هجوم لطالبان ضد قاعدة لـ«الأطلسي».. وجدل حول هويات القتلى

موسكو تريد توضيحات حول القواعد الأميركية في أفغانستان بعد الانسحاب

صورة وزعت أمس لجندي أميركي وهو يأخذ موقعه خلال تفجير محكم نفذ لإقامة نقطة تفتيش في قندهار الخميس (رويترز)
TT

شنت حركة طالبان هجوما ضد معسكر تابع لقوة الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف) في ولاية خوست المضطربة في شرق أفغانستان. وبينما أكد سقوط 14 من مقاتلي طالبان إثر الهجوم، وعدم مقتل أي عنصر من قوات «إيساف» أو قوات الأمن الأفغانية، تحدثت الحركة عن سقوط «عدد من الجنود الأجانب».

وبدأ الهجوم الذي وقع في خوست باعتداء انتحاري، إذ فجر انتحاري شاحنته المليئة بالمتفجرات «في المركز الأمني الأول خارج القاعدة» كما قال مصدر أمني أفغاني، طلب عدم كشف هويته، ثم شن متمردون مسلحون الهجوم. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن الانتحاري هو «مجاهد» من طالبان فجر شاحنة تحمل «عشرة أطنان من المتفجرات قرب مطعم» قاعدة الحلف الأطلسي في مدينة خوست. وأضاف أن «عددا كبيرا من الجنود الأجانب قتل». لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن متحدث باسم قوة «إيساف» تأكيده عدم سقوط أي قتيل من «إيساف» أو من القوات الأمنية الأفغانية.

ولم تتضح على الفور حصيلة قتلى الهجوم بشكل دقيق. فقد ذكر المصدر الأمني الأفغاني في البداية أن «معلومات أولية تشير إلى أن سبعة (مدنيين) أفغان قتلوا وأصيب 13 آخرون بجروح»، مضيفا أن الضحايا هم من المدنيين الذين كانوا يقومون بأشغال بناء داخل القاعدة. لكن في وقت لاحق أكد قائد شرطة ولاية خوست سردار محمد زازاي أن «أربعة مدنيين» فقط «جرحوا عندما انهار سقف منزل مجاور بسبب الانفجار»، بينما تم العثور على جثث «ثلاثة مهاجمين». وفضلا عن مقتل 14 من طالبان أشارت «إيساف» من ناحيتها إلى مقتل مدني بحسب المتحدث باسمها.

وجاء هذا بينما قال مسؤول روسي أمس إن بلاده تريد من واشنطن توضيح مهام وإمكانات القواعد الأميركية التي ستبقى في أفغانستان بعد سحب القوات المقاتلة الدولية. وقال سكرتير مجلس الأمن الوطني الروسي نيكولاي باتروشيف في مقابلة مع وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء: «على الرغم من إعلانات واشنطن بشأن عدم وجود أي خطط لقواعد طويلة المدى في أفغانستان ندرك أن الأميركيين سيبقون في هذا البلد بعد عام 2014». وأضاف أن «روسيا تعتبر أنه من غير المقبول استمرار وجود عسكري أجنبي طويل المدى في أفغانستان، وهو ما يمكن استخدامه ضد دول أخرى في المنطقة». وتابع: «نحتاج إلى معرفة ما ستفعله (القواعد الأميركية طويلة المدى)، وما طبيعة مهامها إذا كان من المفترض انتهاء وجود قوات الاستقرار الدولية في أفغانستان بحلول عام 2015». وذكر باتروشيف أن روسيا لا تعتبر الشرطة والجيش الأفغانيين قادرين على توفير الأمن في البلاد حيث «يزداد نفوذ طالبان».

وبعد عشر سنوات على وصول قوات التحالف الدولي أواخر 2001 وانتشار 130 ألف جندي اليوم يواصل التمرد المعادي للحكومة بقيادة طالبان شن هجمات واعتداءات دامية في أفغانستان، خصوصا في جنوب وشرق البلاد. ومنذ أكثر من شهر ونهاية فصل شتاء كان قارسا جدا، كثف المتمردون نشاطهم في إطار «هجوم الربيع» الذي يشنونه. وهم يستهدفون خصوصا قوات الأمن الأفغانية المفترض أن تحل مكان القوات الأجنبية وتتولى مسؤولية الأمن في البلاد بنفسها بحلول نهاية 2014 الموعد الذي حدده الحلف الأطلسي لانسحاب جميع قواته القتالية من أفغانستان. وقبل يومين، قتل أربعة شرطيين أفغان ومدني واحد، وأصيب أحد عشر شخصا آخر بجروح عندما فجر انتحاري سيارته عند حاجز أمام مقر الشرطة في ولاية قندهار (جنوب) بحسب وزارة الداخلية.

والمدنيون هم أول ضحايا النزاع الأفغاني. فقد قتل منهم نحو 3021 في أعمال عنف في 2011 وهو رقم قياسي خلال عشر سنوات من المعارك كما أعلنت الأمم المتحدة في فبراير (شباط) الماضي. ومنذ 2007 قتل أكثر من 12 ألف شخص في النزاع بحسب الأمم المتحدة أيضا، لكن عدد القتلى في صفوف المدنيين بسبب النزاع تراجع بنسبة 21 في المائة في أفغانستان خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2012 بحسب المصدر نفسه.