نجاحات طبية تمهد السبيل لميلاد أطفال حسب الطلب

دراسة خصائص الجنين لتحديد صفات المولود

TT

ماذا ستفعل لو ذهبت أنت وزوجتك لتستشير الطبيب في أمر تأخر الحمل، ثم قال لك الطبيب ماذا تريد في طفلك المقبل من حيث ذكر هو أم أنثى، أو لون الجلد، ولون العينين، وطول القامة؟ فإذا كانت إجابتك: «لا أريد مثل هذا التدخل في تكوين ابني أو ابنتي»، فماذا سيكون قرارك إذا قال الطبيب: «فما رأيك إذا كان باستطاعتنا أن نجنّب الطفل المقبل مرض الضغط والسكري واحتمالية الإصابة بالسرطان! خاصة إذا كان أحد هذه الأمراض موجودا بكثرة في العائلة، وأنك تعلم المشكلات المرتبطة بهذه الأمراض وعواقبها الوخيمة على الصحة».

إذا كانت إجابتك بـ«نعم» أم بـ«لا»، فيجب أن تعرف أن بعضا مما ذكرناه ليس بخيال علمي بعيد المنال؛ بل إن ذلك أصبح حقيقة واقعة يمكن تطبيقها في الوقت الحالي، وإن كان بعض مما ذكرناه من خصائص يمكن اختيارها في الطفل المقبل ليس واقعيا في الوقت الحالي، فإن كثيرا من الأطباء المتخصصين يرى أن ذلك سيحدث لا محالة في غضون الأشهر القليلة المقبلة وليس خلال السنين المقبلة.

نعم، لقد أتاح العلم في الآونة الأخيرة من خلال تقنيات حديثة فرصة الكشف على الجنين قبل أن ينغمس في جدار الرحم، إنها تقنية تتقدم بخطى واسعة؛ ولكن هل تأخذنا هذه التقنيات السريعة إلى عالم جديد لا نعرفه؛ هل يؤدي بنا إلى الشر أم هو خير لنا؟

ما رأيك إذا كان من الممكن تشخيص الجنين قبل أن يدخل الرحم بنسبة 100%؟ وقد يظن البعض أنها قصة لحالة نادرة، فما بالك بحالات الإجهاض المتكرر أو تكرار فشل الحقن المجهري أو حالات الطفل المنغولي.. إنها حالات كثيرة وعديدة أكثر مما تتصور.

ما هذه التكنولوجيا السحرية التي يمكنك من خلالها معرفة خصائص هذا الشخص المقبل وقبل أن ينغمس في الجنين ويستقر داخل الرحم؟

تتلخص هذه التقنية في الكشف على المادة الوراثية المسؤولة عن أي من خصائص الإنسان؛ أي الجينات وهي الوحدات الأساسية للوراثة في الكائنات الحية. وتتكون هذه الجينات من أحماض أمينيه ترتبط معا بترتيب معين وتتحكم في إنتاج بروتينات معينة هي المسؤولة عن كل الخصائص والوظائف التي تقوم بها تلك الخلايا.