المشاعر تغيرت بعد براءة قيادات الشرطة

والدة شهيد في ثورة يناير: بداخلي نار.. ولن أترك حق ولدي

أسر ضحايا ثورة 25 يناير في حالة غضب واستياء خارج محكمة الجنايات المركزية عقب صدور الحكم على الرئيس السابق مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي أمس (رويترز)
TT

زالت لمعة الفرح التي ارتسمت في عيني ثناء سعيد، والدة الشهيد معاذ، الذي قتل في جمعة الغضب يوم 28 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، وتحولت هذه الفرحة بالتدريج، مع توالي النطق بالحكم في قضية القرن أمس، إلى غضب حجب جانبا منه نقاب أخفى وجهها، قبل أن تنفجر في موجة بكاء هستيري وهي تصرخ أثناء حضورها أمام قاعة المحاكمة في أكاديمية الشرطة شرق القاهرة: «دمه سال في الميدان.. قتلوه بـ4 طلقات، إزاي (كيف) أصدورا الحكم ببراءة القتلة؟».

وكانت عيون الملايين في مصر قد تعلقت أمس بمنصة جلس عليها القاضي أحمد رفعت الذي أصدر حكمه بإدانة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته وبراءة باقي المتهمين من قيادات الشرطة.

والدة معاذ التي جاءت لمقر محكمة القرن أملا في حكم يقتص ممن تعتقد أنهم المسؤولون عن مقتل ابنها أثناء مشاركته في الثورة المصرية، لم تستطع أن تخفي دموعها التي بللت النقاب ذا اللون الأسود، لتكمل حديثها وهي تحاول أن تتماسك: «سنطعن على الحكم، لن أترك حق ابني.. الفساد مستمر والحكم الذي صدر قرار سياسي». ورددت وهي تتألم: «حسبي الله ونعم الوكيل».

وبينما كانت ثناء سعيد تحتضن صورة ولدها التي علقتها كطوق حول عنقها رددت قائلة: «هؤلاء (في إشارة للشهداء) الذين وضعوا الفرعون في قفص الاتهام ويكون هذا فقط هو العقاب، لا يمكن، بداخلي نار تحترق».

وانفجر أهالي الشهداء ونشطاء سياسيون أمام بوابة أكاديمية الشرطة بهتاف ردده الحضور داخل قاعة المحكمة. واصطفت قوات مكثفة. ووقعت اشتباكات بين أنصار مبارك وأنصار الثورة استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

وبينما كان أهالي الشهداء يحتشدون من جديد وسط دعوات للعودة إلى ميدان التحرير للتظاهر، كانت مدرعات الأمن المركزي تغادر مقر المحكمة وهي تقل قيادات الشرطة ونجلي الرئيس السابق. وهو ما قابله المتظاهرون بإلقاء الحجارة على المدرعات وعلى جنود الأمن المركزي المكلفين بتأمينهم.

عدوى البكاء الذي انخرطت فيه والدة معاذ أصابت العديد من أسر الشهداء. ووقفت والدة الشهيد مصطفي حلمي تبكي وهي تصرخ: «نحن لم نربِّ أولادنا لكي يتم قتلهم.. حرام عليهم لماذا يعاملوننا بهذه الطريقة؟».

واستمرت الهتافات المناوئة للمجلس العسكري والقضاء المصري، للمطالبة بحكم يقنع أنصار الثورة وأسر شهدائها الذين أصبحوا بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أمام خيار لا يرضيهم، وردد المتظاهرون: «الثورة راجعة من جديد، حق الشهداء لن يضيع».

وبينما كانت الفوضى تضرب بعنف الساحة المواجهة لأسوار أكاديمية الشرطة علق عبد الفتاح حامد، وهو أحد المدعين بالحق المدني عن أسر الشهداء رئيس منظمة الشرق الأوسط للسلام وحقوق الإنسان، قائلا: «هذا الحكم يمثل صدمة كبيرة، لكننا سوف نطعن عليه بالتأكيد.. لا يزال هناك الكثير لنقوم به».