العنف يهز الحولة مجددا.. وإعدامات ميدانية في البويضة في حمص

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تتحدث عن سقوط أكثر من 15 ألف قتيل منذ بداية الثورة

TT

بعد أقل من أسبوع على المجزرة التي طالت منطقة الحولة في حمص وقتل فيها 108 أشخاص، بحسب الأمم المتحدة، استأنفت قوات الأمن السورية قصفها للمنطقة كما لأحياء حمص القديمة، مما أدى وبحسب لجان التنسيق المحلية لسقوط ما لا يقل عن 50 قتيلا، بينهم 14 شخصا تم إعدامهم ميدانيا في البويضة في حمص، و11 شخصا في القصير و3 أشخاص في دير الزور، و27 في حمص و3 في ريف دمشق (داريا، دوما، المعضمية»، و3 في دير الزور، وقتيلان في حلب، وقتيل في كل من الحسكة ودرعا.

في الوقت نفسه، كشفت آخر إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 15 ألفا و423 شخصا قتلوا منذ بداية الثورة في سوريا. وقالت الشبكة وفقا لنتائج الإحصائيات التي نشرت بالأمس إن حمص دفعت خلال الثورة أرواح أكثر من 6208 قتلى، بينهم 556 طفلا، أما إدلب فقد شهدت سقوط 2761 قتيلا، بينهم 116 امرأة، وفي حماه وصل عدد الضحايا إلى نحو 1758 قتيلا. وقالت الشبكة إن «آلة القتل النظامية لم تقتصر على السوريين، إذ تشير إحصائيات تفيد بأن أكثر من 77 شخصا من القتلى يحملون جنسيات متعددة، العدد الأكبر منهم من الفلسطينيين، إضافة لبعض الصحافيين الأجانب والعرب».

وعشية المظاهرات التي دعا إليها الناشطون السوريون في جمعة «أطفال حولة مشاعل النصر»، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية السورية استأنفت بالأمس قصفها لمنطقة الحولة، متحدثا عن «أصوات إطلاق نار كثيف سمعت في بلدة تلدو في منطقة الحولة مع أصوات انفجارات ناتجة عن قذائف مصدرها القوات النظامية السورية». وأشار إلى «تجمع سيارات تضم عناصر من القوات النظامية في محيط المنطقة». وأشار المرصد إلى مقتل فتى صباح يوم أمس في تلدو إثر إصابته برصاص قناص، فيما كانت قوات النظام قصفت المنطقة ليلا بالمدفعية الثقيلة. وذكر المرصد أن هناك «حالة نزوح» من المناطق التي تشهد قصفا في اتجاه «البلدات الأخرى في منطقة الحولة تخوفا من مجزرة جديدة».

بدوره، قال عضو لجان التنسيق المحلية في حمص سليم قباني إن قصفا عنيفا طال يوم أمس قرى وأحياء منطقة الحولة، متحدثا لـ«الشرق الأوسط» عن تعزيزات عسكرية إضافية أتى بها النظام إلى المنطقة بعد التعزيزات التي وصلت بعد ساعات من حصول المجزرة الأسبوع الماضي. وقال «تعرضت بالأمس كذلك أحياء حمص القديمة لدمار كبير وسقط فيها عدد من القتلى نتيجة همجية القصف الذي شنه النظام» لافتا إلى قصف وصفه بـ«الأعنف منذ 6 أيام» طال مدينة الرستن بالأمس.

وقال ناشطون إن الجيش السوري النظامي بدأ صباح يوم أمس يقصف بقوة أحياء عدة في منطقة حمص القديمة. وأظهرت الصور إحدى الطائرات العسكرية المروحية وهي تطلق أمس قذائف صاروخية باتجاه هدف غير محدد، كما تعرضت قرية البرهانية بريف حمص، وبحسب الناشطين، لقصف من قوات الأمن أوقع عددا من الضحايا بين قتلى وجرحى، لافتين إلى أنه قد استخدمت الطائرات لأول مرة في قصف قرى ريف حمص التي تعاني نقصا في الأدوية والمستلزمات العلاجية.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه وفي ريف دمشق، قتلت سيدة بإطلاق رصاص في داريا. أما في حلب فقُتل عنصر أمن وأصيب أربعة آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة في حديقة كلية الهندسة الكهربائية في جامعة حلب. وفي ريف إدلب، دارت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة سلقين استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف إثر «محاولة القوات النظامية اقتحام معاقل الكتائب المقاتلة المعارضة في المنطقة»، واستولى المنشقون «على آليات عسكرية ثقيلة» خلال الاشتباكات، بحسب الهيئة العامة للثورة.

وأفاد ناشطون من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق (الإضراب في دوما) «الشرق الأوسط» بمقاطع فيديو تؤكد التزام دوما كما جديدة عرطوز بالإضراب الذي كان قد تمت الدعوة إليه تضامنا مع حولة والمناطق المنكوبة. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن 41 شخصا قتلوا وجرح نحو ستين شخصا في حمص وريفها وحماه وريف دمشق أول من أمس الأربعاء.

بالمقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إنه تم إخلاء سبيل 500 شخص ممن تورطوا في الأحداث التي تشهدها سوريا ولم تتلطخ أيديهم بالدماء. وأضافت «وكانت الجهات المختصة قد أخلت في 16 من الشهر الحالي سبيل 250 موقوفا ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء، وتم في الخامس من هذا الشهر أيضا إخلاء سبيل 265 موقوفا».