المقر الجديد لمبارك.. مستشفى «طرة»

يرتدي فيها البدلة الزرقاء ويعامل كسجين

TT

بعد دقائق قليلة من صدور الحكم بالسجن المؤبد ضد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود نقله إلى مستشفى «سجن مزرعة طرة» بدلا من المركز الطبي العالمي الذي كان يقيم به بسبب اعتلال صحته، طيلة الشهور الماضية عندما كان محبوسا احتياطيا على ذمة محاكمته. ووفقا للمصادر الطبية، لم تتحسن صحة مبارك عن السابق، مشيرة إلى أنه تم تجهيز مستشفى سجن طرة التي استقبلته أمس. ويرتدي مبارك منذ أمس البدلة الزرقاء للمساجين، حيث أصبح يعامل كسجين.

وتردد اسم مستشفى السجن الواقع جنوب القاهرة منذ سقوط نظام الرئيس السابق، بسبب المطالبات الشعبية بنقله إليها ومعاملته كأي سجين عادي، وما أثير حول المستشفى من عدم جاهزيته لعلاجه، وما تردد عن وجود خطورة على حياة مبارك حال نقله إليها. ويعد مستشفى «طرة» عنبرا صغيرا منفصلا عن باقي مباني السجن تقع داخل محيط أسواره العالية، وتطل على حديقته، وتبلغ مساحة المستشفى 30 مترا طولا في 20 مترا عرضا، وتتكون من طابقين، الطابق «أ» والطابق «ب»، يخصص الأول للسجناء الجنائيين، والثاني للسجناء السياسيين. وتوجد فيهما أعداد كبيرة من الأسرّة للمرضى، بالإضافة إلى غرفة العناية المركزة التي سيرقد فيها الرئيس السابق، والتي تضم أحدث الأجهزة الطبية. وفي بداية شهر فبراير (شباط) الماضي، تم رصد 5 ملايين جنيه لتطوير وتجهيز المستشفى، خاصة غرفة العناية المركزة. بعدها، قامت لجنة الصحة بمجلس الشعب برئاسة النائب أكرم الشاعر عن حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، بزيارة ميدانية إلى المستشفى للوقوف على صلاحيته لاستقبال مبارك.

وقالت اللجنة في آخر تقاريرها إنها رأت أن مستوى مستشفى ليمان طرة على قدر كبير من الجودة، كما أنه يصلح لاستقبال جميع الحالات المرضية العادية والجراحية والحرجة، مؤكدة أن غرفة العناية المركزة صالحة تماما من جميع النواحي بعد توفير جهاز التنفس الصناعي وقياس غازات الدم، وكلاهما متوافر في مستشفيات الشرطة.

إلا إن وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، قال وقتها إن مستشفى سجن طرة لا يصلح لاستقبال مبارك، وإن المستشفى يتم استكمال تجهيزاته ليكون قادرا على استيعاب كل المساجين في المستقبل. وفي اليوم السابق للمحاكمة، قالت المصادر إن النائب العام تلقى خطابا رسميا من المستشار أحمد رفعت، رئيس المحكمة التي نظرت محاكمة الرئيس السابق، يعلن فيه عن موقفه النهائي من مسألة نقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة، وذلك ردا على إرسال النائب العام تقرير لجنة الصحة بمجلس الشعب للمحكمة، الذي أوصى بنقل مبارك لمستشفى السجن، بعد إنهاء تجهيز المستشفى وإجازة نقل «مبارك» لها في أي وقت، وأن المستشفى قابل لاستقبال أي حالات حرجة.

ومع صدور الحكم بالأمس، ووصول مبارك إلى المستشفى، قالت المصادر إنه رفض النزول من سيارة الإسعاف لدخول مستشفى السجن، وانتابته حالة هستيرية ودخل في نوبة بكاء شديدة، ثم أصيب بأزمة قلبية، ليتم نقله إلى داخل المستشفى لعلاجه داخل السجن.