10 قتلى في اشتباكات جديدة بطرابلس.. والصفدي يتهم قوى خارجية

عيد يتهم ريفي والحسن «بلعب دور سيئ».. ومصادر ميدانية لـ «الشرق الأوسط» : لا مقاتلين أجانب

مسلحان لبنانيان في أحد الأحياء السنية بطرابلس أثناء الاشتباكات أمس (أ.ف.ب)
TT

استعادت مدينة طرابلس في شمال لبنان أمس أجواء الحرب بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، بعد اشتعال المنطقة بالقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، مما أسفر عن وقوع عشرة قتلى وأكثر من 25 جريحا.

وتواصلت الاشتباكات بين التبانة وجبل محسن، منذ ليل أول من أمس، عقب خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد نهاية خطاب نصر الله، سقطت ثلاث قنابل يدوية على شارع ستاركو في منطقة التبانة، مما أدى إلى الرد من الجهة المقابلة بالرصاص والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية». وازدادت الاشتباكات عنفا بعد منتصف الليل، حيث استخدمت قذائف الهاون والاينرغا، والقذائف الصاروخية، واشتدت عند الثالثة صباحا، فيما هدأت فجرا، حيث نشطت عمليات القنص بين الجانبين. ولم تهدأ الاشتباكات طوال يوم أمس، حيث سُجل سقوط قذائف هاون واينيرغا و«بي 7»، إلى جانب الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن منطقتي التبانة وجبل محسن شهدتا «عمليات قنص مكثفة لا سيما مستديرة أبو علي الأوتوستراد الدولي مستديرة الملولة»، كما «سُمع دوي القذائف الصاروخية بين المنطقتين بمعدل قذيفة كل خمس دقائق».

ووصل إلى المستشفى الإسلامي في طرابلس أربعة قتلى، ثلاثة منهم من آل بحري، وآخر من آل يحيى، سقطوا نتيجة الاشتباكات التي تواصلت يوم أمس، بالإضافة إلى قتيل سقط في الاشتباكات ليل الجمعة - السبت، وإصابة 25 شخصا بجروح توزعوا على المستشفى الإسلامي ومستشفى الزهراء في جبل محسن، ومستشفى سيدة زغرتا.

وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» إنه «حين بدأت الاشتباكات، ردّت عناصر الجيش اللبناني المتمركزة في المنطقة على مصادر النيران، غير أن تطور إطلاق النار بطريقة عشوائية بين الطرفين، دفع عناصر الجيش يوم أمس إلى إجراء انسحاب تكتيكي من بعض المواقع»، لافتا إلى أن «لا اتصالات عملية من الشخصيات المؤثرة في المنطقة، جرت لتهدئة الأوضاع، باستثناء جهود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دعا القوى الأمنية للتدخل، للفصل بين المتعاركين، وطلب التشدد في ملاحقة المخلين بالأمن ومطلقي النار، وتكثيف الإجراءات لإعادة الهدوء إلى المدينة».

وأعلن بعد الظهر قائد سرية طرابلس العميد بسام الأيوبي أن «قوة من الأمن الداخلي ستدخل إلى مناطق الاشتباكات في طرابلس وتعمل على وقف النار».

وأتت هذه الخطوة بعدما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «إنني أجريت منذ الصباح الاتصالات اللازمة مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية والعسكرية والقادة الأمنيين، وأعتقد أن الأمور ستكون مستقرة في الساعات المقبلة (من مساء أمس) إن شاء الله».

من جهته، شدد وزير المالية محمد الصفدي على أن «الوضع الأمني في طرابلس يتم تحريكه عن بُعد وفقا لجدول لا علاقة لأهل المدينة به»، وقال «إن أهل التبانة وجبل محسن هم بأرواحهم وأرزاقهم، ضحايا لعبة جهنّمية تخطط لها قوى خارجية وتنفذها بأدوات لبنانية وعلى أرض لبنانية». وأضاف الصفدي: «لقد أدخلوا المدينة في دوّامة قاتلة، إذ أصبح كل طرف يعتبر نفسه مستهدفا وملزما بالدفاع عن نفسه، فيما الحقيقة هي أن الجميع مستهدفون بلا استثناء، ولا حلّ إلا باستلام الجيش اللبناني زمام الأمن، باعتباره القوة الشرعية الضامنة لأمن جميع الناس من دون استثناء».

من ناحية أخرى، نفت مصادر باب التبانة «مشاركة مقاتلين سوريين في المعركة»، وقالت في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «المقاتلين، جميعهم، لبنانيون من أبناء المنطقة، ويضمون جميع التيارات السياسية في المدينة»، مشددة على أن «لا مقاتلين من خارج المنطقة، ولم تتحول طرابلس إلى قاعدة للجيش السوري الحر كما يدعي البعض».

وكان الأمين العام لـ«الحزب العربي الديمقراطي» رفعت عيد أكد أن «هناك غرباء كثرا باتوا في طرابلس»، مشيرا إلى «إننا تعرضنا لأبشع القصف أمس (الأول)، وحزب السلاح هو (تيار المستقبل)، في حين نحن أول من بادرنا للاستعداد لتسليم السلاح من سكين وما فوق، فيما الطرف الآخر رفض، فكيف إذن يمكن أن نسلّم سلاحنا فيما نشتري سلاحنا من مخازن تيار المستقبل؟».

واتّهم عيد، في مؤتمر صحافي عقده في جبل محسن أمس، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن العميد وسام الحسن «بلعب دور سيّئ»، وقال: «لقد استُخدِمت قنّاصات فرع المعلومات بمناظير ليلية على جبل محسن»، متمنيا «اليوم قبل الغد إيجاد حل للوضع الأمني في طرابلس».

ورأى عيد أن «طرابلس اليوم باتت قاعدة للإرهاب وبتنا نرى هذه المظاهر بشكل واضح وهناك حواجز مسلّحة، والدولة تعرف الأسماء بالتفاصيل، خصوصا لناحية ظاهرة إطلاق الإنيرغا ليلا على جبل محسن، لكن لا قرار بتوقيفهم لأن بعضهم مدعوم من سياسيّين وبعضهم من أمنيين». وأضاف: «لقد تم تسليم القيادة العسكرية في طرابلس من (تيار المستقبل) إلى عصابة (قائد الجيش السوري الحر العقيد) رياض الأسعد، والسلاح المستخدم في طرابلس اليوم أتى من سوريا للبنان لإحراق طرابلس، لكن بالنسبة لنا أمن طرابلس أصبح على دمائنا، ونحن لن نسمح بالفتنة ولن نرد».