الجيش الإسرائيلي: عملية كيسوفيم تتسم بالجرأة

يحقق في كيفية اختراقه الحدود المحكمة والإجراءات الأمنية

قريبات أبو نصر يراقبن جنازته من على أحد الأسطح في غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

أكدت التقديرات العسكرية الإسرائيلية أن أحمد أبو النصر (22 عاما)، الذي نجح في اختراق الإجراءات الأمنية الإسرائيلية فجر أول من أمس وعبر الحدود عند منطقة كيسوفيم، شرق خان يونس جنوب غزة، والاشتباك مع قوة إسرائيلية مما أدى إلى مقتل جندي، أظهر قدرات قتالية عالية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال قولها إن ما يثير الدهشة أن أبو النصر تمكن من تجاوز الحدود على الرغم من أنه انطلق من منطقة مكشوفة واشتبك مع الجنود من مسافة قصيرة قبل أن يقتل. واستدركت المصادر العسكرية قائلة إنه قد يكون أبو النصر قد استغل معرفته بتضاريس المكان وحالة الضباب التي كانت سائدة في المكان وقت تنفيذ الهجوم.

أما صحيفة «هآرتس» فنقلت عن مصادر عسكرية أخرى قولها إن المقاتل الفلسطيني استخدم وسائل متطورة لمنع اكتشافه. وجاء على موقعها الإلكتروني: «إن العملية دفعت الجيش الإسرائيلي لفحص كيف تمكن المواطن الفلسطيني من اختراق السياج الأمني، وكيف فشلت نقطة المراقبة الموجودة في المنطقة من اكتشافه في اللحظة المناسبة، حيث تم اكتشافه بعد أن اجتاز السياج الأمني ودخل إلى المنطقة المقابلة من الجدار». وأضافت أن «المصادر العسكرية تقول إنه كان مزودا بوسائل متقدمة حملها معه، وفقط عندما قام باختراق الجدار وقبل دقائق من الاشتباك معه، اكتشف الجنود وجوده، وذلك بعد أن كان موجودا على مسافة قصيرة من المستوطنات الواقعة في الجانب الإسرائيلي من المنطقة».

وحسب أقوال قائد المنطقة الجنوبية الكولونيل طال حرموني، فإن «القوة وصلت إلى المكان بسرعة، حيث إن المهمة الأساسية لنا هناك هي الدفاع عن التجمعات السكانية الواقعة ما بين عين هشلوشا وكيبوتس نيريم، وكل ذلك من أجل الوصول إلى الالتحام مع المتسلل ومنعه من الوصول إلى هدفه، حيث تم فتح النار علينا من كمين، وردت القوة النار بسرعة وأصابت مطلق النار، إلا أننا فقدنا أحد مقاتلينا».

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بمنظومة إنذار مبكر تكنولوجية بالغة الدقة في محيط قطاع غزة، تضم أجهزة رادار وطائرات من دون طيار وكاميرات، ونقاط مراقبة. واستهجنت المصادر الجرأة التي أبداها أبو النصر لدى اجتيازه الحدود، مع أن العشرات من المقاومين الفلسطينيين قد قتلوا لدى محاولتهم الاقتراب من الجدار المعدني الذي يفصل القطاع عن إسرائيل.

وأوضحت المصادر أن أبو النصر لم يكن ينوي تنفيذ عملية اختطاف، مشيرة إلى أن مثل هذه المحاولة تحتاج إلى عدد أكبر من المقاومين لإنجاحها، مشيرة إلى أن اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط شارك فيه 10 مقاومين فلسطينيين. وأكدت المصادر أن قيادة المنطقة الجنوبية تعكف على إجراء تحقيق ميداني مكثف، علاوة على محاولتها استخلاص العبر من العملية.