مستوطنون يخططون لاعتداءات دموية على البلدات الفلسطينية

بعد قرار نتنياهو تعويض كل بيت يهدم بـ 50 في منطقة أخرى

TT

كشفت مصادر في المخابرات الإسرائيلية، أمس، أن هناك قلقا بأن ينفذ المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية، اعتداءات انتقامية على البلدات الفلسطينية، في حال تنفيذ الحكومة قرار محكمة العدل العليا وإخلاء المستوطنين في حي «أولبانا» في مستعمرة بيت إيل قرب رام الله.

وقالت هذه المصادر للمراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي الرسمي، إن هناك بوادر واضحة على مجموعات غير قليلة من المستوطنين المتطرفين بتنظيم هذه الاعتداءات. فهم يسلكون مسلك الانتقام من الفلسطينيين على كل إجراء لا يعجبهم تنفذه السلطات الإسرائيلية الرسمية. وفي الآونة الأخيرة تزايدت الاعتداءات، خصوصا من طرف المستوطنين من مستعمرة «يتسهار» على سكان بلدة حوارة قضاء نابلس. ويعتقد بأن هذه الاعتداءات هي بمثابة تدريبات يقوم بها المستوطنون ويخططون لتفجيرها خلال هذا الشهر، عندما تنفذ الحكومة قرار المحكمة بإخلاء ذلك الحي وهدم أبنيته.

وكانت سلطات الجيش الإسرائيلي قد صادقت على رواية المواطنين الفلسطينيين في بلدة عصيرة القبلية، عن اعتداءات إجرامية على مواطنين من بلدتهم في الشهر الماضي. فقد أقدمت مجموعة من مستوطني «يتسهار»، على تقييد شاب فلسطيني أصيب بطلق ناري من بندقية أحد حراس المستوطنة، ومن ثم انهالوا عليه ضربا وتنكيلا وعادوا وأطلقوا عليه النار من أسلحتهم الشخصية، وكل ذلك تحت سمع وبصر جنود الاحتلال الموجودين في المكان والذين لم يحاولوا وقف أو اعتقال المستوطنين، وفقا لما أظهره تحقيق خاص أجراه الجيش الإسرائيلي نشرت خلاصته صحيفة «هآرتس» العبرية. ووفقا لضابط إسرائيلي كبير ينضم هذا الحادث الذي وقع في السادس والعشرين من شهر مايو (أيار) الماضي، إلى واقعة أخرى جرت بالقرب من المستوطنة المذكورة في التاسع والعشرين من الشهر عينه، حيث أطلق المستوطنون النار على فلسطيني تحت أعين قوات الاحتلال التي ادعت بأنها صادرت أسلحة الحراس في الحادثتين. ووفقا للتحقيق وقعت الحادثة الأولى بالقرب من قرية عصيرة القبلية القريبة من المستوطنة، ووقعت الحادثة الثانية وفقا لتحقيق الجيش، السبت الماضي.

وكان المستوطنون قد أطلقوا حملة تباكي على هدم حي «أولبانا»، يظهرون فيها عملية إخلائه كـ«نكبة وطنية». وقد بدأوا إضرابا عن الطعام في خيمة أمام مكاتب محكمة العدل العليا في القدس، يشارك فيه 13 شخصا، بينهم مسن. وتحولت الخيمة إلى مزار يحج إليه قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة. وزارهم أمس عالم الرياضيات الفائز بجائزة نوبل، البروفسور يسرائيل أومان، الذي قال لهم إن إخلاء مستوطنتهم يعتبر كارثة قومية للصهيونية، «لأن الحكومة تبث فيه رسالة إلى الفلسطينيين بأن هذه الأرض ليست لنا، وأننا مستعمرون فيها مثلما كان الاستعمار الفرنسي للجزائر». ولكن المستوطنين لم يحتفوا بهذه الزيارة، لأن أومان طلب منهم أن لا يقاوموا قوات الشرطة عندما تأتي لترحيلهم، احتراما للقانون ولرجال القانون. ونصحهم بأن ينبطحوا على الأرض حتى يقوم الجنود بإخلائهم فردا فردا، بلا عنف ولا صدامات.

الجدير ذكره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر تنفيذ قرار المحكمة العليا القاضي بهدم المنازل الـ5 المقامة على أرض فلسطينية خاصة بالقرب من مستوطنة بيت إيل شمال بيت لحم، لكنه «اخترع» طريقة جديدة تسمح بتنفيذ قرار المحكمة دون هدم المنازل وتعويض المستوطنين بـ50 وحدة استيطانية إضافية تقام على قطعة أرض تستخدم اليوم كمعسكر جيش داخل المستوطنة. وتقضي خطة نتنياهو الجديدة بنقل البيوت الـ5 المقامة على أراض فلسطينية خاصة، كما هي ودون هدمها ونصبها مجددا في موقع جديد على بعد مئات الأمتار فقط من موقعها الحالي بحجة أن «الدولة» تمتلك الأراضي في الموقع الجديد.