«التحرير».. سوق للباعة الجائلين صباحا.. ومسرح لتشجيع روابط الألتراس مساء

التظاهر يبدأ في الميدان عصرا بسبب الحر الشديد

مظاهرات لا تتوقف بميدان التحرير عقب صدور الحكم في قضية القرن من محكمة جنايات القاهرة السبت (إ.ب.أ)
TT

الفارق كبير بين حال ميدان التحرير في 2011 وحاله في 2012، مشهد الميدان خلال الأيام الـ18 لثورة 25 يناير (كانون الثاني) العام الماضي كان له زخم خاص من الصعب أن يتكرر. وهذا يختلف عن المشهد الحالي للتحرير واعتصاماته التي بدأت يوم السبت الماضي احتجاجا على الأحكام القضائية الصادرة بحق الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وستة من مساعديه.

كان الميدان خلال أيام الثورة يعج بالثوار، وكانت القوى السياسية تضع هدفا واحدا أمام أعينها هو «رحيل مبارك عن الحكم»، أما الآن فالأهداف شتى، والصوت الواحد تحول إلى أصوات متفرقة.

في السابق كان من الصعب أن يجد أي شخص موضعا لقدم في الميدان طوال اليوم، لكن منذ السبت الماضي، أصبح للميدان تقسيم زمني مختلف، ففي الصباح يسيطر الباعة الجائلون على الميدان، وما أن يحل العصر حتى يظهر بالميدان عناصر روابط مشجعي أندية كرة القدم المعروفون باسم «الألتراس».

وتتنوع بضاعة الباعة الجائلين بين المأكولات بأنواعها والمشروبات المثلجة، والأعلام وأغطية الرأس والصحف وبعض التذكارات الخاصة بالميدان ويتنافسون في طريقة عرض بضاعتهم وأسعارها، بينما يضم عناصر الألتراس روابط مشجعي ناديي الأهلي والزمالك بشكل رئيسي وتحرص كل رابطة على إقامة طقوس خاصة بها مختلفة عن غيرها سواء في «الدخلة» أو الهتافات التي يرددها أنصارها.

ويقول مجدي عبد الكريم، بائع فول، أتى بعربته اليدوية يحمل فوقها بضاعته ويقف في الميدان عند مدخل شارع الفلكي: «أنا أقف هنا منذ اعتصام مجلس الوزراء قبل 5 أشهر تقريبا، ومكاني كان فوق الرصيف، لكن منذ أن أغلق المتظاهرون الميدان أمام حركة السيارات نزلت بعربتي إلى الشارع لأكون قريبا من زبائن الميدان».

وأضاف عبد الكريم: «كنت أبيع في اليوم قدرين كاملين من الفول نظرا للإقبال الشديد على هذه الأكلة»، التي تحتل صدارة الأطعمة الشعبية في مصر، موضحا أنه يقف منذ السابعة صباحا حتى ينفد منه الفول، مشيرا إلى أنه منذ يوم السبت الماضي يقف طوال اليوم حيث أصبح يبيع نحو 5 قدور من الفول يوميا نظرا لإغلاق الميدان وامتلائه بالمعتصمين ليلا».

ويوضح مجدي أنه مع الاعتصام في الميدان لتحقيق مطالب الثورة، قائلا: «طبعا أنا مع الاعتصام لتحقيق المطالب لأن الحكومة لن تستجيب إلا بهذا الشكل، وطبعا الاعتصام فيه زيادة لرزقي».

أما مصطفى عمرو أحد أعضاء ألتراس النادي الأهلي فقال: «قررنا النزول إلى الميدان بعد الحكم الهزيل الذي صدر بحق الرئيس السابق لنعلن اعتراضنا واحتجاجنا عليه.. الحكم أهدر دماء الشهداء دون ثمن».

وأضاف مصطفى: «نأتي إلى الميدان يوميا في الساعة الخامسة مساء ونحرص على القدوم في مسيرات من أماكن متفرقة تلتقي كلها في الميدان في وقت واحد وتقوم كل رابطة بعمل دخلة خاصة بها، تكون بشكل مختلف مرة بالشموع ومرة بالأعلام ومرة باللافتات، قبل أن نقوم بالاشتراك في تنظيم مسيرات تجوب الميدان للتنديد بالأحكام والتأكيد على مطالب الثورة».

ورفض مصطفى فكرة التقسيم الزمني للميدان، قائلا: «لا أرى ذلك، فالباعة الجائلون موجودون طوال اليوم ولكنهم يتصدرون المشهد في الصباح بسبب أن بعض المتظاهرين يذهبون إلى أعمالهم، أو يتجنبون الجلوس في قلب الميدان بسبب الحرارة العالية والشمس الحارقة».

ويرى مصطفى أن وجود الباعة الجائلين في «التحرير» ربما يسهم في تأمين الميدان لصالح المتظاهرين في الفترات الصباحية التي لا يتواجدون فيها، إلى أن يعود المتظاهرون بأعداد كبيرة في المساء.