وزير الخارجية البريطاني بعد لقائه وفد المجلس الوطني: سوريا على شفير حرب أهلية

سمير نشار لـ «الشرق الأوسط»: أعربنا له عن تخوفنا من مجازر تطهير طائفية ونأمل تغييرا قريبا في الموقف الروسي

TT

في حين أعلن وزير الخارجيّة البريطاني وليم هيغ أنّ سوريا على شفير حرب أهليّة شاملة داعيا إلى تطبيق خطة أنان، وصف سمير نشار وعبد الباسط سيدا، عضوا المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أجواء اللقاء الذي جمعهما بـ«هيغ» مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي يوم أمس، على هامش مؤتمر اسطنبول حول الصومال، بأنها كانت إيجابية جدا، مؤكدين أن «مرحلة ما بعد مجزرة الحولة ليست كما قبلها».

وقال هيغ في تصريح له بعد لقائه وفد المجلس الوطني السوري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أنا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمعارضة السورية نعتقد أن سوريا على شفير حرب أهلية شاملة وسقوط سوريا في مواجهات طائفية».

وإذ دعا هيغ إلى تشديد العقوبات على دمشق، اعتبر أنه لم «يفت الأوان» بعد لكي يطبق نظام الرئيس بشار الأسد خطة الخروج من الأزمة التي وضعها كوفي أنان، مُضيفا: «من الأهمية بمكان لنا جميعا أن نزيد الضغط لتطبيق خطة أنان، وهذا يعني أن دولا أخرى خارج الاتحاد الأوروبي يجب أن تشارك في العقوبات التي فرضناها على النظام».

وتابع هيغ: «إذا تلقوا رسالة واضحة من روسيا والصين ودول جامعة الدول العربية بأنهم يقتربون من آخر فرصة لهم لتطبيق مثل هذه الخطة، فعندئذ لن يكون قد فات الأوان لكي يقوموا بذلك». وشدد هيغ على أنَّ بلاده «لا تعتزم في الوقت الحاضر القيام بعمل خارج إطار الأمم المتحدة»، وقال «إذا فشلت خطة أنان في الأسابيع المقبلة، يتعين علينا العودة إلى مجلس الأمن الدولي».

وعن هذا اللقاء، قال نشار لـ«الشرق الأوسط»: «تبادلنا مع وزير الخارجية البريطاني وجهات النظر حول ما يجري في سوريا ولا سيّما التطورات الخطيرة الأخيرة، وأهمّها مجزرة الحولة التي اعتبر هيغ أن الوضع السوري دخل معها منعطفا جديدا». لافتا إلى أنّ الوفد عبّر للوزير البريطاني عن مخاوفه حول إقدام النظام على ارتكاب مجازر تطهير طائفية على غرار مجزرة الحولة، وبالتالي الوصول إلى مخطّطه في تكريس الفتنة الطائفية بين السنّة والعلويين، الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا سريعا لإنقاذ المدنيين وإيقاف المجازر وهذا ما ليس له علاقة بتوحيد المعارضة أو عدمه، لأنّ الهدف منه إنساني وليس سياسيا، مشيرا إلى أن هناك تخوّفا في هذه المرحلة من ارتكاب مجزرة في جبل الأكراد حيث يعمد النظام إلى حشد قواته.

وعن مستقبل خطّة أنان ونتائجها لغاية اليوم، قال نشار «أكّدنا لوزير الخارجية أنّ هناك صعابا كثيرة تحول دون استمرار العمل بهذه الخطة بعد شهرين على بدء تنفيذها، في ظلّ عدم تطبيق النظام أي بند منها». لافتا إلى أنّ العمل يبدو الآن مرتكزا على الضغط للوصول إلى تغيّر في الموقف الروسي لتنفتح بعدها الآفاق على حلول كثيرة ومنها سياسية تساهم في إسقاط النظام السوري.

واضاف «يبدو واضحا أنّ المعلومات التي يمتلكها البريطانيون والمجتمع الدولي تعكس التخوّف نفسه، وهذا ما عبّر عنه هيغ، ويبدو أنّ البريطانيين يملكون إشارات إيجابية بإمكانية تغير الموقف الروسي في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، لا سيما أنّ معلومات روسيا الاستخباراتية إضافة إلى تقارير بعثة المراقبين أشارت إلى وقوف النظام وراء مجزرة الحولة».

من جهته، وفيما يتعلّق بخطّة أنان، قال عبد الباسط سيدا لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من ملاحظاتهم عليها وعلمهم بصعوبة تطبيقها مع استمرار النظام في ارتكاب جرائمه، فإنّها لا تزال موضع دعم من قبلهم ويرون أنّها لا تزال صالحة».