«خطبة الجمعة» تشعل سباق الرئاسة في صعيد مصر

المساجد تتحول إلى منصات دعائية لشفيق ومرسي

ملصق دعائي ضد المجلس العسكري الحاكم في مصر قبل انطلاق مظاهرة ضد الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي بميدان التحرير أمس (أ.ف.ب)
TT

فرض صراع الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مصر نفسه وبقوة أمس الجمعة على منابر المساجد في صعيد البلاد الذي كان ساحة لمعركة محتدمة في الجولة الأولى بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقيادات الحزب الوطني المنحل، التي أعلنت دعمها لآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

ورغم أن القانون يحظر استخدام دور العبادة في الدعاية الانتخابية، فإن مساجد الصعيد تحولت لمنصات تبادل عبرها أنصار المرشحين الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان وأنصار شفيق قصفا عنيفا، وسط توقعات بأن يشهد يوما الإعادة منتصف الشهر الجاري استقطابا حادا، وأعمال عنف بين الجانبين. ويقول مراقبون إن صعيد البلاد لم يتخلص بعد من التأثير القبلي على التصويت في الانتخابات، وهو أمر يرفع من درجة حرارة الصراع الدائر هناك. واعتمد أنصار شفيق ومعظمهم من خطباء مساجد تابعة لوزارة الأوقاف استراتيجية دفاعية، وتركز الخطاب الذي استخدم في خطبة الجمعة أمس على الدعوة إلى عدم قذف الناس بالباطل والتيقن من أي معلومة قبل التسليم بها مع التأكد من مصدرها، وحذر الأئمة من اتهام الناس بالباطل مذكرين الناس بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ترفض إلقاء التهم على الناس جزافا.

وتؤثر علاقة الفريق شفيق بنظام الرئيس السابق بقوة على موقفه في جولة الإعادة ومن المرجح، بحسب مراقبين، أن يواجه عقبات كبيرة لإقناع نحو 10 ملايين ناخب اتجهوا لمناصرة مرشحين محسوبين على الثورة.

ويحاول أنصار شفيق استمالة الناخبين اعتمادا على خبرته السابقة بدولاب عمل الدولة، وطالب خطباء المساجد الرسمية بأن يتحرى المواطنون في مرشحهم صفات الكفاءة والخبرة والدراية بشؤون البلاد وكيفية التعامل مع القضايا الخارجية.

في المقابل، شن أنصار مرشح جماعة الإخوان المسلمين هجوما حادا ضد الفريق شفيق، حيث سوق أنصار مرسي مرشحهم باعتباره من سيقوم بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، محذرين «ممن تلوثت يداه بدماء المصريين» بحسب قولهم.

التمهيد المدفعي لخطباء المساجد تبعه غارة من أنصار مرسي بآلاف المنشورات التي حملت عنوان «لا تنتخبوا أحمد شفيق» ووزعت أمس على المصلين عقب خروجهم من المساجد، وفي الشوارع والميادين تدعو المواطنين إلى إسقاط شفيق.

وتركزت المنشورات على إبراز بعض تصريحات الفريق شفيق كان على رأسها قوله: إن مثله الأعلى هو الرئيس السابق مبارك، بالإضافة لاتهامه بأنه قائد موقعة الجمل وهي المواجهات التي وقعت بين الثوار وبلطجية حاولوا اقتحام الميدان يوم 2 فبراير (شباط) من العام الماضي، وكان شفيق حينها لا يزال رئيسا للوزراء. كما تضمنت المنشورات ما تردد على إحدى القنوات الفضائية المسيحية بأن شفيق صرح بأنه سوف يقوم بحذف الآيات القرآنية من المناهج الدراسية، وقوله «للأسف الثورة نجحت». كما تعرض المنشورات لعدد من البلاغات التي ينظرها النائب العام وتتهمه بوقائع فساد في قطاع الطيران أثناء توليه منصب وزير الطيران المدني في عهد الرئيس السابق.