الصدر مخاطبا المالكي: أتمم جميلك وأعلن استقالتك من أجل شعب لا يريد إلا لقمة عيش

توجه إلى طهران لبحث الأزمة.. والمتحدثة باسم «العراقية» لـ «الشرق الأوسط»: ماضون في سحب الثقة

TT

ستلعب الكتل البرلمانية الصغيرة داخل مجلس النواب العراقي دورا لا يستهان به في موضوع التصويت على سحب الثقة من نوري المالكي كرئيس للحكومة العراقية، علما بأن هذه الكتل انشقت أصلا عن كتلها الكبيرة، مثل «العراقية البيضاء» المنشقة عن «العراقية»، و«العراقية الحرة» المنشقة عن «العراقية البيضاء».

وحسب برلماني عراقي، فإن «الكتل الصغيرة لم تحسم أمرها بعد من موضوع سحب الثقة»، مشيرا إلى أن «هذه الكتل تصطاد فرصها في مثل هذه المواقف فهي مهمشة من قبل الكتل الكبيرة التي انشقت عنها من جهة، ومن قبل الكتل الكبيرة التي في السلطة من جهة ثانية، والآن تستطيع أن تحقق بعض المكاسب الشخصية لأعضائها أو مكاسب انتخابية إذا اصطفت مع من تعتقد أنه القوي الذي سينتصر أخيرا». وأضاف البرلماني، الذي رفض نشر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الكتل تكونت أصلا بالاعتماد على غيرها وعندما وصلت إلى البرلمان انشقت، والآن تساوم وتتقرب من هذا وذاك للحصول على ما تعتقده مكاسب إضافية كانت محرومة منها»، منبها إلى أن «المالكي عمل مقدما على استقطاب أصوات هذه الكتل والمستقلين في البرلمان لصالحه، وذلك بالتلويح بمناصب وزارية أو بالأموال أو مكاسب أخرى».

من جهتها اشارت ميسون الدملوجي، الناطقة الرسمية باسم ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي الرئيس الأسبق لوزراء العراق، أكدت لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس «إصرارنا والتحالف الكردستاني وكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري وأعضاء آخرين في التحالف الوطني وفي ائتلاف دولة القانون على المضي في عملية سحب الثقة من المالكي».

وحثت الدملوجي في بيان لها تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه «التحالف الوطني لإيجاد بديل عن رئيس الحكومة نوري المالكي من أجل تجنب العراق المزيد من الأزمات»، داعية «الشركاء في التحالف الوطني إلى الإسراع في إيجاد البديل للمالكي بما يجنب العراق المزيد من الأزمات التي قد تفتح المجال لقوى الشر والجريمة للتسلل والنيل من المواطنين وإحداث الفتنة بين الناس».

وفي السياق ذاته، دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، رئيس الوزراء إلى تقديم استقالته «من أجل مصلحة الشعب العراقي والشركاء السياسيين». وقال مخاطبا المالكي في بيان وزعه مكتبه في النجف وتلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه أمس «أتمم جميلك وأعلن استقالتك من أجل شعب لا يريد إلا لقمة عيش، ومن أجل شركاء لا يريدون إلا الشراكة». وجاء كلام الصدر عشية سفره إلى طهران لإجراء محادثات حول الأزمة، حسب ما أفادت به مصادر مطلعة. ويرى مراقبون في زيارة الصدر، أحد أبرز المطالبين بسحب الثقة من رئيس الوزراء، إلى طهران مؤشرا آخر على تحرك إيران دفاعا عن المالكي.

وتأتي دعوة الصدر (الذي يشغل تياره 40 مقعدا من أصل 325 في البرلمان) المالكي إلى الاستقالة في وقت بلغت فيه الأزمة السياسية في العراق مستوى غير مسبوق منذ أن بدأت فصولها عشية الانسحاب الأميركي قبل ستة أشهر.