الإعلان عن تشكيل «الائتلاف العسكري لجبهة ثوار سوريا» في إسطنبول لتوحيد الفصائل المسلحة

الناطق باسمه لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمر للكتائب المسلحة في الداخل قريبا

شعارات مناهضة للأسد كتبها ناشطون سوريون بمدينة داريا على إحدى سيارات المراقبين الدوليين (أ.ف.ب)
TT

بمباركة معظم قوى المعارضة السورية، وعلى رأسها المجلس الوطني السوري وبحضور ممثلين عنه، أعلنت «جبهة ثوار سوريا» بالأمس في مؤتمر صحافي بإسطنبول عن «انطلاق عملها لتكون البوتقة التي تتوحد فيها كل الفصائل الثورية المسلحة، عبر تنفيذ خطة الحسم التي ستقضي على النظام» السوري.

وأوضح الناطق باسم الجبهة أمير زيدان أن «العمل الأساسي للجبهة سيتركز على محاولة توحيد الكتائب المسلحة التي تقوم بعمليات دفاعية على طول الأراضي السورية»، مشددا لـ«الشرق الأوسط» على أن الجبهة «ستتبنى أي كتيبة بغض النظر عن توجهها الفكري أو الآيديولوجي، شريطة أن تتفق معها على الهدف العام القاضي بإسقاط النظام».

ولفت زيدان إلى أن «تعدد الفصائل المسلحة حاليا في سوريا جاء نتيجة أن الحراك الثوري بدأ سلميا لتتطور الأمور عسكريا كرد فعل على جرائم النظام»، وأضاف «حان وقت تجميع الفصائل المسلحة من أجل الوصول لخطة حسم متكاملة تواجه الخطة التي يطبقها النظام»، لافتا إلى أن «الخطط المحلية التي تستخدمها كل كتيبة لن تكون قادرة على إسقاط النظام، مما يستدعي التوافق على خطة عامة تطبقها الفصائل كافة». وكشف عن أن لدى الجبهة حاليا عددا من الخطط، مؤكدا التنسيق مع المجلس الوطني السوري ومع كل المجالس السياسية، قائلا: «هدفنا الوحدة ولم نعلن عن تشكيل الجبهة لزيادة الانقسام بل لتوحيد جهودنا».

وأوضح زيدان أن الجبهة تضم حاليا ما يزيد على 100 كتيبة، كاشفا عن أن مؤتمرا للكتائب المسلحة ينعقد قريبا في الداخل السوري في منطقة يسيطر عليها الثوار، نافيا أي تعاون رسمي بين الجبهة وأي دولة عربية أو حتى أي جهة غير سورية لمد الثوار بالسلاح.

ونفى زيدان أن تكون للجبهة المشكلة حديثا أي علاقة بخطف اللبنانيين الـ11 الذين أسروا في حلب قبل أسبوعين، مؤكدا إدانة الجبهة لهذا العمل وسعيها لو استطاعت لتحريرهم. وكانت مجموعة تطلق على نفسها «ثوار سوريا - حلب» أعلنت الخميس الماضي أنها أسرت اللبنانيين، مطالبة أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالاعتذار.

بدوره، أكد عضو المجلس الوطني السوري مطيع البطين، الذي كان أحد ممثلي المجلس في المؤتمر، أن هذه الجبهة وغيرها من القوى الفاعلة على الأرض تحظى بمباركة المجلس الذي يسعى ليكون المظلة السياسية للجميع مهما تنوعوا واختلفوا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تأييد المجلس لمثل هذه التشكيلات هو من باب الجمع بين الفصائل، وليس من باب تفضيل أحدها على الآخر»، معتبرا أن دعم المجلس الوطني للفصائل المسلحة ينطلق من اقتناعه أن المواجهة المسلحة باتت الخيار الأخير أمام الشعب السوري للدفاع عن نفسه أمام آلة قتل النظام السوري.

وفي البيان الذي وزعته الجبهة أعلنت «بداية العمل لتكون البوتقة التي تتوحد فيها الفصائل الثورية المسلحة عبر تنفيذ خطة الحسم التي ستقضي على الظالم، بعد أن وغلت كتائب الأسد في دمائنا على التراب السوري وبعد فشل المبادرات الأممية والعربية في ردعه، وفي ردع سياسته الطائفية وسياسة الأرض المحروقة».

واعتبرت الجبهة أن «زمن الخوف ولى إلى غير رجعة»، داعية لعدم التقاعس، «لأن ساعة النصر قد دقت».

وتوجهت الجبهة إلى أبناء الأمة الإسلامية بالقول: «الشعب السوري يخوض معركتكم، فلا أقل من مده بالمال والسلاح لأن بيانات الشجب فات أوانها»، مشددة على أن «الشعب السوري باق ونظام الأسد زائل لا محالة».

وعاهدت الجبهة الشعب السوري على «بذل كل غال ونفيس لمقاتلة النظام والوصول للحكم الرشيد، وتقديم المجرمين للقصاص العادل».

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في إسطنبول، ألقى متحدث باسم المعارضة السورية كلمة، اعتبر فيها أن «الأوان قد آن لإعادة سوريا إلى ما كانت عليه قبل مجيء هذا النظام الفاجر والكاذب (في إشارة إلى نظام آل الأسد)، لتصبح سوريا واحة للحرية والكرامة». وأضاف: «نريد إقامة الحكم على مشاركة الشعب كله بكل فئاته من دون إقصاء أحد، فالكل شركاء»، متمنيا أن «تعود سوريا إلى ما كانت عليه كتلة واحدة لا تفرق بين مسيحي ومسلم وعلوي ودرزي يجمعهم وطن واحد ومصير واحد».

من ناحيته، قال المعارض السوري هيثم المالح: «نبارك هذه الخطوة في محاولاتكم لتوحيد الثوار في جبهة وقيادة واحدة»، مضيفا «أنتم ستغيرون وجه التاريخ ليس في سوريا فقط بل في كل المنطقة»، مبينا «سأكون إلى جانبكم دوما وستروني في أقرب فرصة».

ثم تحدث رئيس مجلس القبائل العربية في سوريا، الشيخ سالم عبد العزيز المسلط، فقال: «نعاهدكم أن نكون عونا للوطن ونعلن تحالفنا مع كل من رفع راية كرامة سوريا عاليا»، مضيفا «سنكون جنبا إلى جنب مع (جبهة سوريا) و(الجيش الحر)». وناشد «الجيش الحر والمعارضة للتحرك نحو دمشق ضد من استباح كرامة أهلها»، مؤكدا أن «الغاية تبقى إسقاط النظام (في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد)، وليس إسقاط الوطن».