السعودية تجدد إدانتها لمجزرة «الحولة».. وتعرب عن ثقتها في قيام الصين بدورها لحقن دماء السوريين

في كلمتها خلال الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني في تونس

وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي يتوسط وزراء الخارجية العرب والرئيس التونسي المنصف المرزوقي خلال القمة العربية ـ الصينية الخامسة التي عقدت في تونس أمس (رويترز)
TT

جددت المملكة العربية السعودية إدانتها للمجزرة التي استهدفت المدنيين في بلدة الحولة السورية، والتي راح ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال، داعية إلى معاقبة مرتكبيها.

وأعربت المملكة عن ثقتها في قيام الصين بدورها المنشود لحقن الدماء في سوريا، وإيقاف القتل وتدمير المدن وترويع الآمنين، والعمل على حماية المدنيين وإدانة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، والمساعدة على تمكين المنظمات الإغاثية العربية والدولية من أداء واجبها الإنساني.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، أمس في جلسة العمل الأولى للدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي – الصيني، المنعقدة في مدينة الحمامات التونسية. وقال في كلمته «إننا في المملكة نولي منتدى التعاون العربي - الصيني بالغ اهتمامنا وعنايتنا، لإدراكنا أهميته وفائدته الجمة للطرفين، تلك الأهمية التي تنطلق من الدور الفاعل لكل من الدول العربية والصين في العالم على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وبصفته الصيغة المثلى والإطار السليم للتعاون والتنسيق وتبادل المنافع بين الطرفين».

وأضاف مدني أن المنتدى حقق في فترة قصيرة نسبيا نجاحا ملموسا وتقدما ملحوظا في تنفيذ الأهداف التي رسمت في إطاره «وما كان ذلك ليكون لولا توافر حسن النوايا وسلامة المقاصد وجدية العمل لدى الطرفين إيمانا منهما بضرورة التعاون والتنسيق وفق نسق ومسار منظم، لهذا فإن بلادي تشعر بالرضا لما تحقق حتى الآن من نتائج، وما أحرز من تقدم، وتؤمن إيمانا قويا بقدرة الطرفين على تجاوز أي عقبات ومعوقات اعترضت طريق الخطط والبرامج المتفق عليها في الدورات السابقة، والعمل على تذليلها وتهيئة السبل للدفع قدما بمسيرة المنتدى وتعزيزه ودعمه».

ونوه بالعلاقات السعودية - الصينية ونموها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية كافة، وقال إن الصين أصبحت شريكا رئيسيا للمملكة، مما يشكل رافدا وداعما للتعاون العربي – الصيني. وقال «إننا في المملكة نهتم كثيرا بتعزيز العلاقات مع الصين، ولا ندخر جهدا في سبيل ذلك سواء في إطار العلاقات الثنائية أو من خلال هذا المنتدى المهم أو في أطر التعاون الدولي الأخرى، إيمانا منا بأهمية الصين كدولة فاعلة في السياسة والاقتصاد الدولي».

وأكد أن بلاده تدرك الأهمية الكبرى للصين ودورها المؤثر على الساحة الدولية، وتأمل في تعاون دائم ومستمر وتنسيق متواصل بين الطرفين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتثق في أن دور الصين الفاعل على الصعيد الدولي سيسهم في دعم المواقف العربية وفي مقدمتها المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة، وتؤكد على الرغبة الصادقة من الجانب العربي في تحقيق السلام في الشرق الأوسط كخيار استراتيجي، مشيرا في هذا الصدد إلى المبادرة العربية المتوازنة للسلام التي تستند إلى قرارات ومبادئ الشرعية الدولية وما قابلها من تعنت ورفض من الجانب الإسرائيلي الذي شكل عقبة في وجه محاولات تحقيق السلام في الشرق الأوسط جميعها، الأمر الذي يضع مجلس الأمن الدولي أكثر من أي وقت مضى أمام ضرورة تحمل مسؤولياته لاتخاذ موقف حازم يلزم الطرف المتعنت باحترام الشرعية الدولية والالتزام بتنفيذ مقتضياتها وبما يضمن حفظ الأمن والسلم في منطقتنا وفي العالم. وقال «في هذا الإطار فإننا نثمن عاليا مواقف الصين الثابتة من القضايا العربية، ونتطلع بحكم مسؤوليات الصين تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن إلى أن يكون لها دور ملموس وفعال في جهود عملية السلام في الشرق الأوسط».

وبين أنه ما من شك في أن الجانبين العربي والصيني يحرصان على دعم وإنجاح الجهود الرامية إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى ودعم منظومة نزع السلاح ومنع الانتشار. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي «إننا وفي الوقت الذي نشيد فيه بجهود الجامعة العربية لحل الأزمة السورية نثق في قدرة الصين على القيام بدورها المنشود لحقن الدماء في سوريا وإيقاف القتل وتدمير المدن وترويع الآمنين، والعمل على حماية المدنيين وإدانة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، والمساعدة على تمكين المنظمات الإغاثية العربية والدولية من أداء واجبها الإنساني، كما ندين بشدة المجزرة التي استهدفت المدنيين في الحولة والتي راح ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال، وندعو إلى معاقبة مرتكبيها».

وأضاف أن «المملكة العربية السعودية تنظر بالتقدير إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها العرب والصين على حد سواء لإدانة الإرهاب بكل أشكاله ومعالجة أسبابه ورفض ربطه بدولة أو شعب أو دين بعينه، وتقدر عاليا اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة، والذي جاء استجابة لمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أثناء المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005». وأفاد بأن الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب سيعقد في جدة الأحد القادم الموافق الثالث من شهر يونيو (حزيران) الحالي.

وأكد أن الجانبين الصيني والعربي يؤيدان بقوة تعزيز الحوار بين الحضارات والشعوب واحترام الخصوصية الثقافية في إطار الاحترام والمساواة، ويدعمان كل الجهود الإقليمية والدولية في هذا السياق، متحدثا بوجه الخصوص عما تم إحرازه من تقدم انتهى إلى توقيع اتفاقية تأسيس مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا عاصمة النمسا.