مقتل فلسطيني وجندي إسرائيلي على حدود غزة.. وغارات على خان يونس

«الجهاد» تنفي علاقتها بالعملية التي نفذها سلفي بمفرده

دبابة إسرائيلية ترابط على الحدود مع غزة بعد العملية أمس (أ.ب)
TT

فجرت محاولة مقاتل فلسطيني تنفيذ عملية فردية على حدود غزة، الموقف في القطاع، فاندلعت اشتباكات أدت إلى مقتله، وجندي إسرائيلي، أعقبها إطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية، وشن غارات جوية على «توك توك» في غزة مخلفة 4 جرحى. ويعد هذا أكبر توتر من نوعه في قطاع غزة منذ شهور. ونفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة أن يكون أي من عناصرها قد نفذ العملية وإن باركتها.

وفاجأ أحمد نصر، وهو سلفي مسلح كان ينتمي لسرايا القدس التابعة للجهاد، قوة إسرائيلية من لواء «غولاني» على حدود قطاع غزة عند معبر «كيسوفيم» التجاري، بعدما تمكن من اجتياز السياج الحدودي، فاشتبكت معه على الفور، مما أدى إلى مقتله ضابط برتبة رقيب أول. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن نصر استغل حالة الضباب عند الرابعة فجرا، فقص السياج الحدودي، وتقدم نحو نقطة ثابتة بعد الحدود، قبل أن ترصده قوة من لواء غولاني للمشاة، فوقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين أدى إلى مقتله والضابط. وأضافت المصادر أن نصر كان ينوي التسلل إلى أحد التجمعات السكنية الإسرائيلية في المنطقة وإطلاق النار بصورة عشوائية على مدنيين، أو استدراج جنود لخطف أحدهم.

وحمل أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش حركة حماس المسؤولية، وكتب على صفحته على «تويتر»: «حركة حماس الإرهابية بصفتها الجهة المسيطرة على قطاع عزة تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه العملية البشعة وتداعياتها».

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن الجيش أعلن عقب العملية حالة التأهب القصوى على الحدود، وطلب من الجميع أخذ الحيطة والحذر، خشية وجود مسلحين آخرين. وقال الضابط طال حرموني، إن الشاب الفلسطيني تمكن من قطع السياج بوسائل متطورة، وتم تشخيص العملية واستدعاء المزيد من القوات.

ونقلت صحيفة «يديعونت أحرنوت» عن ضابط رفيع المستوى قوله «قرابة الساعة الرابعة فجرا استغل المسلح وجود ضباب فقام بقص جزء من السياج الفاصل، ولكن قوة من لواء جولاني تمكنت من رصده واشتبكت معه بغطاء من طائرة هليكوبتر إسرائيلية، كما شاركت الدبابات بإطلاق النار عليه». وقالت مصادر فلسطينية بداية إن نصر نفذ عملية «استدراج الأغبياء 2» وينتمي لسرايا القدس، وكان يحاول استدراج جنود إسرائيليين إلى النقطة التي وصلها لخطف أحدهم.

غير أن المتحدث باسم سرايا القدس، الذي بارك الهجوم المسلح، نفى أي علاقة لها بالعملية، مؤكدا أنه «لم يكن هناك أي نشاط لعناصر سرايا القدس في المنطقة التي وقع فيها الهجوم». وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن العملية كانت فردية، وليست بتخطيط من أي من الفصائل في القطاع. وأوضحت المصادر أن «الشاب كان ينتمي للسرايا فعلا، لكنه انضم إلى السلفيين قبل أكثر من 8 شهور وانتهت علاقته بالسرايا، والعملية فردية ولا يقف خلفها أي فصيل». ورغم ذلك، أي عدم تبني أي فصيل للمسؤولية عن العملية، فإن الدبابات الإسرائيلية، أطلقت قذائف مدفعيتها على خان يونس، ورد فلسطينيون بإطلاق صواريخ سقطت في محيط المجلس الإقليمي أشكول بالنقب الغربي، ولم تقع إصابات أو أضرار.

غير أن الطائرات الإسرائيلية عادت وشنت غارة على دراجة نارية ذات 3 عجلات (توك توك)، إلى الشرق من خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى جرح 4 أشخاص، بينهم 2 بجراح خطيرة. وقال ناطق باسم الجيش «استهدفنا مخربين أطلقوا الصواريخ وأصبناهم».

أما أدهم أبو سلمية، الناطق الإعلامي باسم الإسعاف والطوارئ، فقال إن أربعة مواطنين، أصيبوا في الغارة الإسرائيلية، بينهم اثنان في حالة حرجة. واتضح لاحقا أن الغارة استهدفت عناصر من ألوية الناصر صلاح الدين، التابعة للجان المقاومة الشعبية.