مصدر مقرب من الرئيس اليمني السابق: على هادي ألا ينحاز لطرف ضد آخر

قال لـ «الشرق الأوسط» إن تسليم قيادة اللواء الثالث لقائده الجديد يعني تسليم رقابنا لعلي محسن الأحمر

طفلة يمنية تعاني سوء التغذية تنتظر معاينتها في أحد مستشفيات صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

ذكر مصدر مقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أن على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن يكون متوازنا في اتخاذ القرارات الجمهورية، دون أن ينحاز إلى طرف على حساب الآخر، مؤكدا أن كثيرا من القرارات المتخذة كانت تمس المؤتمر الشعبي العام لحساب أطراف أخرى، يأتي ذلك في وقت التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وفدا إنسانيا أمس في صنعاء، مؤكدا لهم البعد الاقتصادي للأزمة في البلاد، بينما تستمر المواجهات بين الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية من جهة ومسلحي تنظيم القاعدة من جهة أخرى.

وقال مصدر مقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إن الرئيس السابق قد سلم السلطة للرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي وإن عملية تسليم لواء عسكري أو لواءين ليست أهم من تسليم دار الرئاسة. وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الأسباب الحقيقية لعدم تسلم عبد الرحمن الحليلي للواء الثالث حرس جمهوري الذي يتهم الرئيس السابق من قبل خصومه بعرقلة تسليمه، قال المصدر المقرب الذي رفض ذكر اسمه «القائد السابق للواء الثالث حرس جمهوري طارق محمد عبد الله صالح قد ترك العمل العسكري تماما، وهو لم يعد قائدا للواء الثالث أو غيره، بعد أن سلم اللواء الثالث حرس جمهوري» وأكدت المصادر أنه على الرغم من أن ابن أخي الرئيس السابق ترك قيادة اللواء الثالث حرس جمهوري، فإنه تم التوافق على «ألا تسلم قيادة هذا اللواء للإخوان المسلمين»، حسب تعبيره. وقال المصدر: «جمال بن عمر بات مقتنعا بأنه ينبغي ألا تسلم قيادة اللواء الثالث للإخوان المسلمين، ولعلي محسن الأحمر»، وأضاف: «عبد الرحمن الحليلي محسوب على علي محسن الأحمر، ومن غير المقبول أن يتسلم قيادة اللواء الثالث الذي يعني تسلم قيادته تمكن علي محسن الأحمر من رقابنا»، في إشارة إلى أن اللواء الثالث يقوم بحماية دار الرئاسة وعدد من المرافق الرسمية جنوب العاصمة صنعاء. وأكد المصدر أن «على الرئيس هادي أن يكون متوازنا وموضوعيا في ما يخص اتخاذ القرارات الجمهورية»، مؤكدا أن «كل القرارات المتخذة تصب في مصلحة طرف على حساب الطرف الآخر، وقد تضررنا في المؤتمر الشعبي العام من ذلك كثيرا، وهذا أمر غير مقبول».

وفي السياق ذاته، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المجتمع الدولي إلى الإشراف على استراتيجية اقتصادية مبنية على خطة تنموية لخمس سنوات في اليمن يتم فيها رفد القطاعات الاقتصادية والزراعية ومختلف الجوانب التنموية. ووفقا لوكالة «سبأ» الرسمية، فقد بحث الرئيس هادي مع وفد اللجنة الدولية الإنسانية أمس بصنعاء سبل استعادة الاقتصاد اليمني عافيته وقدرته على الوقوف بصوره تمكنه من العمل الطبيعي.

ونبه إلى أن المشكلة الاقتصادية تمثل نحو 75 في المائة من التعقيدات التي تحيط باليمن. وجدد دعوته للمجتمع الدولي بضرورة تضامنهم مع اليمن وتقديم كافة أشكال المساعدات من أجل الخروج من هذه الأزمات «حتى لا يتعرض لكارثة الاقتتال التي ستلحق الضرر البالغ على المستوى المحلي والإقليمي والدولي». وقال هادي إن الأزمة الأمنية والاقتصادية لا تزال تمثل التحدي الأصعب، مشيرا إلى أن استمرارهما وعدم إيجاد الحلول الناجعة لهما استمرار للتأزم السياسي.

وعلى الصعيد الأمني، قال مصدر عسكري يمني أمس إن أربعة مسلحين من «القاعدة» وجنديا يمنيا قتلوا خلال اشتباكات ليلية في شمال زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين في جنوب اليمن. وأوضح المصدر أن المعارك التي استمرت متقطعة أمس أسفرت عن مقتل أربعة من «القاعدة» في شمال زنجبار التي تسيطر عليها جماعة متطرفة منذ عام. وتابع أن المسلحين أطلقوا ثلاث قذائف على قيادة اللواء 25 المدرع، مما أدى إلى مقتل عسكري وإصابة ستة آخرين بجروح. وبدأ الجيش اليمني في 12 مايو (أيار) هجوما واسع النطاق لاستعادة زنجبار ومناطق أخرى في محافظة أبين من «القاعدة».

ومنذ بداية الهجوم، قتل 376 شخصا بحسب حصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية من مصادر عدة، بينهم 275 من «القاعدة»، و65 جنديا و18 من المؤيدين للجيش، و18 مدنيا. ويقول دبلوماسيون غربيون في صنعاء إن خبراء أميركيين يقدمون نصائح للجيش اليمني.

إلى ذلك، قال مسؤول محلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن ثلاثة من «القاعدة» قتلوا وأصيب خمسة آخرون بجروح بانفجار قنبلة كانوا يعدونها شرق بلدة المحفد، الواقعة في أبين. وأضاف أن أضرارا بالغة لحقت بالمنزل حيث وقع الانفجار.