«العسكري الحاكم»: جولة حسم الانتخابات الرئاسية في موعدها «مهما حدث»

مرسي وصباحي وأبو الفتوح بحثوا تشكيل مجلس رئاسي و«لا اتفاق حتى الآن»

عشرات المعتصمين في ميدان التحرير نظموا مسيرات دعوا خلالها لإعدام مبارك وأعوانه، كما طالبوا بإلغاء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقررة بين محمد مرسي والفريق أحمد شفيق رئيس وزراء الأسبق (أ.ب)
TT

واصل آلاف المصريين اعتصامهم في ميدان التحرير وعدد من المحافظات أمس لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على الأحكام القضائية الصادرة بحق الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وستة من معاونيه، بينما أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) أن جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها «مهما حدث». وعقد المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس، اجتماعا مع المجلس الاستشاري لبحث الخروج من الأزمة الحالية وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.

وفي الوقت نفسه، بحث مرشح جماعة الإخوان المسلمين للرئاسة الدكتور محمد مرسي في اجتماع مشترك مع المرشحين الخاسرين حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح فكرة تشكيل مجلس رئاسي يضم ثلاثتهم وتنسيق مواقف مشتركة قبل جولة الإعادة المقررة منتصف الشهر الحالي، إلا أن مصادر مطلعة قالت إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن. ونظم المعتصمون في ميدان التحرير مسيرات جابت الميدان دعوا خلالها لإعدام مبارك وأعوانه، كما طالبوا بإلغاء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقررة بين محمد مرسي والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق.

ونظم عشرات المواطنين وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالي ظهر أمس للتنديد بأحكام البراءة التي حصل عليها مساعدو وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي من تهمة التورط في قتل المتظاهرين، كما طالبوا بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وتطهير المؤسسة القضائية.

ويواصل المتظاهرون الحشد لمليونية اليوم التي دعت عدة قوى سياسية لتنظيمها تحت شعار «العدالة» احتجاجا على الأحكام القضائية التي صدرت بحق مبارك وبقية المتهمين في قضية قتل المتظاهرين. وأعلنت وزارة الصحة تأمين المظاهرة بعدد 15 سيارة إسعاف و4 عيادات متنقلة، مع وضع 85 سيارة إسعاف في حالة تأهب لمواجهة أي طارئ.

من جهة أخرى، عقد المجلس العسكري اجتماعا أمس مع المجلس الاستشاري الذي يرأسه المحامي سامح عاشور لبحث الأزمة الحالية وتشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد للبلاد، وقدم المجلس الاستشاري اقتراحا يتضمن ضرورة إصدار إعلان دستوري جديد يتم فيه تحديد أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور، بحيث يضمن عدم تبعيتها لحزب أو تيار.

وأوضح عاشور في تصريح له عقب الاجتماع، أن الاقتراح الذي تم تقديمه للمجلس العسكري ينص على أن تتضمن الجمعية التأسيسية للدستور رؤساء الأحزاب الممثلة في البرلمان ورؤساء الهيئات القضائية ورؤساء النقابات والهيئات الدينية وممثلي المجتمع المدني، بالإضافة إلى أساتذة القانون الدستوري.

وأضاف عاشور أن الاقتراح يتضمن أن تعقد الجمعية التأسيسية بالتشكيل المقترح في جلسة أولى لاختيار 20 شخصية أخرى تعوض النقص في تمثيل المرأة والشباب والمسيحيين، مشيرا إلى أن الاقتراح يهدف إلى أن تكون الجمعية التأسيسية مستقلة عن الرئيس القادم والبرلمان، متوقعا أن يتم خلال الأيام القليلة القادمة حسم أمر تعديل المادة 60 من الإعلان الدستوري المعمول به حاليا.

ومن جانبه، عقد مرسي اجتماعا مشتركا مع المرشحين الخاسرين في الجولة الأولى صباحي وأبو الفتوح لبحث فكرة تشكيل مجلس رئاسي يضم ثلاثتهم وتنسيق مواقف مشتركة قبل جولة الإعادة المقررة منتصف الشهر الحالي.

وقال بيان مشترك عقب الاجتماع، إنه تم الاتفاق على وجوب إجراء محاكمات عادلة وعاجلة لمبارك ورموز نظامه لتحقيق العدالة واحترام حق الشهداء والمصابين، واستمرار الضغط الشعبي والجماهيري لحين تطبيق قانون العزل بشكل ناجز وقبل انتخابات الإعادة، والدعوة لمليونية اليوم بالمشاركة مع كل القوى السياسية، بالإضافة إلى استمرار اللقاء والتشاور في كل المقترحات المطروحة، ومن بينها تشكيل مجلس رئاسي مدني لتحقيق واستكمال الثورة.

وأصدرت الحملات الانتخابية للمرشحين صباحي وأبو الفتوح إضافة لخالد علي، الذين خرجوا من سباق الرئاسة، بيانا مشتركا أعلنوا فيه بطلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، وفقا لصحيح أحكام القانون، مستندين إلى ما قالوا إنه «بطلان أصوات مليون ونصف مليون صوت من أصوات الشعب في مختلف اللجان الفرعية والعامة، وفقا لمحاضر الفرز التي تسلمها كل مرشح».

وفي الإسكندرية (شمال غربي القاهرة)، قررت قوى سياسية مقاطعة الفعاليات السياسية التي ستشارك فيها جماعة الإخوان بالمحافظة، مبررين ذلك برفض الجماعة التفاوض وتعنتها إزاء المقترح المطروح بإنشاء مجلس رئاسي مدني. واعتبرت هذه القوى أن مشاركة «الإخوان» في الفعاليات معهم هي «محاولة استغلال الحشد الجماهيري باتجاه القضايا السياسية المختلفة، بالإضافة إلى الترويج لمرشحهم الرئاسي من خلال تلك الفعاليات». واجتاحت مدينة الإسكندرية موجة من الاحتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف وعدد من أهالي الشهداء ضد الأحكام القضائية الأخيرة. وأمام مسجد القائد إبراهيم، بوسط المدينة، احتشد الآلاف من جماهير الألتراس (مشجعي أندية كرة القدم) وأعضاء حركات كفاية، و6 أبريل، وائتلاف شباب الثورة، وغيرهم حاملين نعشا رمزيا لأحد شهداء المدينة، ورددوا هتافات «وحياة دمك يا شهيد.. الثورة راجعة من جديد»، داعين للمشاركة في مليونية اليوم (الثلاثاء) من أمام المسجد إلى مقر مبنى الإذاعة والتلفزيون لـ«فرض حصار عليه للمطالبة بتطهير الإعلام».