عودة البرادعي تبعث الأمل بين شباب الثورة

ينتظرونه في مطار القاهرة اليوم

د. محمد البرادعي
TT

بأنامل صغيرة أصبحت متمرسة على كتابة اللافتات بحرفية شديدة، وبعبارات وشعارات حفظتها عن ظهر قلب من كثرة ترديدها خلال أكثر من عام مرت على ثورة 25 يناير 2011.. جلست «سارة»، بنت العشرين عاما، في أحد أركان ميدان التحرير وسط القاهرة، بالقرب من المبنى الإداري الحكومي الضخم الذي يحيط بالميدان ويعرف بـ«مجمع التحرير»، تخطط بمهارة وسرعة فائقة لافتة كتبت عليها باللون الأحمر الساطع.. «شد القلوع يا برادعي.. مفيش رجوع يا برادعي».

وتنوي سارة، ومعها مئات الناشطين السياسيين من شباب الثورة، الذهاب صباح اليوم (الثلاثاء) إلى مطار القاهرة، حاملة اللافتة نفسها المأخوذة من الأغنية الشهير للفنان محمد منير «شد القلوع يا مراكبي»، لاستقبال الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووكيل مؤسسي حزب «الدستور»، مستعيدة ذكريات عودته إلى مصر في 19 فبراير (شباط) 2010، وقيادته المعارضة المصرية آنذاك للوقوف في وجه النظام السابق.

تقول سارة، وهي لا تنتمي إلى أي أحزاب سياسية إنها ترى في البرادعي «رمزا للروح الوطنية الشريفة»، وإنه أثبت، دون غيره من كل القوى السياسية «عدم انتهازيته أو استغلاله للثورة لتحقيق مصالح شخصية.. كما أن وجهة نظره دائما هي الأصوب خلال الفترة الماضية، خاصة عندما رفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وقوله عنها إنها مسرحية هزلية».

وقاطع البرادعي، الذي يصفه البعض بأنه «ضمير الثورة»، الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية مايو (أيار) الماضي، بعد أن كان يعتزم الترشح، لكنه انسحب من السباق مبكرا، بسبب قوله آنذاك إن «العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية تدفع البلاد بعيدا عن أهداف الثورة، وإن النظام السابق لم يسقط».

ورغم ابتعاده عن المشهد السياسي في الفترة الأخيرة ووجوده معظم الأوقات خارج البلاد لحضور مؤتمرات دولية، يحرص البرادعي دائما على انتقاد السياسيات الحالية والمواقف السياسية من خلال عبارات قصيرة مختصرة على صفحته على موقع «تويتر»، وهو ما يأخذه عليه البعض.

ويقول الناشط السياسي أحمد وجيه: «البرادعي يستمر في مقاومته الإلكترونية ويرفض أن يعفر ملابسه مع الثوار في الميدان ليواجه النظام الذي ما زال مستمرا.. أتمنى أن يخرج للملأ».

وعلق البرادعي على صفحته على «تويتر» أول من أمس، على حكم البراءة الذي حصل عليه قيادات أمنية ونجلا الرئيس السابق حسني مبارك، قائلا: «النظام السابق يحاكم نفسه.. مسلسل إجهاض الثورة مستمر بمشاركة القوي السياسية. يمهل ولا يهمل».

وتدور في ميدان التحرير وداخل الغرف المغلقة لقوى الثورة وبعض الأحزاب السياسية، اقتراحات ومناقشات حول إلغاء جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، التي يتنافس فيها مرشح الإخوان محمد مرسي مع رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، مقابل تعيين مجلس رئاسي مدني لإدارة الفترة الانتقالية، على أن يكون المجلس من المرشحين الخاسرين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي، ومعهما محمد مرسي، أو الدكتور محمد البرادعي، أو على الأقل أن يرأس البرادعي حكومة إنقاذ وطني تدير البلاد حتى كتابة دستور جديد.

وقال وائل قنديل، المتحدث الرسمي لحزب البرادعي: «إن البرادعي أكد استعداده لتشكيل مجلس رئاسي مدني، يتولى إدارة البلاد.. لكن المشكلة ليست في البرادعي، لكن في توافق جميع القوى السياسية على هذا المبدأ»، مشيرا إلى أن «البرادعي يسعى دائما إلى أن تكون هناك قيادة لإدارة الثورة».

بدورها أجرت صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع «فيس بوك»، التي كانت من أسباب تفجر الاحتجاجات في مصر منذ عام 2010، استبيانا بين أعضائها حول احترامهم لوجهات نظر البرادعي بعد عام ونصف على مرور الثورة، أكد فيه أكثر من 21 ألفا و700 من أعضاء الصفحة احترامهم للبرادعي.

وقال ناشطون في تعليقاتهم على الاستبيان: «نتمنى أن يعرف الناس في مصر الآن حقيقة هذا الرجل وأن يقدروا إخلاصه للوطن بدلا من وصفه بالعمالة». وذكرت نيرفانا ممدوح: «أؤيد وجهة نظر البرادعي لأنني أتابعه منذ سنين ورأيت أنه في الفترة الماضية كان ثابتا على مواقفه.. أتمنى أن يمسك الفترة الانتقالية وصباحي وأبو الفتوح تحت قيادته».