحة، فقد كشف النقاب عن أن حكومة التوافق برئاسة الرئيس أبو مازن ستعلن في نفس يوم لقاء عباس - مشعل. وحسبما كتبه أبو مرزوق على موقعه على صفحته على «فيس بوك»، فإن مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة ستبدأ يوم الثلاثاء المقبل لتختتم كما يقول في 20 من نفس الشهر ليقوم بعدها الرئيس بإصدار مرسوم لدعوة المجلس التشريعي للانعقاد في نفس اليوم.

ورفض الأحمد الخوض في أي من هذه التفاصيل، لا سيما موضوع تشكيل الحكومة، كما رفض الرد على تسريبات أفادت بإمكانية الخلاف حول الحقائب الوزارية السيادية مثل الداخلية والخارجية والمالية. وقال «لن نعطيهم الفرصة.. ولا ننجر إلى الكلام»، مؤكدا أن تشكيل الحكومة سيتم بالتوافق «هذا هو الاتفاق وهذا هو الاسم الذي ستحمله الحكومة.. حكومة توافق وطني.. فدعنا من التفاصيل التي لن تقدم ولن تؤخر».

وقال الأحمد «أنهينا اللقاءات مع حركة حماس بشأن آليات تطبيق بنود الاتفاق، والآن نسير في خطوات متوازية..». وقال «نحن نراقب سير عمل لجنة الانتخابات في غزة، بينما نتابع في القاهرة كل شيء بما في ذلك قصة تشكيل الحكومة»، مضيفا أن «قضيتي الانتخابات وتشكيل الحكومة يسيران جنبا إلى جنب.. علينا أن نتلمس عمل لجنة الانتخابات على الأرض في غزة.. نريد أن نطمئن. في نفس الوقت فإن الاتصالات لن تتوقف».

وتعمل لجنة الانتخابات المركزية التي يترأسها الدكتور حنا ناصر، على تحديث سجل الناخبين في القطاع الذي لم يطرأ عليه أي تحديث منذ عام 2007، وهو عام الانقسام وسيطرة حركة حماس في 14 يونيو من العام على كامل القطاع، بعد معارك دامية انتهت بهزيمة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وحركة فتح وخروج عناصرها من غزة. ومنذئذ لم تسمح حكومة إسماعيل هنية التي أقالها أبو مازن كرد فعل على أحداث غزة، بتفعيل نشاط لجنة الانتخابات ليس هذا فحسب، بل أغلقت مكاتبها. وأما في الضفة الغربية فقد واصلت اللجنة عملها.

ورفض الأحمد الرد على تصريح لسامي أبو زهري أحد المتحدثين باسم حماس في قطاع غزة قال فيه إنه يفهم من كلام عزام الأحمد إمكانية التراجع عن الاتفاق. وقال الأحمد «إنهم (مسؤولي حماس) يتحدثون في التفصيل ونحن قررنا عدم الخوض فيها.. وفي هذا السياق قلصنا وفدنا للمصالحة ليشمل اثنين فقط هو أنا وصخر بسيسو، عضو اللجنة المركزية لفتح، حتى لا تكثر الأقاويل ومصادر التسريبات. وقد تم ذلك بالاتفاق مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن).. باختصار لا نريد الحديث عن تفاصيل ما تم بيننا، ونحن متفقون مع ما في البيان المصري الرسمي بعد آخر لقاء مع وفد حماس».

وتحدث الأحمد، عن اجتماع يعقد في العاصمة الأردنية عمان ربما غدا أو بعد غد، للجنة إعداد قانون انتخابات المجلس الوطني (التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية).

وردا على سؤال عما إذا كان الطرفان قد خطيا خطوات عملية وكبيرة نحو تحقيق المصالحة أم أن الأمر لا يتعدى التصريحات، قال الأحمد «لأول مرة بدأنا بخطوات عملية لا نظرية.. بدأنا بتطبيق ما وقعنا عليه.. وتشكيل الحكومة هي ذروة البداية.. وفي اليوم التالي لتشكيل الحكومة نفتح مرحلة جديدة في نهاية الانقسام».

واعتبر الأحمد أن هذه ستكون آخر محاولات المصالحة، مؤكدا أن دعوته لثورة شعبية إذا ما فشلت، دعوة لثورة شعبي للتصدي لأي طرف يعوق المصالحة.

من جانبه، قال الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حماس في غزة، إن «حركته توافقت في لقائها الثاني الذي عقدته في القاهرة الليلة قبل الماضية مع وفد فتح على وضع بعض المعايير والشروط يتم على أساسها اختيار وزراء حكومة التوافق». وأوضح البردويل في تصريحات نشرها المكتب الإعلامي للحركة، أن من أهم تلك المعايير ألا يكون الوزير في هذه الحكومة التوافقية قد عمل من قبل في حكومتي غزة أو رام الله، وأن يكون مستقلا لا يتبع أي فصيل، سواء فتح، أو حماس ويتمتع بالكفاءة والمهنية التي تناسب الوزارة التي سيتولاها.

وقال البردويل، إن جلسة المشاورات لم تبحث تعيين نائب لرئيس الحكومة المقبلة، مؤكدا أن لقاءات أخرى ستعقد في القاهرة يوم الثلاثاء المقبل سيتم خلالها الإعلان بشكل تفصيلي عن أسماء الوزراء، وطرح تعيين نائب رئيس الوزراء. ووصف البردويل المشاورات بالإيجابية، وتم فيها إنجاز ما اتفق عليه. وقال كان هناك تسهيلات كبيرة من وفد فتح الذي رحب ببدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة، كما أن هناك عددا من الملفات لم يتم حسمها خلال هذه المشاورات، وأن هناك جدولا زمنيا قد وضع لحلها.