ميدان التحرير يعود للواجهة بعشرات الألوف من المتظاهرين

احتجاجات ضخمة شارك فيها مرشحون سابقون للرئاسة

احتشد عشرات الألوف في ميدان التحرير في احتجاجات مناوئة للنظام السابق وأنصاره بعد ساعات
TT

احتشد عشرات الألوف في ميدان التحرير وعدة ميادين في المدن المصرية في احتجاجات مناوئة للنظام السابق وأنصاره بعد ساعات من قرار المحكمة معاقبة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد، وتبرئته وتبرئة نجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال الهارب في إسبانيا، حسين سالم، في قضية الفساد المالي.

وشوهد أمس عدد من مرشحي الرئاسة الخاسرين في الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوعين، وأنصارهم وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، وهم يحتشدون في ميدان التحرير الذي ظل رمزا للثورة منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. ودعا المتظاهرون في هتافات صاخبة تحت أعلام مصر وأعلام من دول الربيع العربي، إلى إسقاط حكم المجلس العسكري، وإخراج المرشح أحمد شفيق الذي كان رئيسا للوزراء في عهد مبارك، من المنافسة أمام مرشح الإخوان محمد مرسي. وعاد ميدان التحرير للواجهة في احتجاجات ضخمة، ذكرت بما كان عليه الأمر في بداية الثورة العام الماضي. وبينما انطلقت مسيرات متجهة إلى ميدان التحرير، منها مسيرة من أمام مسجد مصطفى محمود بالجيزة تضم مئات المتظاهرين للتنديد بالحكم الصادر ضد الرئيس السابق وأعوانه، حذرت الدعوة السلفية في بيان الليلة الماضية من التعامل بعنف مع المظاهرات السلمية قائلة إن طوائف الشعب تعبر عن سخطها البالغ من الحكم في قضية مبارك.

ولوحظ استخدام شعارات مناوئة لشفيق، ورفع المتظاهرون صورا لعدد من شهداء ثورة 25 يناير وعلما مكتوبا عليه «يسقط حكم العسكر». يأتي هذا في وقت دعا فيه تحالف ما يسمى بـ«إنقاذ الثورة» المتظاهرين إلى التوجه إلى السجن الذي نقل إليه مبارك في جنوب العاصمة، من أجل «القصاص الشعبي»، متهمين السلطات بإخفاء أدلة قالوا إنها كان يمكن أن تشدد العقوبات على المتهمين وتدين من صدرت بحقهم أحكام بالبراءة.

وبدأت الدعوات للنزول إلى الميادين من جانب النشطاء ومناصري فرق كرة قدم (الألتراس) للتعبير عن الغضب من مجموعة الأحكام الصادرة أمس. وطالب المتظاهرون في الميدان بإعدام الرئيس السابق ووزير داخليته ووزرائه وأبنائه. وألهب عدد من مرشحي الرئاسة الذين خسروا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي حماس ألوف المتظاهرين في ميدان التحرير الذين كان من بينهم عدد من الفنانين والناشطين السياسيين المعروفين.

ونظم المتظاهرون مسيرات طافت أرجاء الميدان للمطالبة بعودة الثوار إلى ميدان التحرير «لاستكمال أهداف الثورة»، فيما انطلقت مسيرة لرابطة ألتراس النادي الأهلي من ميدان التحرير إلى دار القضاء العالي وسط حاله من الاستياء، معتبرين الحكم الصادر «قرارا سياسيا».

وتسببت مظاهرات القاهرة أمس في حدوث ارتباك في حركة المرور في الشوارع الرئيسية خاصة بعد انطلاق مسيرة أخرى ضمت عدة آلاف من التحرير إلى عدد من المؤسسات القضائية والإعلامية القريبة من الميدان، قبل أن تعود مرة أخرى. وأقام بعض المتظاهرين قبورا رمزية من الحجارة والرمل أمام الصينية في منتصف ميدان التحرير وكتب على المقابر «البقاء لله في القصاص»، في إشارة إلى عدم اقتناعهم بالأحكام الصادرة أمس، فيما قام بعض أصحاب المتاجر المطلة على الميدان بإغلاقها تحسبا لوقوع اشتباكات.

وحتى وقت متأخر من الليلة الماضية قام عدد من المتظاهرين بإغلاق الشوارع الجانبية المؤدية للميدان مستخدمين الحواجز الحديدية، وبدأت مجموعة من الشباب تشكيل لجان شعبية على مداخل الميدان مما تسبب في تكدس مروري حول التحرير، بينما استمرت حلقات النقاش بين المتظاهرين معتبرين أن الثورة عادت للنقطة صفر من جديد.