الجيش الحر يطالب أنان بإعلان فشل خطته

العميد الشيخ يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الخلاف الداخلي ليس انقلابا في الجيش الحر إنما هو اختلاف في الرؤية

مراقبون دوليون يجلسون في باحة أحد فنادق دمشق أمس (رويترز)
TT

في وقت لا يزال فيه قائد المجلس العسكري العميد مصطفى الشيخ ملتزما بالمهلة التي أعطتها القيادة المشتركة للجيش الحر للنظام السوري لإيقاف العنف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والتي تنتهي ظهر اليوم، أعلن قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، رفضه لهذا الأمر طالبا من الوسيط الدولي - العربي كوفي أنان إعلان فشل خطته لوقف إطلاق النار رسميا، مما يتيح لمقاتلي المعارضة استئناف الهجمات على قوات الرئيس بشار الأسد.

ويؤكد الشيخ أن هذا الاختلاف ليس انقلابا في الجيش الحر، إنما هو اختلاف في الرؤية والتنظيم، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الاختلاف بين المجالس العسكرية في المناطق السورية وبين قائد الجيش السوري الحر ليس انقلابا إنما اختلاف في الرؤية والتنظيم بيننا وبين العقيد رياض الأسعد الذي اعتبر أن هذا الأمر «وكأنه سحب البساط من تحته». في حين أكد إعطاء النظام مهلة 48 ساعة تنتهي اليوم لإنهاء العنف وإلا العودة إلى العمليات العسكرية، «بعدما التزمنا بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان الفاشلة شهرا ونصف الشهر». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تتكلم الأرض والقادة في الداخل فعلى الآخرين الصمت ومن فيهم قادة الخارج، وأنا منهم، لأن القادة الميدانيين الذين يقومون بمهمتهم في الدفاع عن مواطنيهم والثورة على الأرض، هم على علم ومعرفة بما تتطلبه هذه الثورة، ولا سيما في ظل تنفيذ النظام كل هذه الجرائم»، مضيفا «هذه المجالس العسكرية المنتشرة في كل المناطق السورية والتي تضم 75 في المائة من الفصائل السورية المعارضة المسلحة، هي جسم وطني منظم، تأخذ قيادة كل مجلس القرارات من دون أن يتحكم بها شخص واحد»، لافتا إلى أن لهذه المجالس رؤية وطنية الهدف منها عدم الوصول إلى حرب أهلية من خلال تركيز العمليات العسكرية باتجاه قوات النظام وليس الطوائف، والعمل بالتالي على إسقاط النظام والوصول إلى دولة مدنية وسحب الأسلحة من الشارع وعودة الجيش إلى الثكنات.

وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أعلنت، ردا على قائد الجيش السوري الحر، في بيان لها، أنه لا يحق لأحد أن يتكلم أو يصدر أي بيانات للجيش السوري الحر في الداخل، لافتة إلى أنه اعتبارا من تاريخه لن تأخذ القرارات إلا من قيادات المجالس العسكرية في الداخل التي تعبر عن حال الشعب السوري الثائر ولا يحق لأي جهة عسكرية أو مدنية في الخارج أن تتكلم عن خطط الجيش السوري الحر في الداخل لأنه لا يعبر إلا عن رأيه فقط ونستثني الذين خولتهم المجالس العسكرية في الداخل، ونطالب بأنه من أراد أن يمثل الشعب السوري والجيش الحر أو ينطق باسمه فليتوجه إلى أرض الميدان وليتوجه إلى الداخل حتى يستطيع أن يمنحه الشعب السوري المنتفض هذه الشرعية. وأضاف البيان «نحن نؤكد لهذا الشعب السوري البطل أننا معكم في هذه المعركة ونعيش أوضاعكم ومعاناتكم، حالنا حالكم وحال عوائلنا حال عوائلكم، ونقول إن الذي يريد القيادة عليه أن يأتي إلى ميدان المعركة ولا يكتفي بالإعلام من الخارج». وسأل «أين ما يسمى بقائد الجيش السوري الحر من الدماء التي سفكت ولا تزال تسفك من خلال المجازر التي ارتكبتها عصابات النظام؟!».

من جهته، اعتبر العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش الحر، أنه لا بد من تقدير الجهود الدولية وتلك التي يقوم بها مجلس الأمن، ولا سيما في الفترة الأخيرة، وضرورة العمل في خط متواز سياسيا وعسكريا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نقدر حماسة العقيد الميداني قاسم سعد الدين، الذي جاء بيانه ارتجاليا، كرد فعل على المجازر والجرائم التي قام ويقوم بها النظام، لكن هذا القرار لا يمثل الجيش الحر، بل إننا ننتظر إعلان فشل خطة أنان رسميا في ظل عدم التزام النظام بها، بل ازداد شراسة باستخدامه كل أنواع الأسلحة، ولا سيما المدفعية منها». وسأل الكردي «إذا تجاوزنا الأمم المتحدة بالعمليات العسكرية وقام النظام باستهداف المراقبين، من سيكون عندها المسؤول؟!». ولفت الكردي إلى أن الخلاف بين قيادة الجيش الحر والعميد مصطفى الشيخ هو على مبادئ فكرية واستراتيجية، برزت منذ وصول العميد الشيخ. وعما إذا كان الجيش الحر سيعلن عدم مسؤوليته عن العمليات العسكرية التي قد تقوم بها المجالس العسكرية في الأيام القادمة، أجاب الكردي «لا يمكننا أن نكون غير مسؤولين، لكننا لا نرغب أو نشجع على خرق الهدنة، ونطلب من المقاتلين التريث وتفهم الواقع السياسي العام الذي لا ينفصل عن العمل العسكري».

وكان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد قد حث الوسيط الدولي - العربي كوفي أنان على إعلان فشل خطته لوقف إطلاق النار رسميا، مما يتيح لمقاتلي المعارضة استئناف الهجمات على قوات الرئيس بشار الأسد، معلنا رفضه المهلة التي أعلنها العقيد السوري المنشق قاسم سعد الدين باسم «القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل»، كي يلتزم الأسد بخطة أنان التي كانت قد دخلت حيز التنفيذ قبل سبعة أسابيع.

وقال الأسعد: «لا توجد مهلة، لكن نحن نتمنى على كوفي أنان أن يصدر بيانا من طرفه ويعلن فشل هذه الخطة حتى نكون نحن بريئين من أي عمل عسكري يمكن أن يوجه للنظام»، مؤكدا التزام المعارضة بخطة أنان وبالقرارات الدولية.

في المقابل، كان العقيد السوري المنشق قاسم سعد الدين قد أعلن مساء أول من أمس، في بيان نشر على موقع «يوتيوب»، أن «القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، تعلن إعطاء النظام السوري مهلة 48 ساعة أخيرة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي»، لافتا إلى أن المهلة تنتهي عند الساعة 12 ظهرا بتوقيت سوريا من اليوم (الجمعة)، وإذا لم يستجب، فإن الجيش الحر في حل من أي تعهد بخطة أنان، مضيفا «الواجب الأخلاقي وعقيدتنا يحتمان علينا الدفاع عن المدنيين وحماية قراهم ومدنهم وصون كرامتهم».