الأسرى يهددون بعصيان إذا استمر تنكر إسرائيل لاتفاق إنهاء الإضراب

«المقاتل غير الشرعي» يدخل يومه الـ80 وزميله 58 يوما

TT

بينما دخل الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية، محمود السرسك، أمس، يومه الـ80، في الإضراب عن الطعام، محتجا على استمرار اعتقاله من دون محاكمة، بحجة أنه «مقاتل غير شرعي»، هدد باقي الأسرى بالعودة إلى الإضراب المفتوح أو البدء في عصيان مدني، احتجاجا على ما وصفوه تنصل ومماطلة إدارة مصلحة السجون، في تنفيذ الاتفاق الموقع بينهم قبل أكثر من أسبوعين الذي أنهى الأسرى بموجبه إضرابا استمر 28 يوما.

ويقول الأسرى الفلسطينيون إن إدارة مصلحة السجون تستمر في عزل بعض الأسرى، وتجدد الاعتقال الإداري لآخرين، وتعاقب أسرى قطاع غزة وتواصل عمليات قمع وتفتيش الأسرى في السجون.

وينص الاتفاق الذي وقع بين الطرفين في 14 مايو (أيار) الماضي، على إخراج جميع الأسرى المعزولين من العزل الانفرادي، وتقديم لوائح اتهام بحق المعتقلين إداريا أو أن يتم إطلاق سراحهم مع انتهاء حكمهم الإداري، والموافقة على زيارات أهالي غزة لأبنائهم في السجون، وإنهاء تطبيق ما يسمى بقانون شاليط الذي فرض بعد أسر المقاومة الجندي جلعاد شاليط، وتحسن وضع الأسرى في السجون وإعادة الحياة في السجون إلى ما كانت عليه قبل عام 2000، مقابل تعهد الأسرى بعدم العمل ضد أمن «الدولة» انطلاقا من السجون والمعتقلات.

وقالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين إن شعورا بالغضب والتوتر مصحوبا بالتهديد، بدأ داخل السجون، على ضوء عدم تلبية إسرائيل لتحسين شروط الحياة داخل السجون واتخاذها إجراءات تصعيدية بحق الأسرى.

وحذر قائد كتائب القسام في الضفة الغربية الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم بالسجن المؤبد المتكرر 67 مرة إضافة لـ1550 عاما، من استمرار إدارة السجون في المماطلة والتلاعب، وقال خلال زيارة محاميه له بسجن جلبوع الذي أخرج إليه بعدما كان في العزل الانفرادي «إن تنصل سلطات الاحتلال وإدارات السجون من بعض التفاصيل وخاصة البند المتعلق بالأسرى الإداريين، لن يمر مرور الكرام فنحن قادرون على التصدي لإدارة السجون من خلال معركة الأمعاء الخاوية أو من خلال العصيان المدني».

وقال الأسير ناصر أبو حميد ممثل أسرى سجن عسقلان: إن العقوبات المتمثلة بالغرامات ما زالت مفروضة، وكانت قد فرضت على الأسرى خلال الإضراب بسبب عدم الوقوف على العدد اليومي. وأضاف: «كما أن التفتيشات والمداهمات الليلية مستمرة، حيث تقوم الوحدات التابعة لإدارة السجون وبعد انتهاء الإضراب بإجراء تفتيشات يومية مكثفة لغرف الأسرى».

وأكد الأسير عادل عبد الفتاح داود ممثل أسرى سجن مجدو أن المخابرات الإسرائيلية، تواصل عزل الأسير ضرار أبو سيسي الذي اختطف من أوكرانيا، برغم الاتفاق.

وقال الأسير مهند شريم المعتقل في سجن رامون إن إدارة السجون وبعد انتهاء الإضراب هاجمت أقسام الأسرى الذين كانوا مضربين وفرضت عليهم التفتيش العاري في حين واصلت إدارة السجون تشتيت أسرى غزة، وتوزيعهم على سائر السجون.

واتهم الأسير وليد نمر دقة المعتقل في سجن جلبوع، إدارة السجن بتكبيل أيدي وأرجل الأسرى الذين كانوا في العزل، وتقليص عدد العمال الأسرى من 15 إلى 12 عاملا، وكذلك تقليص عدد المراوح في الغرف، «وبدأنا نلمس سياسة تشديد بعد الإضراب».

وأصدر أسرى حماس الإداريون في سجن النقب بيانا أمس، حول انتهاكات إدارة مسلحة السجون للاتفاق، قالوا فيه إنه تم تمديد نحو 20 أسيرا إداريا خلال أسبوعين دون الالتفات لأي اتفاق أو التزام. وقال البيان «عمليا وعلى الأرض فقد واصل (جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي) الشاباك الصهيوني سياسته المجحفة، والمتمثلة بجريمة التمديد التي أطلقنا عليها اسم مجرمة الأعمار.. هذه هي الكارثة الإنسانية التي ينبغي أن تتحرك لها ضمائر الأحرار، وأن تسعى في سبيل محاربتها وفضحها بكل الإمكانيات والطاقات، فخلال الأسبوعين الأخيرين، تم تمديد اعتقال نحو عشرين أسيرا إداريا دون التفات لأي اتفاق أو التزام».

وهدد الأسرى بالبدء فورا بإضراب مفتوح عن الطعام. واجتمعت قيادة الإضراب بممثلين عن إدارة مصلحة السجون في سجن نفحة لمناقشة تداعيات الخروق الإسرائيلية. وأكد الأسرى، حسب بيان من جمعية «حسام» على رفضهم المطلق لقرارات مصلحة السجون، وطالبوها ببنود الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في الرابع عشر من الشهر الماضي، وقد تلقوا وعودا إيجابية.

وفي الأثناء يواصل الأسير السرسك إضرابه عن الطعام، الذي اقترب من 3 شهور، بينما دخل الأسير أكرم الريخاوي، أمس، يومه 53 في الإضراب عن الطعام. ويريد الأسيران وعودا بالإفراج عنهما مع انتهاء محكومياتهم في الأول من يوليو (تموز) القادم، بعدما تجدد الاعتقال الإداري بحقهم أكثر من مرة، ورفضت إدارة مصلحة السجون الالتزام بذلك.

والسرسك، وهو عضو في المنتخب الكروي الفلسطيني، اعتقل قبل نحو ثلاثة أعوام، في طريقه من غزة إلى الضفة ليلعب في أحد الأندية في نابلس، وزج في السجن دون محاكمة بداعي أنه «مقاتل غير شرعي». ويعاني السرسك من وضع صحي مترد، وقال محامون وأطباء إنه يصاب بحالات إغماء يومية بمعدل ثلاث مرات، ويعاني من هبوط بالسكر والضغط وانخفاض بالحركة ونقص في أكسجين الدم، وألم بالمعدة وهزال شديد وانخفاض حاد في الوزن وسكر الدم.