تيار «المستقبل» يعلن موافقته على الحوار الوطني نتيجة لقاء سليمان ـ الحريري في السعودية

علوش لـ«الشرق الأوسط»: التطورات الأمنية الأخيرة قد تدفع قوى «14 آذار» لقبول دعوة رئيس الجمهورية

TT

كشف عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»، النائب السابق مصطفى علوش، لـ«الشرق الأوسط»، عن توجه قوى «14 آذار» للموافقة على دعوة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للجلوس إلى طاولة حوار تجمع الفرقاء اللبنانيين، والمقررة في القصر الجمهوري في الحادي عشر من الشهر الحالي.

وقال علوش إنه «من الواضح أن التطورات الأمنية في الأسبوعين الأخيرين وجو التوتر الذي يعيشه المجتمع اللبناني قد يدفع قوى (14 آذار) لقبول طلب الرئيس سليمان، وذلك من خلال ورقة معينة، لإيصال الحوار إلى خواتيمه السعيدة أو إلى نتائج»، موضحا أن «التوجه هو للذهاب إلى طاولة الحوار».

ويأتي توجه قوى «14 آذار» للمشاركة في الحوار بعد اشتراطها في مرحلة سابقة أن تعالج طاولة الحوار البند الوحيد المتبقي وهو السلاح غير الشرعي، في إشارة إلى سلاح حزب الله. ولفت علوش، ردا على سؤال حول إذا كان تغيير قوى «14 آذار» موقفها من الحوار مرتبطا باللقاء الذي جمع الرئيسين سليمان والحريري في السعودية، إلى أنه «بالتأكيد، هذا الموقف مرتبط في جزء منه بلقاء الرئيسين سليمان والحريري». وتحدث عن «أجواء إيجابية خلال اللقاء قد نلاقيها بأجواء إيجابية مماثلة، خصوصا في ظل الشروط المسبقة التي وضعها (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله أو قد يضعها، رغبة منا في المساهمة في تنفيس أجواء الاحتقان».

وجدد علوش الإشارة إلى «ثوابت فريق (14 آذار) المتعلقة ببحث لب المشكلة المتمثلة بالسلاح غير الشرعي، وإذا لم نصل لمكان ما فإننا نضحك على أنفسنا»، لكنه أشار في الوقت عينه إلى «استعدادنا للإصغاء إلى الطرف الآخر، خصوصا بعد حديثه عن مؤتمر حوار تأسيسي».

وبينما رأت شخصيات في قوى «14 آذار» في دعوة نصر الله لحوار تأسيسي دعوة ضمنية للمثالثة، أي تقسيم مراكز الدولة على الطوائف الثلاث الأساسية (مسيحية، سنة وشيعة)، أعرب علوش عن اعتقاده أن «المثالثة ليست الهدف الاستراتيجي لحزب الله الذي يسعى بناء على عقيدته إلى اقتلاع لبنان بأكمله».

وكان الرئيس اللبناني جدد أمس التأكيد على «أهمية الجلوس إلى طاولة الحوار وطرح كل الهواجس بكل انفتاح ونية طيبة وتحت هدف حماية لبنان وصون السلم الأهلي وإبقائه في منأى عن تداعيات وارتدادات ما يحصل من تطورات». وشدد سليمان، بعد عودته من الكويت وقبل توجهه غدا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار الجولة التي يقوم بها على عدد من الدول العربية لإقناعها بالعدول عن تحذيرها لرعاياها من القدوم إلى لبنان، على أن «لا حل حقيقيا إلا بالحوار بين الفرقاء اللبنانيين حول كل القضايا المطروحة».

في موازاة ذلك، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن «قوى (14 آذار) تبذل محاولة أخيرة مع الرئيس سليمان لتأمين حد أدنى من مقومات الحوار الجدي والهادف»، مشيرا إلى أن «موفدا من هذه القوى سيزور بعبدا خلال يومين ليبني في ضوء نتائج الزيارة على الشيء مقتضاه». وقال: «إذا لم نتمكن مع الرئيس من توفير أدنى مقومات الحوار الجدي، فحرام تضييع الوقت والناس والجهد والتركيز عن المكان الذي يجب أن ينصب عليه لنجلس إلى طاولة حوار لمجرد الحوار»، مشددا على أن «المطلوب حوار جدي يوقف النزف الحاصل في البلاد على المستويات كافة، لا حوار البحث عن جنس الملائكة وتغطية الواقع الحالي وتشريعه في ما نحتاج إلى معالجات جذرية تحد النزف والانزلاق نحو المجهول».

وحذر عضو كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب أنور الخليل، «من حال الفراغ التي تعيشها البلاد، وانعكاساتها على مستوى الدولة وهيبة مؤسساتها الدستورية، وأجهزتها الإدارية والقضائية والأمنية»، داعيا «الأطراف كافة للاستجابة لدعوة سليمان للمشاركة في طاولة الحوار الوطني، التي باتت أكثر من ضرورة وطنية، في ظل ما شهده ويشهده لبنان من تنامي الحركات المتطرفة، هي على نقيض مع نظامه وطبيعته الديمقراطية المتسامحة».

وأسف «لعمل البعض على إجهاض الحوار قبل أن يبدأ من خلال الشروط المسبقة، أو التقليل من أهمية نتائجه، أو محاولة تأجيله بانتظار التطورات الإقليمية»، لافتا إلى أن «هذا النهج سيؤدي إلى تنامي روح الانقسام التي يسعى إليها البعض من خلال مشروع ضرب الدولة وهيبتها ومؤسساتها والتي شهدنا مؤخرا بعض فصوله في مجالات الأمن والقضاء».