استمرار قطع الطريق الدولي للمطالبة بالإفراج عن اللبنانيين المختطفين من الشمال

تيار المستقبل يناشد أنان لوضع حد لانتهاكات النظام السوري لسيادة لبنان

TT

لا يزال أهالي اللبنانيين اللذين اختطفتهما القوات السورية منذ ثلاثة أيام يواصلون اعتصامهم في خيم نصبت على نقطتي الحدود، العبودية - الدبوسية وفي العريضة، مؤكدين رفضهم لإعادة فتح الطريق التي عمدوا إلى قطعها، قبل الإفراج عن ولديهما محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان، اللذين اختطفا أثناء قيامهما بجمع محصول الموسم الزراعي.

وفي هذا الإطار، أكد النائب عن كتلة تيار المستقبل، معين المرعبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعلومات التي حصلنا عليها من بعض الأشخاص الذين تربطهم علاقة مهنية مع الجهة السورية، عن المخطوفين لغاية الآن، هي أنهما بصحة جيدة، فيما لا نزال ننتظر الحصول على أي معلومات إضافية باستثناء بعض الوعود بإمكانية الإفراج عنهما في وقت قريب»، لافتا إلى أن «أحد المختطفين، مهدي حمدان، هو من الطائفة العلوية ومقرب من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني علي عيد، فيما لا علاقة للمخطوف ياسين المرعبي بأي نشاط سياسي، الأمر الذي يثبت أن هدف النظام السوري من هذه الخروقات المستمرة هو افتعال بلبلة، وإثارة الفتنة الطائفية في لبنان».

وسأل المرعبي عن «سبب عدم صدور أي موقف من المسؤولين اللبنانيين، لا سيما رئيس الحكومة اللبنانية ووزراء الداخلية والخارجية والدفاع، باستثناء موقف رئيس الجمهورية اللبنانية الذي استنكر هذه الخروقات المتكررة، إضافة إلى اعتبار مطالبتنا بنشر الجيش على الحدود بشكل فاعل تآمرا عليه»، مضيفا «ما دامت الحكومة اللبنانية وأجهزتها لم تحرك ساكنا، فلم يعد أمامنا إلا أن نتحرك بكل ما يتاح لنا من طرق لمعالجة هذا الموضوع».

واستنكارا لهذه الحوادث المتكررة على الحدود اللبنانية السورية، قدم وفد من كتلة المستقبل إلى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مذكرة تعرض للخروقات التي قامت بها القوات السورية للسيادة اللبنانية في المدة الأخيرة، موجهة من الكتلة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان. وأعربت الكتلة عما قالت إنه مخاوف مبررة تستند إلى واقع أن لبنان هو هدف سهل للنظام السوري، في ضوء عدم الاستقرار السياسي الحالي في لبنان والنفوذ الكبير للنظام السوري على الأغلبية الحاكمة. وجاء في المذكرة «بدأنا نشهد ونوثق التدخلات المتنامية للنظام السوري في لبنان. وتشمل هذه التدخلات الدفع نحو الاحتكاك الداخلي الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى مواجهات مسلحة وخطيرة يصعب التحكم بها وتشكل تحديا لأمن لبنان الداخلي. وقد أجرى النظام السوري في الآونة الأخيرة هجمات عدة عبر الحدود من خلال نشر القناصة وإطلاق الصواريخ وترويع القرى الحدودية واختطاف مواطنين لبنانيين من داخل حدودنا الوطنية، وهذا يشكل انتهاكا صارخا وغير مقبول لسيادة لبنان».

وأشارت إلى أن «آخر هذه الانتهاكات كان قبل يومين، عندما عبرت القوات المسلحة السورية الحدود في العبودية في عكار، شمال لبنان، وقامت باختطاف مدنيين اثنين هما: محمد رشيد خالد ياسين المرعبي ومهدي محمد حمدان. ووفقا لروايات الشهود، فإن المخطوفين هما مزارعان بسيطان كانا يعملان في أرضهما عندما خطفا ونقلا إلى سوريا، وحتى هذه اللحظة لا يزال مصيرهما مجهولا». ولفتت إلى أن «هذا النظام - وقواته المسلحة - قد عبر الحدود في مناسبات عدة ونفذ عمليات خطف مشابهة أبرزها في 26 أبريل (نيسان) 2012 عندما اختُطف اللبناني عدنان حسين، كما لقي محمد إبراهيم في 9 مايو (أيار) 2012، المصير نفسه، ولا يزال مصيرهما مجهولا حتى الآن».